☼☼ ماذا لو رَضي .. عنك الله ☼☼ نعيــم الجنــة لا يوصف .. وعندما يدخل أهل الجنة الجنة يقولون "ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من العالمين"، فيقول الله تبارك وتعالى "لكم عندي أفضل من هذا"، فيقولون "يا ربنا، أي شيء أفضل من هذا؟!"، فيقول "رضاي فلا أسخط عليكم أبدًا" [متفق عليه]
فلن تحصل على نعمةٍ أجلُّ ولا أعظم ولا أحلى من رضوان الله تعالى ..
فكيف أعرف إذا كان الله عزَّ وجلَّ راضٍ عني أم لا؟
* علامة رضا الله عليك:: ليس مرتبط بعطـاء الدنيـا كالمال او الجاه وإنما أن يُيسر لك الطاعات ويُباعد عنك المحرمات .. وان لا تغتر بهذه الطاعه
والله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الإنفطار:6]
فرضا الله عزَّ وجلَّ هو محض فضلٍ ومنةٍ منه تعالى علينا، وليس بجهدٍ منا .. فالله تعالى وحده هو الذي وفقك لفعل الطاعات وفعل ما يُرضيه عنك ..
* لماذا نحتاج لمعرفة كيفية التعامل معه إذا رَضي؟!
لأن الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى سهل أما الثبـات عليه صعب ..
قال تعالى {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ ..} [إبراهيم: 27]
* فكيف تثبُت على رضا الله؟
أولاً: ارض عنه كما رضي هو عنــك .. قال تعالى {.. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119]
ارض به إلهًا لك، لا شريك له .. فأنت راضٍ بعبوديته وبطاعته وبدينه وبكتابه وبنبيه صل الله عليه وسلم ..
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال "من رضي بالله ربًا، والإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً وجبت له الجنة" [صحيح مسلم]
فكل ما يُرضي الله عزَّ وجلَّ، يُرضيــك ..
ارض بما قسمه الله لك .. بشكلك، بحالك، بمكانك، بمستوى معيشتك .. كُن في تمام الرضا عن الله على كل حال ..
والرضـــا من أعمال القلوب .. التي هي أفضل وأهم من أعمال الجسد (الجوارح)، وكلاهما مطلوب.
وإذا رضيــت عن الله، فستنعم بالسرور بالله .. يقول ابن القيم رحمه الله "ثمرة الرضا: الفرح والسرور بالربِّ تبارك وتعالى" [مدارج السالكين (2:176)]
فإذا رضي العبد عن ربِّه بالقليل من الرزق، رضي ربُّه عنه بالقليل من العمل ..
ثانيًا: الصبــر على رضــا الله عزَّ وجلَّ .. بأن تصبر على أوامره ونواهيه وأقداره المؤلمة ..
وحتى لو كان الله عزَّ وجلَّ راضٍ عنك، عليك أن تستعجل على رضاه .. كما قال موسى عليه السلام {.. وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]
فابحث عن الأشيـاء التي ترضيه وافعلها بسرعة ..
اذهب إلى والديك وتأكد من رضاهما عنك .. يقول النبي صل الله عليه وسلم "رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين، وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين" [رواه البزار وحسنه الألباني،[
احمد الله بعد تناول الطعام والشراب .. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل اله عليه وسلم "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها" [رواه مسلم]
احرص على الحفاظ على رضا الله تعالى عنك؛ لأن رضوان الله عزَّ وجلَّ لا يُعطى لأي أحد وهو أعظم من نعيم الجنـةِ كلها ..
|