[اميره القمر]

هل هناك ما يمكن ان نفعله
حين يغدر الاصدقاء ؟
هل من المحتم علينا ان نشرب المر من ذات النبع الذى ارتوينا فيه بالماء العذب !
هل يتحتم علينا ان ندوس الشوك فى ارض الجنه التى قضينا فيها اجمل ايام العمر ؟
الا نستطيع _حين يغدر بنا الاصدقاء _ان نقيم اعتبارا لكل الماضى الحلو فيقترب كل منا
خطوه فى اتجاه الآخر
هل يتعذر علينا فى لحظه الغضب من صديق غادر ان تسترجع اذهاننا فضلا واحدا من افضاله القديمه
التى طالما تغنينا بها فى الماضى ؟!
هل فكرنا فى كلمه "آسف"باعتبارها قرص دواء مر .لكنه قد يحمل الشفاء
هناك كلمه نور قادره على انتزاع الغل والمراره واستعاده البهجه والراحه والطمانينه
انها كلمه سامحنى !
فى لحظات الالم الشديد الذى تسببه خيانه الصديق نحتاج ان ننظر الى السماء.
من حيث تتدفق ينابيع الوفاء التى تغسل كل الجروح !
والذى يبادر بالغفران هو الذى يتذوق اولا احلى ثمرات الرضى وراحه البال !
كم من قصص داميه بين الاصدقاء !
وما اكثر الحكايات عن صديق افشى اسرار صديقه
او تنكر له بعد سنين من الود والصفاء !
وكم من صداقه انقلبت الى عداء سافر فصارت شرا وخيم العواقب
حتى الصداقات الهادئه التى لم تشهد نهايات مفجعه قد لا تخلو من الجحود او الصدود او الفتور الذى يشقى به الاوفياء !
لذلك تذكرت صديقه قديمه رفيقه طفولتى .
كنا لا نفترق .

ثم افترقنا .

ثم طالت فرقتنا .

فاصبح الفراق قطيعه بيننا .
تذكرت صديقتى هذه
فسعيت اليها
قادتنى خطواتى الحذره الى بيتها

استقبلتنى ابتسامتها الودوده وعانقننى وعلى لسانها كلمات الحب والود الذى عرفتها فيها
ولكنها ما كادت تجلس الى جانبى حتى رايتها تبكى !
قالت
لقد خاب املى فى اناس كثيرين.كنت احسبهم اصدقاء العمر
.وعرفت بعد سنين طويله اننى كنت ضحيه ايمان ساذجبوافائهم واخلاصهم !
كان حبى يعمى عينى عن انا نيتهم وماديتهم .
فقد كنت ارى الامور بعواطفى .وظننت ان الصداقه حب لا يهون .
والحب والعطاء بلا حدود
فلما جاء الوقت الذى احتجت فيه الى اصدقائى اداروا لى ظهورهم !
واضافت قائله
صديقتى التى حققت نجاحا اكثر منى تعالت على فماتت فرحتى بنجاحها وصداقتها
وصديقتى التى تعسرت فى الطريق اظهرت نحوى حقدا محموما كاننى سبب بلواها !
وفتحت قلبى فى بساطه وحب وصفاء فاساءوا تاويل كلمتى .
واتهموا قصدى وغايتى ولوثوا نقاء صفحتى !
كان قلبى حديقه للحب يرتادها اصدقائى فتتسع لاقدامهم
وكان حبى باقه ورد لكل من يقطف زهزرها النديه !
لاكن اصدقائى اصابهم الملل وكرهو اللون الاخضر والزهور الباسمه
اقتلعوا البراعم المتفتحه .وغرسوا الاشواك فى عينى !
وحين عاتبت اصدقائى قالوا
الحياه ليست زهورا وورودا وينابيع عطر !الصداقه الوفيه المخلصه شىءممل
فالخلافات الطاحنه تعطى الحياه حرارتها وتجعل القلب متوثبا والعقل نشيطا !
واثرت ان انطوى على ما عرفته
فاغلقت سجل اصدقائى وانطويت على ذاتى الى ان جئتى يا صاحبتى .لتطرقى بابى !
قلت لها
ولكن هناك قصصا للوفاء الاسطورى بين الاصدقاء والصداقه الحق لم تعدم الشاهد عليها فى كل العصور
قالت صاحبتى .لكن ايامنا هذه ضنينه العطاء فلم تعد هناك الشواهد القويه التى تمجد الصداقه
لقد تفشت الماديه وفرضت سلطانها على قلوب الناس !
فاصبحت ارض الحب يابسه
وذبلت اشجار الحب الخضراء على ارض انا نيتنا !

عندما سمعت كلمات صاحبتى
كاد قلبى يتصدع ؟احسست انها جاءت الى من قلب دوامه تكاد تبتلعنى كما ابتلعتها !
كدت اقول لها
معكى حق
تعالى نجلس لنبكى معا على اطلال صداقتنا المنهاره ؟
كانت كلماتها الصادقه قدايقظت فى داخلى ذكريات اليمه واريتها تحت تراب الزمن

تذكرت ما حدث لى .
وتذكرت اننى سقطت مرات كثيره فى احضان الالم والياس حين غدر بى اصدقائى
ومددت يدى اتحسس مكان الجرح الذى مزق صدرى يوم تخلى عنى احبائى !

لكننى تذكرت ايضا
انه فى ذات اليوم الذى تحطمت فيه صداقاتى البشريه
امتدت يد اخرى حانيه .لتمسح دموعى .وتجبر كسرى
وتضمد جرحى وتفتح لى
بابا لا يغلق ابدا .
عندما القى بى اصدقائى بلا رحمه على قارعه الطريق

التقطتنى يد الله المحب الرحيم الذى يحتضن باذرع الحنان كل المتالمين والمجروحين
الذين خابت امالهم فى وفاء اصدقائهم
انه يمسح دموع المنسحقين
ويضع يده الحانيه على قلوبهم الجريحه

قلت لصاحبتى
نحن بشر ضعفاء وحياتنا يشوبها النقص والضعف والانانيه
ونحن عاجزون عن تقديم الصداقه الحقه بصورتها المثاليه التى تريديها
لذلك من الحكمه
ان نتوقع من اصدقائنا زهورا بلا اشواك
وعطاءا بلا حدود
ولا تنسى اننا ايضا عاجزون عن تقديم الصداقه التى لا يعتريها الضعف
فاذا كنتى تتطلعى الى صداقه دائمه وعطاء مستمر وحنان دافق بلا حدود
فليس البشر غايتك ومقصدك
بل ارفعى عينيكى الى السماء

واملاى ناظريكى من ينابيع الوفاء
ونظرت صاحبتى الى فوق
وسالت دموعها

وهى تردد قول الشاعر
فليتك تحلو والحياه مريره
وليتك ترضى والانام غضاب
وليت الذى بينى وبينك عامر
وبينى وبين العالمين خراب
اذ نلت منك الود يا غايه المنى
فكل الذى فوق التراب تراب

فدعيت لربى

يارب
كثيرا ما خابت آمالى فى الاصدقاء
فقد كنت اظن ان الصداقه لا تهون ولا تذبل
وكنت احسب انها لا تزول ولا تفنى ولا تشيخ ولا تتراجع !
فهبنى ان اتطلع الى صفاء حبك
ان انهل من ينبوعك المتدفق بالعطاء
ان اجعل من حبك تعزيتى وسلوانى
فاتحمل قسوه الحبيب
وجفوه القريب
وهجر الاخ
وغدر الصديق
اعطنى ان اتمسك بمبدا الوفاء
وان اصل ما ينقطع من سبل الموده والحب !
اعطنى القدره ان اعفو واسامح من اخطا الى
واعطنى الشجاعه حتى اعتذر لمن اخطات انا اليه
وهبنى التواضع كى اطلب العفو والسماح ممن اسات به الظن !
وفى كل الاحوال
ضع فى قلبى شهوه الغفران
فاتلذذ بحلاوه السماح
واتذوق طعم السلام والرضا
ياااااااااااااااااااااارب