عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-20-2013, 09:36 AM   #1

قسورة
عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 94965
 تاريخ التسجيل : Oct 2013
 الجنس : ~ ذكر
 المشاركات : 2,072
 النقاط : قسورة is a jewel in the roughقسورة is a jewel in the roughقسورة is a jewel in the roughقسورة is a jewel in the rough
 درجة التقييم : 313
 قوة التقييم : 1

قسورة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

مميز فى القسم الاسلامى المسابقة الاسلاميه المركز الثانى 

افتراضي مقاصد سورة الأنفال



مقاصدها

قررت هذه السورة العديد من المقاصد والأحكام المتعلقة بالقتال والغنائم، وقواعد التشريع، وسنن التكوين والاجتماع، والولاية العامة والخاصة، والعهود، وصلة الأرحام، وأصول الحكم المتعلقة بالأنفس ومكارم الأخلاق والآداب. هذا ما قصدت إليه السورة من حيث الجملة، وتفصيل هذا الإجمال نسوقه على النحو التالي:

* كون الأنفال لله والرسول؛ حيث قررت السورة خُمْس الغنائم لله وللرسول. وفي اقتران الرسول في هذا القسمة بالله تشريف له، وإعلاء لمكانته ومنزلته عليه الصلاة والسلام.

* أن الإيمان الصادق يقتضي العمل الصالح من تقوى الله، وإصلاح ذات البين، وطاعة الله ورسوله. وأن المؤمنين الصادقين الذين يكون لإيمانهم مثل هذه الثمرات الثلاث هم {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} (الأنفال:32) التي قصروا أنفسهم عليها.

* أن الله تعالى يبلو المؤمنين بلاء حسناً بمثل النصر والغنيمة، كما يبلوهم أحياناً بلاء شديداً بالبؤس والهزيمة؛ تربية لهم، قال تعالى: {وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا} (الأنفال:17)، وبكلا البلاءين يتم تمحيص المؤمنين.

* إرشاد المؤمنين إلى أن الحياة المعنوية، التي يرتقون بها عن أنواع الحياة الحيوانية، إنما هي فيما يدعوهم إليه الرسول من الإيمان والعمل بكتاب الله تعالى: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} (الأنفال:24).

* إرشاد المؤمنين إلى سنة اجتماعية، وهي جعل الأموال والأولاد فتنة، أي: امتحاناً شديد الوقع في النفس، وتحذيراً لهم من الخروج في أموالهم ومصالح أولادهم عن الحق والعدل. فالافتتان بالأموال والأولاد مدعاة لضروب من الفساد، فإن حب المال والولد من الغرائز التي يعرض للناس فيها الإسراف والإفراط، إذا لم تهذب بهداية الدين، ولم تشذب بحسن التربية والتعليم. وهذا أصل عظيم في تربية المؤمن نفسه على التزام الحق، وكسب الحلال، واجتناب الحرام، واتقاء الطمع والدناءة في سبيل جمع المال والادخار للأولاد.

* تذكير المؤمنين بماضيهم، وما كان من ضعف أمتهم، واستضعاف الشعوب لهم، وخوفهم من تخطف الناس إياهم؛ ليعلموا ما أفادهم الإسلام من عزة وقوة ومَنَعة، وتمكن سلطانه في الأرض. ومعرفة تاريخ الأمة في ماضيها أكبر عون لها على إصلاح حالها، واستعدادها لمستقبلها.

* إرشاد المؤمنين إلى ما يكتسبون به ملكة الفرقان العلمي الوجداني، وهو تقوى الله، {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} (الأنفال:29)، فتقوى الله تُكسب صاحبها مَلَكة، يفرق بها بين الحق والباطل، والخير والشر، والمصلحة والمفسدة، فيجري في أعماله على مراعاة ذلك في ترجيح الحق والخير والمصلحة على ما يقابلها من الباطل والشر والفساد.

* امتنان الله على رسوله الأعظم، بتأييده وبنصره وبالمؤمنين، وبتأليفه بين قلوبهم، ويا لها من منة عظيمة من مننه تعالى عليهم، ومنقبة هي أعظم مناقبهم، {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم} (الأنفال:62-62).

* بيان حال الكفار من المشركين وأهل الكتاب {سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب} (الأنفال:12)، أي: عند لقاء المؤمنين في القتال، وما علله به بعده من مشاقتهم لله ولرسوله، وتوعدهم بعذاب النار، {ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب * ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار} (الأنفال:13-14)، وفي هذا بيان لخذلانه تعالى لهم، وتمكين المؤمنين من قتلهم، وبيان عناية الله تعالى بهم.

*وصف حال الكفار بالدواب التي لا تسمع ولا تعقل، {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} (الأنفال:22)، فوصفهم بتعطيل مشاعرهم ومداركهم الحسية والعقلية، ووصفهم في آية أخرى بعدم الإيمان: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون} (الأنفال:55).

* تقرير العديد من قضايا عالم الغيب، كالبعث والجزاء والملائكة والشياطين؛ فقد ذُكِرَ جزاء المؤمنين، وجزاء الكافرين، وجزاء الفاسقين المرتكبين لكبائر الإثم والفواحش. وذُكِرَ إمداد المؤمنين بالملائكة يثبتونهم في المعركة. وذُكِرَ إذهاب رجز الشيطان ووسوسته عن المؤمنين.

* فضح موقف الذين كفروا، الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، وبيان عاقبة بذلهم للمال في مقاومة الإسلام، أنهم يغلبون في الدنيا، ثم يصيرون في الآخرة إلى عذاب النار.

* تحذير المؤمنين من سلوك مسلك الكافرين، وهو مسلك البطر وإظهار الكبرياء والعظمة ومراءاة الناس، وهي مقاصد سافلة إفسادية، لا تليق بصفات المؤمنين، الذين إنما يقاتلون لإعلاء كلمة الله، وتقرير الفضيلة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

* تقرير سُنَّة من سنن النفس، وهي تفاوت البشر في الاستعداد للإيمان والكفر، وفي الاستعداد للخير والشر، وبيان أن جزاء الله تعالى لهم على أعمالهم في الدنيا والآخرة، إنما يجري بمقتضى هذا التفاوت.

* تقرير سنة من سنن الاجتماع، وهي كون الظلم في الأمم يقتضي عقابها في الدنيا بالضعف والاختلال، الذي قد يفضي إلى الزوال، أو فَقْدِ الاستقلال، وكون هذا العقاب على الأمة بأسرها، لا على مقترفي الظلم وحدهم منها؛ وذلك أن الفتن في الأمم، والظلم الذي ينتشر فيها، ولا يقوم من أفرادها وجماعاتها من يقاومه، يعم فساده، فكما أن الجسد يتداعى ويتألم كله لما يصيب بعضه، كذلك الأمم.

* تقرير سنة من سنن الاجتماع، وهي كون تغير أحوال الأمم، وتنقلها في الأطوار من نِعَمٍ ونِقَمٍ، وشدة ورخاء أثراًَ طبيعيًّا فطريًّا لتغييرها ما بأنفسها من العقائد والأخلاق والمَلكات التي تطبعها في الأنفس العادات، وتترتب عليها الأعمال، قال تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (الأنفال:35).

* تقرير سنة من سنن الاجتماع، وهي كون ولاية الأعداء من دون المؤمنين من أعظم مثارات الفتنة والفساد في الأمة، والاختلال والانحلال في الدولة، كولاية المؤمنين في النصرة والقتال للكافرين الذين يوالي بعضهم بعضاً على المؤمنين في الحروب، فبعد أن بينت الآيات صفات المؤمنين بأنهم يوالي بعضهم بعضاً، وينصر بعضهم بعضاً، حذرت من ترك هذه الموالاة {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} (الأنفال:73).

* بيان وجوب إعداد الأمة كل ما تستطيعه من قوة لقتال أعدائها؛ وفي مقدمة ذلك المرابطة في ثغور البلاد حماية لها. وهذه المرابطة تشمل المرابطة المادية بالاستعداد العسكري، والمرابطة المعنوية وذلك بالتحصين الثقافي والفكري. {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} (الأنفال:60).

* بيان أن القصد الأول من إعداد هذه القوة والمرابطة، إرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدي على الأمة ومصالحها؛ لأجل أن تكون آمنة في عقر دارها، مطمئنة على مصالحها، وهذا ما يُسمى بـ (السلم المسلح)، {ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم} (الأنفال:60).

* بيان أن شريعة الإسلام تفضل السلم على الحرب، إذا جنح العدو لها؛ إيثاراً لها على الحرب، التي لا تُقصد لذاتها، بل هي ضرورة من ضرورات الاجتماع تقدر بقدرها؛ {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} (الأنفال:61).

* دعت السورة المؤمنين إلى المحافظة على الوفاء بالعهود، والالتزام بالمواثيق في الحرب والسلم، وتحريم الخيانة فيها سراً أو جهراً، وتحريم الخيانة في كل أمانة مادية أو معنوية، {لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} (الأنفال:27).

* جعل الغاية من القتال في الإسلام حرية الدين، ومنع فتنة أحد واضطهاده؛ لأجل إرجاعه عن دينه، {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} (الأنفال:39).

* كون الثبات في القتال، وذكر الله عند لقاء العدو، وطاعة الله ورسوله، والصبر في ساحات القتال، كل ذلك من الأسباب المعنوية، التي يحصل بها النصر، {إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} (الأنفال:45).

* بيان أن الفشل والخسران، وذهاب القوة، مرده إلى التنازع والشقاق، ومن ثم التفرق والتشرذم والضعف، {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} (الأنفال:46).







  رد مع اقتباس