[جبل عالي]

	قال تعالى (( إنه لذو حظ عظيم)) وقال تعالى (( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )) جميع هـذه الآيات إشارة لوجود الحظ ودوره فيه حياة الإنسان ولكن قد يتعثر الحظ في حياة أحدنا ويشعر باليأس والقنوط من الفرج وينصدم من عدم تحقيق أحلامه ونجد أن البعض يركن إلى اليأس وفي المثل الألماني "اليأس هو انتحار القلب"، ". ما الفائدة عندما ييأس الإنسان من تحقيق أهدافه أليس مع العسر يسراً , و مع الدمعة بسمة , و بعد الليل نهاراً , فأحلامنا المحطمة سرعان ما تتحول إلى بدايات مختلفة وفرص غير متوقعة .. وما نكرهه اليوم سرعان ما يتحول لمصلحتنا غدا ولكن هذا يتطلب قوة الإرادة فماذا لو عملنا على تبديل الحظ السيئ إلى نجاح هذه قصة جميلة عن مزارع هولندي يدعى فان كلويفرت هاجر إلى جنوب أفريقيا للبحث عن حياة أفضل .. وكان قد باع كل ما يملك في هولندا على أمل شراء أرض أفريقية خصبة يحولها إلى مزرعة ضخمة . وبسبب جهله - وصغر سنه - دفع كل ماله في أرض جدباء غير صالحة للزراعة .. ليس هذا فحسب بل اكتشف أنها مليئة بالعقارب والأفاعي والكوبرا القاذفة للسم .. وبينما هو جالس يندب حظه خطرت بباله فكرة رائعة وغير متوقعة .. لماذا لا ينسى مسألة الزراعة برمتها ويستفيد من كثرة الأفاعي حوله لإنتاج مضادات السموم الطبيعية .. ولأن الأفاعي موجودة في كل مكان - ولأن ما من أحد غيره متخصص بهذا المجال - حقق نجاحا سريعا وخارقا بحيث تحولت مزرعته (اليوم) إلى أكبر منتج للقاحات السموم في العالم !! هذه القصة علمتني شخصيا كيفية قلب الحظ السيئ إلى حظ جيد بمجرد تغيير الهدف وتشغيل الدماغ والتصالح مع الواقع .. وهي قصة أهديها لكل عاطل ومحبط تواجد في ظروف بائسة ووضع لم يتخيل يوما إمكانية تغييره .. أحلامنا المحطمة ولو تأملت أحوال الناجحين في الحياة لوجدت أن بداياتهم المتعثرة كانت نقطة انطلاقهم الحقيقية نحو الثراء والشهرة (وليس أدل على هذا من أن معظمهم لم يكملوا تعليمهم الجامعي) !! ...والآن توقف عن ندب حظك السيئ وقم لتحويل (خيمتك) إلى منجم ذهب .. وفي حال واجهتك (الأفاعي) فكر بكيفية ترويضها لصالحك !! من روائع الكلم