بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
صدق الله العظيم ... إن أساس أي حياة زوجية لا بد أن يقوم
على قاعدة قوية ألا وهي الود والرحمة فيما بين الزوجين
والمعاملة بلطف وهدوء ...قد تحصل خلافات وهذا وارد في
كل أسرة ولكن الظلم والضيق الذي يقع ع هذة الفتاة في تلك القصة
لربما تجاوز المعقول لذا:-
فإن من حالات طلب المرأة للطلاق هو أن يقع عليها ضرر من الزوج
بغض النظر سواء أكان جسدي أم نفسي المهم أن يكون هناك سبب مقنع لذلك
وما حصل هو سبب فوق المقنع أن تطلب الطلاق منه .لأن العودة له لا أمل فيها
ولربما ستكون أشد قسوة عليها .بالنسبة لحقوقها فعليها أن تدرك أن الحق الأساسي
لها هو أن تتخلص من أي قهر يقع عليها لأنها إنسانة تمتلك مشاعر وأحاسيس ولا يجوز
لأي أحد في الدنيا أن يتعامل معها بقسوة حتى ولو أخطأت فكيف لو كانت مظلومة
ولا ذنب لها فيما يحدث ألا يكفي أنها تعاني مثله وأكثر لفقدان أبناءها .
لذا فالحفاظ على صحتها وحياتها وسلامتها هو المكسب الأساسي لها في البداية
نأتي للنقطة الأخرى بالنسبة لحقوقها المادية .فهناك قانون رباني قبل القانون
الدنيوي الزائل وعليها أن تكون على ثقة تامة بذلك بأن ما يضيع في الدنيا
لن يضيع في الآخرة . ولكن هناك إمور معينة تستطيع هذة الفتاة من خلالها
إسترجاع أقصى ما تريد منها :_
اللجوء للقانون ورفع قضايا عليه وليس قضية واحدة
قضية نفقة كحق شرعي لها .
ثم قضية زجر وعقاب له عما ألحق بها من عذاب نفسي وجسدي للتأديب
ويا حبذا لو كان مرفقا ً بتقرير من طبيب للتأكيد على ذلك أو شهود .
ثم لا بد من إستشارة شاملة ما بين أفراد الأسرة وأن يكونوا على هدف واحد
وهو مصلحة إبنتهم فوق كل شيء .والمصلحة هنا هو خلاصها منه
فالطلاق رغم أنه أبغض الحلال عند الله إلا أنه حلال وقد ُحلل لحالات مختلفة
ومنها رفع الظلم عن الزوجة كما هو موضح هنا ...
فهي عندما تخسر إنسان رخيص كهذا سيكون هذا الأمر أكبر مكسب لها
وعيشها دهر في بيت أهلها معززة مكرمة أفضل لها من أن تعيش ساعة
تحت ظلمه وقسوته هو وأهله .
ثم دوما ً في معظم حالات الطلاق يكون الندم كبير والخوف لدى الزوجة
إن كان لديها أبناء منه خوفا ً من ظلمها وحرمانها منهم .
ولكن القدر هنا أراد لها الخير ليفصل حياتها عنه للأبد
فما كان بينهم إنتهى وفق إرادة الله لذا فموقفها أقوى وأكبر
من موقفه ..فلا تحزن هذة الفتاة ولا تشعر بأي ذنب
أو تأنيب ضمير إن تخلصت من هذا ( الرجل )
فمن لا يخاف الله يفعل كل شيء يغضبه
ولا يستحق العيش معه لثانية !
لأنه بإختصار من لم يردعه دين فكيف ستردعه دنيا
والله المستعان ...
|