الموضوع
:
قلاع تاريخيه دافعت عن الموت ...
عرض مشاركة واحدة
منذ /
06-09-2013, 09:39 PM
#
1
مُنـــــايا
مبدعي المنتدى
رقم العضوية :
91271
تاريخ التسجيل :
Dec 2012
الجنس : ~
أنثى
المكان :
بلدي الحره الابيه
المشاركات :
20,820
الحكمة المفضلة :
عجبي !! أبعدَ الموتِ تعزِفُنِي لحناً على الشفاه ؟! وتُغرِقُنِي ثم تَطلب مني طوْق النجاه !!! وعجبي
النقاط :
درجة التقييم :
3971849
قوة التقييم :
1986
MY MmS
أوسمة العضو
قلاع تاريخيه دافعت عن الموت ...
قلعة مارد الحصينة بدومة الجندل التي قهرت ملكة تدمر «زنوبيا»
تُعد «القلاع» التاريخية - التي شُيّدت على مر العصور- الحارس الأمين للمدن التي أقيمت فيها، فهي المنعة والقوة ورمز الحماية والهيبة في قلوب المعتدين، حيث بقي العديد منها على مر العصور شاهداً على قوة بنيانها، ومهارة من عمل على بنائها.
وتزخر المملكة بالعديد من القلاع التي تتفاوت عصور بنائها، فبعضها شُيّد قبل ظهور الاسلام بقرون عديدة، والبعض الآخر شُيّد في عصر صدر الاسلام، إلاّ أن جميعها شُيّد من أجل هدف واحد، ألا وهو الحماية ضد هجمات المعتدين، الأمر الذي يضمن الأمن والاستقرار، كما تتفاوت أحجامها وارتفاعاتها التي تتحكم بها طبيعة الأرض وقوة الانسان.
وبعد أن من الله على المملكة بالأمن والاستقرار بعد توحيدها على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- انتهى دور هذه القلاع الشامخة التي كانت في زمن مضى شاهداً على زمن الفرقة والتمزق والخوف، وأصبحت مزارات سياحية تبين مدى نعمة الأمن التي نعيشها.
جانب من قلعة وادرين في تبوك
قلعة وادرين
ومن القلاع الشهيرة التي ذاع صيتها وصارت مضرب مثل «قلعة وادرين»، التي تقع في مدينة تبوك، وبناها الأتراك عندما كانوا يسيطرون على الحجاز، وكانت سيئة السمعة.. «الداخل لها مفقود والخارج منها مولود»، وهي عبارة عن محطة لسكة الحديد، إضافةً إلى أنها تنقل العتاد والسلاح وجنود الترك من وإلى ميادين القتال في أجزاء واسعة من الجزيرة العربية، وتُعد أحد نقاط التجميع لأسرى أبناء الجزيرة العربية لتنقلهم إلى بلاد الترك، وقليل جداً من عاد بعد تلك الرحلة الأبدية، حيث كانت بمثابة سجن أو معتقل يمر عليه كل من سيتم ترحيله إلى اسطنبول من الأسرى وغالباً يكون آخر علمه بجزيرة العرب هذه القلعة، فإما الإعدام وإما السجن، ويعود تاريخ بناء القلعة إلى عام 679 ه، وجدت عمارتها أكثر من مرة وأجريت عليها ترميمات شاملة مؤخراً من قبل وكالة الآثار والمتاحف، وتُعد عبارة «طس لقلعة وادرين» مثل قديم كثيراً ما يرد على لسان البعض عند الغضب ومعناه الذهاب بلا عودة. وتتكون القلعة من دورين يحتوي الدور الأرضي على فناء مكشوف وعدد من الحجرات ومسجد وبئر، وهناك سلالم تؤدي إلى الدور الأول ومسجد مكشوف وحجرات، وكذلك سلالم تؤدي إلى الأبراج التي تستخدم للحراسة والمراقبة والقلعة، وقد ضرب بهذه القلعة المثل الذي يقول صاحبه: «بطس لقلعة وادرين، فيقولها الذي يريد الذهاب وعدم العودة، فقد عرف عن من يدخلها أنه لا يخرج منها فإما أن يسجن بدون أن يخرج -مؤبد-، وإما أن يُعدم، وإما أن يُرحّل وينفى إلى اسطنبول لمحاكمته.
تنظيم واتقان في بناء قلعة مارد
جعلها تقول: «تمرد مارد وعزَّ الأبلق»!
فشل «ملكة تدمر» في اقتحام «قلعة مارد» و«تيماء» جعلها تقول: «تمرد مارد وعزَّ الأبلق»!
قلعة مارد
تعد «قلعة مارد» التي تسمى أيضا «حصن مارد» من أكبر القلاع في مملكتنا الغالية، وتقع في محافظة «دومة الجندل» على بعد (44م) من مسجد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وتتميز عن غيرها من القلاع بارتفاعها الشاهق وصعوبة الوصول إليها وعظمة بنائها، و»مارد» بكسر الراء هو كل شيء تمرد واستعصى، وهو اسم مشتق من القدرة والامتناع، وقد بنيت القلعة من الحجارة على مرتفع يطل على «دومة الجندل» القديمة من الجهة الجنوبية، بارتفاع (2000 قدم) تقريباً، ويعتقد أن القلعة قد بُنيت في الألف الثانية أو الثالثة قبل الميلاد. تتكون القلعة من سور فيه فتحات للمراقبة، ولها برجان بارتفاع (12م)، وفيهما بئران عميقان، أما مبنى القلعة الرئيس فيتألف من طبقات إحداها للحرس والثانية للرماية والثالثة للمراقبة وهكذا، وقد استخدمت القلعة قصراً للحاكم، وهي مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة «دومة الجندل» القديمة، وقد أعيد بناء بعض أجزاء منها وذلك لطول مدة استخدامها حيث تعرض البعض الآخر للانهيار، أما القسم الأكبر منها فقد ظل بحالته القديمة منذ انشائه ويلحظ في طريقة بنائها الاتقان والتنظيم.
بناءات صخرية مُلفتة في أحد القلاع
هضبة صخرية
في عام 1915م تم ترميم الأجزاء العلوية من القلعة والأبراج من الطين بعد أن كانت مهدمة، أما داخل القلعة من الجهة الشمالية فنلحظ أطراف جدار مهدم كان لغرف على ما يبدو أنها مكونة من أربعة أدوار، مما يدل على أن مبنى القلعة كان أعلى مما هو عليه في الجهات الأخرى، وقد أقيمت القلعة على هضبة صخرية ارتفاعها (620م) فوق سطح البحر، حيث يُعد اختياراً مصمم البناء للهضبة الصخرية المقام عليها الحصن اختيار موفق من الناحية الاستراتيجية، فالمُطل من أعلى الحصن يستطيع أن يشرف على المنطقة المحيطة به ويرى كل من يقدم الى البلدة من مسافات شاسعة، ويوجد بالقلعة أربعة أبراج مخروطية الشكل في جهاتها الأربع، وفي فناء القلعة مجموعة من الغرف الطينية تقع في الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية التي استخدم في بنائها الطوب واللبن وهي من المباني المضافة، وفي الجهة الشمالية الغربية يوجد مبنى من الحجر مكون من دورين.
وبُنيت «قلعة مارد» من الحجر «الجندل»، أما أقدم ذكر لها فيعود إلى ملكة «تدمر» «زنوبيا» -الزباء- في القرن الثالث الميلادي (272- 276م) عندما غزت «دومة الجندل» لكنها فشلت في اقتحام «قلعة مارد»، واتجهت الى تيماء لكنها أيضاً فشلت، فقالت مقولتها الشهيرة: «تمرد مارد وعز الأبلق»، فصار مثلاً لكل ما يعز ويمتنع على طالبه.
واستخدمت القلعة في «الفترة النبطية»، واستمر استخدامها في صدر الإسلام، حتى الفترات الحديثة، حيث استخدمت مقراً لحاكم المدينة «دومة الجندل»، وأيضاً مكاناً لسكن الجنود وللمراقبة.
قلعة زعبل في سكاكا الجوف
قلعة زعبل
تقع على مرتفع في الشمال الغربي من «سكاكا» ويطل عليها، وهناك كثير من الأساطير التي تدور حولها، إلاّ أن من المعتقدات أن هذه القلعة قد شُيّدت في القرن السابع قبل الميلاد، وقد أضيف إليها إنشاءات من اللبن تعود الى القرن الثالث، ولا يمكن الوصول إليها إلاّ من جهة واحدة، بنيت من أجل هدفين رئيسين؛ الأول حماية المدينة القديمة من الجهة الجنوبية والثاني لحماية طريق تجاري مهم في تلك الفترة كان يمر بها قادماً من الشام والعراق، وهي منشأة حربية بحتة لا تضم داخلها سوى غرفتين وتضم مدخلاً رئيساً واحداً يقع في الجهة الجنوبية الشرقية ملاصقاً للبرج الجنوبي الشرقي من القلعة، وهو مدخل صغير يصعد إليه عن طريق واحد من الجبل ذي درج عُمل من الحجارة، يوجد أربعة أبراج اسطوانية الشكل في أركانها الأربعة ترتفع عن أرضية القلعة بحوالي خمسة أمتار، وتحتوي القلعة على خزان لحفظ الماء محفور في أرضيتها الصخرية وهو مربع الشكل طول ضلعه (1.60م) وبعمق متر واحد..
بئر في أحد أبراج قلعة مارد
بئر نبطية
ومن أهم شواهد قدم هذه القلعة هو وجود «بئر نبطية» تسمى «سيسرا» وتبعد حوالي (300م) من القلعة، يعتقد أنها حُفرت أثناء محاربة الكنعانيين لليهود، فقد كان هناك قائد كنعاني كان يحارب ببسالة، فحفرت هذه البئر فسميت باسمه تخليداً لذكراه واسمه «سيزار بن كنعان»، تمتاز البئر أنها محفورة عن طريق النحت ويوجد لها سلم -درج- منحوته من أعلى البئر الى أسفلها يستطيع الشخص النزول معها الى أسفل البئر والوصول الى المياه، كما يوجد في منتصف البئر فتحة مربعة الشكل تبلغ المتر في متر وهي مخرج قناة للري يشبه النفق يصب في قنوات متعددة لسقيا المزارع أسفل القلعة، حيث كانت البئر كالعين الجارية تفيض ويخرج الماء من تلك الفتحة لري المزارع دون عناء استخراج الماء من البئر، وهي طريقة نادرة للري، وتشبه البئر في طريقة حفرها الآبار النبطية التي توجد في «مدائن صالح»، ويقع بالقرب من القلعة أيضاً «غار برنس»، وعليه لوحة منحوتة تمثل مجموعة من الأشخاص حول حلقة في وضع دائري، كما يوجد غار فيه نقوش وطريقة حفره ونقشه تشابه طريقة «مدائن صالح»، وقد ذكر الشاعر «المتنبي» الجوف في قصيدة له قالها يمدح فرسه حينما مر بها قادماً من مصر فقال في بعض أبياتها:
وجابت بسيطة جوب الرداء
بين النعام وبين المها
إلى عقدة الجوف حتى شفت
بماء الجراوي بعض الصدا
وقد وصفها الشيخ «حمد الجاسر بأنها كالحارس لمساحة واسعة من بلاد الجوف هي سكاكا وما بقربها من المزارع والقرى المنتشرة في براح واسعة من الأرض، كما وصفتها «الليدي آن بلنت» وقالت: سكاكا كالجوف ذات قلعة قديمة تجثم على مرتفع يبلغ حوالي مائة قدم.
قلاع مختلفة
وهناك العديد من القلاع التي تنتشر في مملكتنا الغالية والتي هدفها الحماية للمدن التي تشرف عليها، أو لحماية طريق الحج أو قوافل التجارة، منها على سبيل المثال «قلعة الفرع»، وهي قلعة أثرية مهمة بنيت على مرتفع «العيص» شمال «ينبع»، ويعود تاريخ بنائها إلى فترة سابقة للإسلام، وقد بنيت من الكتل الحجرية النارية بأسلوب معماري مميز، كما توجد في الأحساء «قلعة العقير» في «ميناء العقير»، و»قلعة صاهود»، و»قلعة إبراهيم باشا»، إلى جانب وجود قلاع وأبراج متفرقة في مدن وقرى الأحساء، وكذلك «قلعة ذات الحاج»، وهي قلعة عثمانية بنيت لحماية الحجاج والمسافرين عبر طريق الحج في عام971 ه، وفي نجران يوجد «قلعة الحاشة»، و»قلعة قصر الإمارة» و»قلعة جبل رعوم»، إضافةً إلى «قلعة الأخدود»، ومن القلاع الشهيرة أيضاً «قلعة المويلح» في تبوك التي شُيدت في عهد المماليك في عهد السلطان «سليمان القانوني» سنة 968ه؛ لأجل تأمين الحجيج وخدمتهم تقع على طريق الحاج المصري.
نجاح الحيلة
وكانت القلاع تُبنى في المرتفعات التي تحيط بالمدن القديمة أو الجبال، لكن في كثير من القصور والمزارع التي لا يوجد حولها مرتفعات كانت تبنى أسوار عالية حولها وأبراج للمراقبة، فإذا ما اقترب العدو صعدوا في تلك الأبراج وقاموا بمقاومة المعتدين. وفي قصة من التاريخ وبينما كانت أحد القصور المحصنة التي تقع وحيدة في أحد الأودية تتعرض لهجمات المعتدين كان ذلك الحصن خالياً من الرجال الذين قد ذهبوا في رحلة صيد، ولم يكن في ذلك الحصن سوى النساء والأطفال فلما طال محاصرة الأعداء للحصن خشيت النساء معرفتهم بأنه لا يوجد رجال في الحصن، مما سيسهل عليهم عملية اقتحامه والصعود لفتحه، فاهتدت إحدى النساء لحيلة وهي لبس ثياب من ثياب زوجها والصعود على أحد الأبراج وهي تحمل السلاح وتوجهه عليهم وأوعزت الى أحد النساء أن تصرخ بصوت عال تحذر فيه المعتدين وتدعوهم الى الهرب؛ لأن هذا الرجل أصم وأبكم لا يتكلم ولا يسمع ولاذوا بالفرار، ونجحت الحيلة فلم تكن المرأة التي لبست ثياب زوجها تستطيع أن تتكلم حتى لا يكتشف المعتدين أنها امرأة وهكذا انطلت عليهم الحيلة ونجو.
ما بقي من مسجد عمر بن الخطاب القريب من قلعة مارد
مخرج سري في قلعة مارد
بئر «سيسرا» بالقرب من قلعة زعبل
جدار حصن قلعة مارد
الرحالة شكسبير في قلعة مارد 1915م </B></I>
قلعة مارد الحصينة بدومة الجندل التي قهرت ملكة تدمر «زنوبيا»
تُعد «القلاع» التاريخية - التي شُيّدت على مر العصور- الحارس الأمين للمدن التي أقيمت فيها، فهي المنعة والقوة ورمز الحماية والهيبة في قلوب المعتدين، حيث بقي العديد منها على مر العصور شاهداً على قوة بنيانها، ومهارة من عمل على بنائها.
وتزخر المملكة بالعديد من القلاع التي تتفاوت عصور بنائها، فبعضها شُيّد قبل ظهور الاسلام بقرون عديدة، والبعض الآخر شُيّد في عصر صدر الاسلام، إلاّ أن جميعها شُيّد من أجل هدف واحد، ألا وهو الحماية ضد هجمات المعتدين، الأمر الذي يضمن الأمن والاستقرار، كما تتفاوت أحجامها وارتفاعاتها التي تتحكم بها طبيعة الأرض وقوة الانسان.
وبعد أن من الله على المملكة بالأمن والاستقرار بعد توحيدها على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- انتهى دور هذه القلاع الشامخة التي كانت في زمن مضى شاهداً على زمن الفرقة والتمزق والخوف، وأصبحت مزارات سياحية تبين مدى نعمة الأمن التي نعيشها.
جانب من قلعة وادرين في تبوك
قلعة وادرين
ومن القلاع الشهيرة التي ذاع صيتها وصارت مضرب مثل «قلعة وادرين»، التي تقع في مدينة تبوك، وبناها الأتراك عندما كانوا يسيطرون على الحجاز، وكانت سيئة السمعة.. «الداخل لها مفقود والخارج منها مولود»، وهي عبارة عن محطة لسكة الحديد، إضافةً إلى أنها تنقل العتاد والسلاح وجنود الترك من وإلى ميادين القتال في أجزاء واسعة من الجزيرة العربية، وتُعد أحد نقاط التجميع لأسرى أبناء الجزيرة العربية لتنقلهم إلى بلاد الترك، وقليل جداً من عاد بعد تلك الرحلة الأبدية، حيث كانت بمثابة سجن أو معتقل يمر عليه كل من سيتم ترحيله إلى اسطنبول من الأسرى وغالباً يكون آخر علمه بجزيرة العرب هذه القلعة، فإما الإعدام وإما السجن، ويعود تاريخ بناء القلعة إلى عام 679 ه، وجدت عمارتها أكثر من مرة وأجريت عليها ترميمات شاملة مؤخراً من قبل وكالة الآثار والمتاحف، وتُعد عبارة «طس لقلعة وادرين» مثل قديم كثيراً ما يرد على لسان البعض عند الغضب ومعناه الذهاب بلا عودة. وتتكون القلعة من دورين يحتوي الدور الأرضي على فناء مكشوف وعدد من الحجرات ومسجد وبئر، وهناك سلالم تؤدي إلى الدور الأول ومسجد مكشوف وحجرات، وكذلك سلالم تؤدي إلى الأبراج التي تستخدم للحراسة والمراقبة والقلعة، وقد ضرب بهذه القلعة المثل الذي يقول صاحبه: «بطس لقلعة وادرين، فيقولها الذي يريد الذهاب وعدم العودة، فقد عرف عن من يدخلها أنه لا يخرج منها فإما أن يسجن بدون أن يخرج -مؤبد-، وإما أن يُعدم، وإما أن يُرحّل وينفى إلى اسطنبول لمحاكمته.
تنظيم واتقان في بناء قلعة مارد
جعلها تقول: «تمرد مارد وعزَّ الأبلق»!
فشل «ملكة تدمر» في اقتحام «قلعة مارد» و«تيماء» جعلها تقول: «تمرد مارد وعزَّ الأبلق»!
قلعة مارد
تعد «قلعة مارد» التي تسمى أيضا «حصن مارد» من أكبر القلاع في مملكتنا الغالية، وتقع في محافظة «دومة الجندل» على بعد (44م) من مسجد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وتتميز عن غيرها من القلاع بارتفاعها الشاهق وصعوبة الوصول إليها وعظمة بنائها، و»مارد» بكسر الراء هو كل شيء تمرد واستعصى، وهو اسم مشتق من القدرة والامتناع، وقد بنيت القلعة من الحجارة على مرتفع يطل على «دومة الجندل» القديمة من الجهة الجنوبية، بارتفاع (2000 قدم) تقريباً، ويعتقد أن القلعة قد بُنيت في الألف الثانية أو الثالثة قبل الميلاد. تتكون القلعة من سور فيه فتحات للمراقبة، ولها برجان بارتفاع (12م)، وفيهما بئران عميقان، أما مبنى القلعة الرئيس فيتألف من طبقات إحداها للحرس والثانية للرماية والثالثة للمراقبة وهكذا، وقد استخدمت القلعة قصراً للحاكم، وهي مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة «دومة الجندل» القديمة، وقد أعيد بناء بعض أجزاء منها وذلك لطول مدة استخدامها حيث تعرض البعض الآخر للانهيار، أما القسم الأكبر منها فقد ظل بحالته القديمة منذ انشائه ويلحظ في طريقة بنائها الاتقان والتنظيم.
بناءات صخرية مُلفتة في أحد القلاع
هضبة صخرية
في عام 1915م تم ترميم الأجزاء العلوية من القلعة والأبراج من الطين بعد أن كانت مهدمة، أما داخل القلعة من الجهة الشمالية فنلحظ أطراف جدار مهدم كان لغرف على ما يبدو أنها مكونة من أربعة أدوار، مما يدل على أن مبنى القلعة كان أعلى مما هو عليه في الجهات الأخرى، وقد أقيمت القلعة على هضبة صخرية ارتفاعها (620م) فوق سطح البحر، حيث يُعد اختياراً مصمم البناء للهضبة الصخرية المقام عليها الحصن اختيار موفق من الناحية الاستراتيجية، فالمُطل من أعلى الحصن يستطيع أن يشرف على المنطقة المحيطة به ويرى كل من يقدم الى البلدة من مسافات شاسعة، ويوجد بالقلعة أربعة أبراج مخروطية الشكل في جهاتها الأربع، وفي فناء القلعة مجموعة من الغرف الطينية تقع في الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية التي استخدم في بنائها الطوب واللبن وهي من المباني المضافة، وفي الجهة الشمالية الغربية يوجد مبنى من الحجر مكون من دورين.
وبُنيت «قلعة مارد» من الحجر «الجندل»، أما أقدم ذكر لها فيعود إلى ملكة «تدمر» «زنوبيا» -الزباء- في القرن الثالث الميلادي (272- 276م) عندما غزت «دومة الجندل» لكنها فشلت في اقتحام «قلعة مارد»، واتجهت الى تيماء لكنها أيضاً فشلت، فقالت مقولتها الشهيرة: «تمرد مارد وعز الأبلق»، فصار مثلاً لكل ما يعز ويمتنع على طالبه.
واستخدمت القلعة في «الفترة النبطية»، واستمر استخدامها في صدر الإسلام، حتى الفترات الحديثة، حيث استخدمت مقراً لحاكم المدينة «دومة الجندل»، وأيضاً مكاناً لسكن الجنود وللمراقبة.
قلعة زعبل في سكاكا الجوف
قلعة زعبل
تقع على مرتفع في الشمال الغربي من «سكاكا» ويطل عليها، وهناك كثير من الأساطير التي تدور حولها، إلاّ أن من المعتقدات أن هذه القلعة قد شُيّدت في القرن السابع قبل الميلاد، وقد أضيف إليها إنشاءات من اللبن تعود الى القرن الثالث، ولا يمكن الوصول إليها إلاّ من جهة واحدة، بنيت من أجل هدفين رئيسين؛ الأول حماية المدينة القديمة من الجهة الجنوبية والثاني لحماية طريق تجاري مهم في تلك الفترة كان يمر بها قادماً من الشام والعراق، وهي منشأة حربية بحتة لا تضم داخلها سوى غرفتين وتضم مدخلاً رئيساً واحداً يقع في الجهة الجنوبية الشرقية ملاصقاً للبرج الجنوبي الشرقي من القلعة، وهو مدخل صغير يصعد إليه عن طريق واحد من الجبل ذي درج عُمل من الحجارة، يوجد أربعة أبراج اسطوانية الشكل في أركانها الأربعة ترتفع عن أرضية القلعة بحوالي خمسة أمتار، وتحتوي القلعة على خزان لحفظ الماء محفور في أرضيتها الصخرية وهو مربع الشكل طول ضلعه (1.60م) وبعمق متر واحد..
بئر في أحد أبراج قلعة مارد
بئر نبطية
ومن أهم شواهد قدم هذه القلعة هو وجود «بئر نبطية» تسمى «سيسرا» وتبعد حوالي (300م) من القلعة، يعتقد أنها حُفرت أثناء محاربة الكنعانيين لليهود، فقد كان هناك قائد كنعاني كان يحارب ببسالة، فحفرت هذه البئر فسميت باسمه تخليداً لذكراه واسمه «سيزار بن كنعان»، تمتاز البئر أنها محفورة عن طريق النحت ويوجد لها سلم -درج- منحوته من أعلى البئر الى أسفلها يستطيع الشخص النزول معها الى أسفل البئر والوصول الى المياه، كما يوجد في منتصف البئر فتحة مربعة الشكل تبلغ المتر في متر وهي مخرج قناة للري يشبه النفق يصب في قنوات متعددة لسقيا المزارع أسفل القلعة، حيث كانت البئر كالعين الجارية تفيض ويخرج الماء من تلك الفتحة لري المزارع دون عناء استخراج الماء من البئر، وهي طريقة نادرة للري، وتشبه البئر في طريقة حفرها الآبار النبطية التي توجد في «مدائن صالح»، ويقع بالقرب من القلعة أيضاً «غار برنس»، وعليه لوحة منحوتة تمثل مجموعة من الأشخاص حول حلقة في وضع دائري، كما يوجد غار فيه نقوش وطريقة حفره ونقشه تشابه طريقة «مدائن صالح»، وقد ذكر الشاعر «المتنبي» الجوف في قصيدة له قالها يمدح فرسه حينما مر بها قادماً من مصر فقال في بعض أبياتها:
وجابت بسيطة جوب الرداء
بين النعام وبين المها
إلى عقدة الجوف حتى شفت
بماء الجراوي بعض الصدا
وقد وصفها الشيخ «حمد الجاسر بأنها كالحارس لمساحة واسعة من بلاد الجوف هي سكاكا وما بقربها من المزارع والقرى المنتشرة في براح واسعة من الأرض، كما وصفتها «الليدي آن بلنت» وقالت: سكاكا كالجوف ذات قلعة قديمة تجثم على مرتفع يبلغ حوالي مائة قدم.
قلاع مختلفة
وهناك العديد من القلاع التي تنتشر في مملكتنا الغالية والتي هدفها الحماية للمدن التي تشرف عليها، أو لحماية طريق الحج أو قوافل التجارة، منها على سبيل المثال «قلعة الفرع»، وهي قلعة أثرية مهمة بنيت على مرتفع «العيص» شمال «ينبع»، ويعود تاريخ بنائها إلى فترة سابقة للإسلام، وقد بنيت من الكتل الحجرية النارية بأسلوب معماري مميز، كما توجد في الأحساء «قلعة العقير» في «ميناء العقير»، و»قلعة صاهود»، و»قلعة إبراهيم باشا»، إلى جانب وجود قلاع وأبراج متفرقة في مدن وقرى الأحساء، وكذلك «قلعة ذات الحاج»، وهي قلعة عثمانية بنيت لحماية الحجاج والمسافرين عبر طريق الحج في عام971 ه، وفي نجران يوجد «قلعة الحاشة»، و»قلعة قصر الإمارة» و»قلعة جبل رعوم»، إضافةً إلى «قلعة الأخدود»، ومن القلاع الشهيرة أيضاً «قلعة المويلح» في تبوك التي شُيدت في عهد المماليك في عهد السلطان «سليمان القانوني» سنة 968ه؛ لأجل تأمين الحجيج وخدمتهم تقع على طريق الحاج المصري.
نجاح الحيلة
وكانت القلاع تُبنى في المرتفعات التي تحيط بالمدن القديمة أو الجبال، لكن في كثير من القصور والمزارع التي لا يوجد حولها مرتفعات كانت تبنى أسوار عالية حولها وأبراج للمراقبة، فإذا ما اقترب العدو صعدوا في تلك الأبراج وقاموا بمقاومة المعتدين. وفي قصة من التاريخ وبينما كانت أحد القصور المحصنة التي تقع وحيدة في أحد الأودية تتعرض لهجمات المعتدين كان ذلك الحصن خالياً من الرجال الذين قد ذهبوا في رحلة صيد، ولم يكن في ذلك الحصن سوى النساء والأطفال فلما طال محاصرة الأعداء للحصن خشيت النساء معرفتهم بأنه لا يوجد رجال في الحصن، مما سيسهل عليهم عملية اقتحامه والصعود لفتحه، فاهتدت إحدى النساء لحيلة وهي لبس ثياب من ثياب زوجها والصعود على أحد الأبراج وهي تحمل السلاح وتوجهه عليهم وأوعزت الى أحد النساء أن تصرخ بصوت عال تحذر فيه المعتدين وتدعوهم الى الهرب؛ لأن هذا الرجل أصم وأبكم لا يتكلم ولا يسمع ولاذوا بالفرار، ونجحت الحيلة فلم تكن المرأة التي لبست ثياب زوجها تستطيع أن تتكلم حتى لا يكتشف المعتدين أنها امرأة وهكذا انطلت عليهم الحيلة ونجو.
ما بقي من مسجد عمر بن الخطاب القريب من قلعة مارد
مخرج سري في قلعة مارد
بئر «سيسرا» بالقرب من قلعة زعبل
جدار حصن قلعة مارد
الرحالة شكسبير في قلعة مارد 1915م </B></I>
مُنـــــايا
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات مُنـــــايا