عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-26-2013, 06:47 PM   #1

الآمير العآشق
مشرف سابق
 

 رقم العضوية : 95633
 تاريخ التسجيل : Dec 2013
 الجنس : ~ ولد
 المشاركات : 9,780
 الحكمة المفضلة : ايد الحب تشفي وايد الحقد تجرح وتقتل
 النقاط : الآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond reputeالآمير العآشق has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 5586
 قوة التقييم : 3

الآمير العآشق غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

مسابقة أشهر ماركة عالمية التميز الاشرافى مسابقه اجمل رد 3 المسابقة الرمضانية المركز الثالث مسابقه المقدار الناقص المركز الاول انت ونجومك المركز الثانى حمله تنشيط التنمية البشريه المركز الثانى وسام الحضور المميز مميز قسم النكت وسام افضل صورة اصاحبى 

Lightbulb الصّحابةُ .. نجومٌ يُهتَدى بها


الحمدُ لله الذي جعل دينَنا خيرَ مِنهاجٍ، والصّلاةُ والسّلام
على نبيّنا محمّدٍ وعلى آله وأصحابه
"الّذينَ آمَنوا بهِ وعزّروهُ ونَصَروهُ واتّبَعوا النُّورَ الّذي أُنزِلَ مَعهُ
أُولئكَ هُمُ المُفلِحونَ" (1).
والحمدُ للهِ أن جعلَ حمَلَةَ الدِّينِ ونقَلَتَهُ مِن خيارِ خَلقهِ الّذينَ
"تراهُم رُكّعًا سُجّدًا يَبتغونَ فضلًا مِن اللهِ ورضوانًا" (2).
وبعد:
فالصّحابةُ -رضوان اللهِ عليهم جميعًا- هُم نُجومٌ لامعةٌ في سماءِ الإسلامِ،
هُم ذُرى المَجدِ وعُنوان البّطولةِ والفداءِ، هُم أصفياءُ خلقِ اللهِ وخِيرتهم؛
إذ فتحَ اللهُ بهم مَشارق الأرض ومَغاربها، وكَسَر بهم
أوثانَ الأنفس المُضطَربة، وأزالَ بصدقِهم وعَزمِهِم بُهرُجَ الدّنيا
وغبارَ الجاهليةِ واتّباعَ الهوى، إذ شهدَ لهم المُصطفى -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-
شهادةَ حقّ ووفاءٍ بالأفضلية والخيرية على مَن سواهم إذ قال:
" إنّ خيرُكم قَرني ثمّ الّذين يَلونهم ثمّ الّذين يَلونهم" (3) ؛
لأنّهم آمَنوا به حينَ كفرَ النّاسُ، وآوَوهُ حينَ أخرجهُ قومُهُ مِن ديارِهِ.
ولأنّهم كانوا أعلمَ النّاسِ بأمرِ النّبوّة والرّسالةِ المحمّديةِ؛
إذ عايَنوا أمرَها وعايَشوا حينَها وما لاقَوهُ مِن أذىً وتصدّي
مِن مُضلّلي الهدايةِ والسّبيلِ الأقوَم.

فأمَرَنا باتّباعهم حقّ الاتّباعِ والأخذِ منهم؛ فهُم نجومٌ يُهتَدى بها
إن ضُلّلَ الطّريقُ، فقالَ في مَن خلَفَهُ : " فعليكُمْ بِسُنَّتِي
وسنَّةِ الخُلفاءِ المهديِّينَ الرَّاشِدينَ ، تَمسَّكُوا بِها ،
وعَضُّوا عليْها بالنَّواجِذِ" (4).

وما تلكَ المكانةُ السّاميةُ التي ارتقَوها إلّا لعَدالتهم وصِدقِ نَقلهم
لِما جاءَ به النّبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- وشديدِ حِرصهم على
ما استؤمِنوا عليهِ مِن شأنِ هذا الدِّينِ الرّفيعِ المقام.

وهُم صفوة خلقِ اللهِ تعالى بعدَ النبّيين -عليهم الصّلاة والسّلام-
فعَن ابنِ عباس -رضي الله عنهُما- في قول الله عزّ وجلَّ :
( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (5)،
قالَ : أصحابُ محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- (6).

فأعلامُ أُمّتنا هم رمزُ عزّتنا، هُم مَن ناصَرَ النبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-
وعضّدهُ، فشدّوا على ساعديهِ وافَتَدَوهُ بالغالي والنّفيس،
وهَجروا الأوطانَ وتركوا الأهل والخِلّان؛ إرضاءً لربّهم الرّحمن.
فاستحقُّوا لذلك ثناءَ الله عليهم، ونُزول القرآن بحقِّهم؛ ففي قوله تعالى:
( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (7) .
فما كانَ لهم هَمٌّ سوى نشرِ الرّسالة والدّعوة الرّبّانيّة
في أرجاء المعمورةِ، فبذلوا قُصارى جُهدهم؛ لإخراجِ النّاس
مِن ظُلمِ العبودية لغير اللهِ، وانتشالِها مِن دركاتِ الجاهليةِ الهَوجاء
إلى الرُّقيّ بالنّفسِ؛ وذلكَ بالانضمامِ إلى سِلكِ مَن وحّد اللهَ
وأقامَ أمرهُ واجتنبَ نهيهُ.

وقد وردَت في فضلهم آياتٌ وأحاديثٌ كثيرة منها : قوله تعالى
( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ
اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (8).
وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (9).
فحَريٌّ بكلِّ ذي لُبٍّ أن يحبّ الصّحابةَ كما أحبّهم
حَبيبُ الرّبّ -صلّى اللهِ عليهِ وسلّم- وأن لا يؤذيهم بسبّهم
والخوضِ في أعراضهم وما نشبَ بينَ بعضِهم بعضًا
وأن لا يبغضَ أحدًا منهم.

فعن البراء رضي الله عنه قال : سمعتُ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال :
" الأنصارُ : لا يحبُّهم إلّا مؤمنٌ، ولا يبغضُهم إلّا مُنافقٌ،
فمَن أَحبّهُم أَحبّهُ اللهُ، ومَن أبغضَهُم أَبغضَهُ اللهُ " (10).

وقال الطحاوي -رحمهُ الله تعالى- : " ونحبّ أصحابَ رسول اللهِ
-صلّى الله عليه وسلّم- ولا نُفرط في حُبّ أحدٍ منهُم،
ولا نتبرّأَ مِن أحدٍ منهم ونُبغض مَن يُبغضهم، وبغير الحقّ يذكرهم،
ولا نذكرهم إلا بخيرٍ، وحُبّهم دِينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ،
وبُغضهم كُفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ" (11).

فهذا هو شرفُ الصّحبةِ وهذه ثمارُها، وهنيئًا لِمن جعلَ أُسوتهُ
محمّدًا -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- وآله وصحابته، فإن حُرِمنا
مرتبةَ الصّحبةَ فهذا ليس يعني أنّ الخيرَ العميمَ قد فاتنا؛
إذ يكفينا شرفُ الاتّباعِ خطوةً بخطوةٍ والتّشبّه بهم؛ كي نُشمَل
بالبُشرى المحمّدية التي بَشّرنا بها وأصحابَهُ -رضي اللهُ عنهم جميعًا-
إذ قال -صلّى الله عليه وسلّم- :
"وددتُ أنّي لقيتُ إخواني. فقال أصحابُهُ :
أوَ ليسَ نحنُ إخوانك ؟ قالَ : أنتُم أصحابي، ولكنّ إخواني
الّذينَ آمَنوا بي ولم يرَوني" (12).
وقد قيلَ:
وتشَبّهوا إن لَم تكونوا مِثلهُم *** إنّ التّشبّهَ بالكِــــــــــــــــــــرامِ فلاحُ

وخِتامًا ما علينا إلّا الترحّم عليهم والدّعاء والاستغفارِ لهُم؛
فهذا واجبُنا تجاهَ مَن صنعَ وأسدى إلينا معروفًا، ولا مَعروفَ
أوفى وأفضلَ مِن ما قد آتونا إيّاهُ، ولا نقولُ إلّا كَما قالَ ربُّنا جلّ في عُلاهُ :
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (13).
فجزاهُم اللهُ عنّا خيرًا، ونسألُ المولى جلّ في عُلاهُ أن يحشُرَنا معهُم
في زُمرةِ أَحَبِّ الخَلقِ للخالقِ محمّدٍ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-
وأن يقطعَ ألسُنَ مَن أرادَ الكيدَ بهِم والمَسّ برفيعِ مقامهم، آمين
وصلّى اللهُ وبارَك على المبعوثِ رحمةً للعالمينَ،
وعلى آلهِ الأحبّة وصحابتهِ أهل الهمَم المعالي.
~.~.~.~

1- سورة الأعراف : 157 .
2- سورة الفتح : 29 .
3- صحيح مسلم ، 2535 .
4- صحيح الجامع، الألباني، 2549 وهو حديث صحيح .
5- سورة النمل : 59 .
6- تفسير القرآن العظيم (ابن كثير)، 382/20 .
7- سورة الحشر : 8 - 9 .
8- سورة التوبة :100 .
9- سورة الفتح : 18 .
10- صحيح البخاري ، 3783 ، وفي صحيح مسلم، 75 .
11- العقيدة الطحاوية (بيان عقيدة أهل السنة والجماعة )،
أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الطحاوي، ت 321 هـ، 58 .
12- السلسلة الصحيحة، الألباني ، 2888، وقال فيه: رجاله ثقات .
13- سورة الحشر : 10 .







  رد مع اقتباس