بسم الله الرحمن الرحيم
قرار لا يمكن صدوره إلا من مجلس شعب منتخب من أغلبية 498 عضوا ، أصبح الآن يُمكن صدوره من خلال فرد واحد !!
نعم إنه قانون ( منع التظاهر ) هذا القانون الذى يُعد إنقلابا حقيقيا على ثورة 25 يناير وعلى ثورة 30 يونيو بل وعلى كل ثورة قادمة
ترفض الظلم والإستبداد ..
قانون خُلق لتكميم الأفواه وسلب الحقوق وإسكات لصوت العدالة والحرية .
وكأننا نعود الى عصر الإستبداد والحاكم الإله .. وكأننا نعود الى عصر العجل الذى عبده بنى اسرائيل !!
بنود مجحفة لم تشهد مصر مثيل لها لمواجهة عُتاة الفساد والإجرام فما بالك عندما تُوجه ضد مواطنين من أبناء الشعب ؟!
بعض بنود قانون الإستبداد :
(المادة 8) : الإخطار المسبق بمكان وميعاد بدء وانتهاء المظاهرة وكذلك بيان بأسماء المنظمين للمظاهرة والشعارات
التى سيرفعها المشاركون فيها !!
- الوزير الإجرامى الذى قتل واعتقل وفبرك الأدلة ولفق الإتهامات للمتظاهرين بالأمس ، يطلب منهم اليوم أن
يستئذنوه قبل القيام بمظاهرة تطالب بإعدامه ، ويحدد هو أيوافق عليها أم لا !! يا للبجاحة ..
(المادة 6) : يُحظر على المشاركين فى المظاهرات حمل أى ألعاب نارية !!
(المادة12) : إذا خرجت المظاهرة عن السلمية تقوم قوات الأمن بفض المظاهرة والقبض على الموجودين !!
- ومتى كانت المظاهرة فى نظركم سلمية ؟!!
(المادة 13) : فى حالة عدم جدوى الوسائل المشروعة التى تستخدمها الشرطة فى فض التظاهر وقيام المتظاهرين
بأعمال عنف وتخريب تقوم قوات الأمن بإستخدام الطلقات التحذيرية ثم قنابل الصوت والدخان ثم طلقات الخرطوش وفى حالة
استخدام المتظاهرين لأسلحة نارية يتم التعامل معهم بما يتناسب لرد الإعتداء على النفس والمال .
- لا حظ معى فى حالة استخدام المتظاهرين للعنف أى ان المتظاهرين هم من بدءوا بالعنف وفى هذه الحالة فقط تستخدم
الشرطة العنف ، أما فى حالة عدم استخدام المتظاهرين للعنف >>> يتم تلفيق حالة استخدام العنف لهم !!
تماما كما حدث فى رابعة وقتلهم لما يفوق 1700 نفس ، رجال وصحفييون وشيوخ ونساء ... ثم عرض الأسلحة والمتفجرات
والاسلحة النووية التى كانت بحوزة المعتصمين والجثث التى قتلوها امام الكاميرات !! ( وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون )
(المادة 19) : يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات كل من خالف الحظر الآتى ( الإخلال بالأمن أو النظام
العام أو تعطيل الإنتاج أو الدعوة إليه أو الحيلولة دون ممارستهم لأعمالهم أو قطع الطرق أو المرافق أو تعطيل حركة المرور
أو الإعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة أو التأثير على سير العدالة أو تعطيل مصالح المواطنين أو تعريضهم للخطر ........ الخ
وكلها كلمات فضفاضة تُعد مدخلا مناسبا لتلفيق القضايا والإتهامات !!
وقد انتقدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” مشروع قانون تنظيم حق التظاهر واصفة إياه : بأنه يمنح الشرطة تفويضاً فعلياً
لحظر جميع المظاهرات كلياً ، واستخدام القوة في تفريق المظاهرات الجارية ..
فمن شأن القانون المقترح حظر كافة المظاهرات قرب المباني الرسمية ، ومنح الشرطة سلطة تقديرية مطلقة لحظر أية مظاهرة
أخرى ، والسماح لرجال الأمن بتفريق المظاهرات السلمية في الأغلب الأعم بالقوة ، إذا قام ولو متظاهر واحد بإلقاء حجر ”
وأضافت المنظمة : ( قانون التظاهر يخالف المعايير الدولية .. ويسمح للشرطة باستخدام القوة المطلقة .... ويعاقب بالسجن
على جرائم غامضة من قبيل " محاولة التأثير على سير العدالة " )
( وأن القانون النهائي بعد إقراره سيكون مؤشراً هاماً على مدى المساحة السياسية التي ستسمح بها
الحكومة الجديدة في مصر )
- من جهته قال جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش : " يأتي أول
إجراء تشريعي كبير من الحكومة المصرية الجديدة ليبين أن هدفها هو فرض قيود حادة على التجمع السلمي
والسماح للأجهزة الأمنية بفض المظاهرات كما يحلو لها ..
وأضاف " سيتكفل هذا القانون بقمع حرية التظاهر التي انتزعها المصريون في يناير2011 ، ويخاطر بإعادة تلك الحرية التي أحدثت
تغييراً هائلاً إلى الوراء " .
ومن أخطر هذه البنود : ( تقوم قوات الأمن بفض المظاهرة بالزى الرسمى )
وضع ألف خط تحت كلمة بالزى الرسمى ، لأن هذا لن يحدث فبعد مجزرة رابعة والثورة العارمة التى انتفضت فى مصر وفى
ثائر بلدان المسلمين تنديدا بمجازر هؤلاء المجرمين ، وبعد ملاحقتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية كمجرمى حرب ، قد تغيرت
استراتيجية الشرطة فى الإعتداء على المسيرات والمظاهرات وأصبحت تستخدم أبنائها غير الشرعيين
وهم البلطجية والملثمون الذين اتضح أنهم من قوات الشرطة ولكن بالزى المدنى ....
ومع هذا القانون سيتم استخدام هذه الذراع فى توجهين : التوجهه الأول وهو معروف : ويتم استخدامه حاليا ضد المتظاهرين
من اعتداء البلطجية عليهم بالأسلحة البيضاء وفرد الخرطوش
- أما التوجه الثانى فسيتم دس بعض هؤلاء البلطجية وسط المظاهرات على أنهم من ضمنهم ، ومع فض
الشرطة الطيبة الرحيمة للمتظاهرين بالوسائل المشروعة التى نص عليها
القانون ، يخرج هؤلاء البلطجية المندسين ليُطلقوا بعض الخرطوش تجاه الشرطة وأمام الكاميرات !!
فيضطر رجال الشرطة الشرفاء بالرد عليهم بالوسائل المناسبة - البندقية الآلية - وقتل عدة عشرات من المتظاهرين !!
- عملية قذرة من إعداد الخبثاء فى جهاز أمن الدولة تتحصن بقانون !!
وكأننا نشهد عملية تقنين لجريمة قتل مع سبق الإصرار !!
عمليات قتل ستحدث ، وليست وليدة اللحظة بل سبق وتم الإعداد لها فى المطبخ الإعلامى فمنذ فترة ليست بالقليلة
والإعلام يقوم بشيطنة المسيرات والمظاهرات ورغم إدعائاتهم الكاذبة بأنها أعداد قليلة لا تتجاوز العشرات >>> يقوموا فى
نفس ذات الوقت بتصويرها على أنها إرهاب وخراب واعتداء وتعطيل للإنتاج وللمرور ولمصالح البلاد والعباد !!
ألا يُذكركم ذلك بشئ ؟!
ألا يُذكركم بشيطنة المعتصمين فى رابعة والنهضة وتصويرهم على أنهم مدججين بالسلاح - والذى وصل بإحدى الإعلاميات
أن تتهمهم بوجود صواريخ وأسلحة كيميائية فى الميدان !! وعلى أنهم يُعذبون الناس ويقطعون أصابعهم بل وبقتلونهم
ثم يدفنوهم تحت المنصة !!
ليس هذا فحسب بل وقذفوهم بالزنا - الذين كانوا يصلون التهجد طوال رمضان - هم فى حقيقة الأمر زناة !!
نعم إن عمليات الشيطنة للمسيرات والمظاهرات التى بدأت ولازالت مستمرة حتى الآن ما هى إلا تمهيد لمجازر ستقع لهم
بمباركة فصيل من الشعب أعمته الكراهية فانعدمت إنسانيته وأصيب بسعار دموى فأصبحوا حيوانات فى ثوب البشر !!
يا من فوضت بالأمس .... هل ستفوض اليوم ؟!
وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى
ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على
المسلم حرام : دمه وماله وعرضه )) رواه مسلم .
وتذكر قول نبيك : " من أعان ظالمًا ليدحض بباطله حقًّا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله "
وتذكر أن الله وملائكته والمؤمنون فى كل أنحاء الأرض ليلعنوا الظالم
ألا إن لعنة الله على الظالمين
ألا إن لعنة الله على الظالمين
ألا إن لعنة الله على الظالمين