عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-16-2013, 07:35 PM   #1

الصقر الابيض
 

 رقم العضوية : 93313
 تاريخ التسجيل : Jun 2013
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 5
 النقاط : الصقر الابيض will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الصقر الابيض غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي ايقاع الحرب ..وابتسامة العبيد




من زمان ..
و أنا طفل صغير..
أترقب ..و أنتظر عبير عابر..
و كل غريب .. من خيال ..
كل لمسة صدق .. أو حزن، أو صمت ضاحك..
بين طيات تعبير الوجوه..
شيء واحد كان يرعبني..
يسجد له جسمي النحيل .......مرتعشا..
و تداس فيه كل الأنظمة و القوانين..
تلك اللحظات..
عندما تقرع أطبال الحرب..
فيتخلل مسامعي ....الصوت الثقيل لخطوات أمي..
في طريقها لتعدم نور غرفتي..
وتنصرف بنفس الخطوات..
بنفس الإيقاع..
بنفس الطبول..
و لم يبقى في عالمي ...إلا صرخة مكبوتة..
معصورة بحشر أضلعي...
تأسرها أفكار تلاشت..
معصورة بين حذاء الظلام..
و أنظمة و قوانين، و منطق الطفولة..
تعلمت حينها ...
أن أرسم لليل ...عود..
و للعود..أوتار..
و لليد .. ريشة ذهبية ساطعة ..
تطفو على صفحات موج الليل..
و أقطر ابتساماتي ......من لمسات الأوتار..
و حين تتبع الأنغام ببطء شديد..
أشكل بخيال..خطوط .. خفيفة بخفة وميض البرق..
شكلا لكمنجة صغيرة..الأصغر..
ليكون صوتها أرق من خشونة رهبتي..
و أأجر الخيال برغبة..ليرقص في فضاء الغرفة..
بستاره المنسوج من خيوط ضوء متسلل من جوف تصدعات الخشب البالي
لنافذة مطلة على شارع العقيد.....
في وطني ..............
في ذاك الزمان..........
كل شيء كان ..يرمز للوطنية..للدولة..للنظام..للقانون..
كل شيئي كان..
يرمز للمعارك و الحروب...و بقايا الحروب...
أما أنا ..
و رغم أني ...كنت طفلا..
فكانت لي حربي ..
كنت أرسم كل ليلة عازفان..لأبتسم..
ابتسامة من خيال..
أسميتها الآن فقط....
ابتسامة العبيد...
كان عالمي ...خطوط بيضاء..و أخرى سوداء..فوق جدار..
كان يحتضن قنديلا حديث عهده..
في ذاك الزمان...
تعلمت أن أصنع للصمت لغات..
و من كل نقطة سوداء أو بيضاء..
لوحات لأشهر الرسامين الآن.....
و مرت الأيام...
الطفل ....لا يزال طفلا..
و الليل ..معركة من معارك حرب..لم تنتهي..
و العازفان تقاعدا..
الآن..
أجرت أكبر جوق..من آلاف العازفين...
و صمتي ...قائدا لفرقة عظمى...
و الراقص الآن ...قلمي...
الآن....
وبرغم أنى أصبحت عاجز عن الحركه
صارت حجرتي اكبر
صارت نافذة غرفتي أوسع..
لا تمنع ضوء الشارع..
نحن بعد القرن العشرين...و الطفل لا يزال طفلا..
و اختفت ألقاب الحرب من الشوارع..
لأن كل بيت من بيوت ذاك الزمان..
صارت الآن ....شارع...
كل بيت أصبح أو تمسى فيه..
شهيدا.. مجاهدا..و العقيد..
كل بيت صار معركة..حربا..و كل شارع ...بيت..
يسكنه الأطفال..
و الأم العربية..
تزوجت رجلا ثان..
لكنها ....رغم شيبتها...لا زالت تأتي كل ليلة.....لتطفئ النور..
بنفس الإيقاع...................... إيقاع الحرب...
فلم أعد أسمع خطاها.....
لم أعد أسمعها ....تأتي..
صارت أخف و أسرع من انتظاري...
و تصبح على خير ....صارت لغة غير عربية..

آلاف...ملايين الأطفال...
الآن........في الشارع.......بأم واحدة....
تزوجت رجلا ثان.....
الآن ...
نوافذ الشارع تطل على بيوت...
كانت يوما شوارع...
بأسماء رجال حرب....
الآن ......الآن....
صار في كل بيت حرب....
و الطفل الآن........
الآن.... في الشارع..
يرسم النوم من الخيال..
بوميض القنابل...
يرسم من حذائه وسادة..
و أشلائه.....تتراقص من صوت عود........بلا أوتار.....
الطفل الآن.....
يشرب أحمرا...
و يرسم أحمرا..
و يبكي أحمرا..
و يقشعر جسده من الوردة الحمراء..
و يطلق بالثلاث.....كل من وضعت العقيق الأحمر على شفتيها...
الآن...
قلوبنا تترحم..
بوضع ورود حمراء..
على صوامع المساجد..الكنائس..المعابد..
و في كل الشوارع..
و نبتسم...
ابتسامة العبيد ... للعبيد...

متى يتحرر عالمى

وينهض الفارس العربى من تحت التراب

أرجو ان تدعو معى يا قارئي

الهم انصر العرب فى شتى البقاع








التعديل الأخير تم بواسطة الصقر الابيض ; 06-16-2013 الساعة 08:47 PM
  رد مع اقتباس