أوراق مبعثرة حبيسـة أسـوار مغلقة وأنا بينها حائـر أجـول
وصاحب عنا رحل ليله ونهـاره يحيا ثمل وصار مهموما مهـزول
هيا ياصاحبي قم لملم أوراقـك ودع جراحك للزمن تبرأ وتزول
هيا أجب النداء ياصديقي وَعُـد لِرَبِكَ فالعفو عند ربك مأمـول
وما كل جريح بجرحـه مقتـول
وكل نفس لربها ترجع وتـؤول
قمت مذعور وظننت انـي فـي القبر محشور وبالسؤال مسئـول
أفيق من غفوتي أجدنـي سجيـن ظلام حجرتي وحيـداً مَعـزول
فمن أيقظنـي وأفزعنـي أهـذا الذي رأيتـه وسمعتـه معقـول
فاذا بصوتٍ يناديني ومـن بيـن أوراقي يأتيني كـَدق الطبـول
لا تخف ياصديقـي ألا تعرفنـي تحقق مني جيدا ولا تَكُن عجـول
قلت لا أذكرك فمن أنت وكيف أتيت أم انك جئتنـي مرسـول
أنا حبيس أدراجك مِدادُ كَلِماتك أنا السيف الذي كنت به تصول
أنا سهمك الذي كنت ترمي بـه أنا من تركته في محبسه مهمـول
أنا نبض قلبك وفيض خيالـك أنا لسانك الذي تخطب به وتقول
أنا من رافقتك فتركته وصدقك فكذبته أنـا قلمـك المسلـول
هـل عرفتنـي الأن ياصاحبـي أم لازالت الغيوم دونـي تحـول
هذا ماكان يَهـذي بـه قلمـي وما كان إلا تبصـرة للعقـول
هذيان قلمي المجنون
أبو عصام