[العاشق الذى لم يتب]

لست أدرى بأى صيغة أتحدث عن مايجول بخاطرى وأصف من تردى لأخلاقنا وما آل إليه حالنا من قلة يقظة ومخافة الله نبيع آخرتنا بدراهم معدودات ونتنازل عن أخلاقنا بثمن بخس جل كلامنا إن لم يكن كله نفاق تجمعاتنا لاتخلومن الكذب والرياء نمدح الحقير ونحقر القدير نصف الوضيع بأجل صفات ونتهم الجليل بكل الذميمات نقبل أرجل صاحب المنصب ونلهث وراءه لنثبت له الولاء نخبره أن خير أجناد الأرض وأعظم من خلق الله من العباد نتودد له كل حين ونفديه بالغالى والثمين نسأله أخباره نطمئن عن أحواله نهاتفه صباحا ومساءا ونراسله عند الغروب وسعات السحر نغفرله كل ذللٍ وكل العثر آهٍ يادنيا آه إن أقبلتِ باض الحمام على الوتد وإن أدبرتِ بال الحمارعل الأسد آهٍ يادنيا آه لو أنكِ لأحدٍ أتيتِ وهبتيه محاسن غيره وإن عنه أبدعتِ سلبتيه محاسن نفسه لصاحب المنصب نحن له أحبه بل خادمين طائعين سعداء مسرورين ياهذا وياتلك ألم يمرعلى مسامعكما قول سيد البشر { آية المنافق ثلاث } بينما ذاك يهاتفك ويراسلك يسألك أخبارك وعيالك تتجاهله وكأنك لاتعرفه أى عقل فيك وأى إنسان أنت لو كان منصبه يدوم لأحد ماكان وصله فبأى لسان أن تتحدث وأى نفاق يحمله قلبك ألم تتذكرظلمة القبرووحشته كفاك أخى كفاك أختى كونوا للجميع محبين ودودين أجعلوا الله رقيب عليكم والذى نفسى بيده لو فعلتم لكنت من السعداء فى الدنيا وفى الآخرة رضوان من الله ونعميم أتقوا الله فى أقوالكم وفى أفعالكم كفى نفاقا وكفا كذبا وكفى راءا كفى قدمرمن عمركم سنين ولاتدرون كم من السنوات باق الموت يأتى بغته حينها لاينفعك نفاقكما وكذبكما لاتتسارعوا من أجل منصبٍ تنالوه أعلموا أن الله رزاق ذوقوة متين يهب لمن يشاء وينزع كونوا صرحاء أتقياء كونوا صادقين أوفياء أجعلوا الجميع لديكم سواء فى المودة والمحبة والإخاء فوالله إنها زائلة وكل ماعليها فان ولايبقى إلا ماقدمت يداكم من كلمة سواء يرضى الله بها عنكم ويهبكم تلك المناصب دونما عناء قولى لكما خالصا من أجل الله لاأريد منكم جزاءا ولاشكورا وأفوض أمرى إلى الله أخوكم رفعت