مرضت فيها فشفاك, ونزلت بك نازلة فنجاك, وألم بك الجوع و العطش فأطعمك و سقاك, وابتلاك بالمصائب ليغفر لك الذنوب, وقصدك بالبلايا ليمحو الخطايا, أنعم عليك بالإسلام وملايين البشر في بحار الكفر غارقون, و أفاض عليك بنعم السمع و البصر و الفؤاد والمحرومون كثيرون,
تبارزه بالمعاصي و يحبك, و تعصيه و يغفر لك, و تهتك ستر الله عليك و يوالي استاره عليك, تسيء فيُحسن, و تذنب فينعم, و تقطعه فيصلك,
لا يمنعه إساءة لسانك بالكذب أن يحرمك نعمة الكلام,
ولا إساءة بالنظر إلي الحرام إلي أن يحرمك نعمة الإبصار,
و لا إساءة الأذن بالاستماع إلي المحرم و الفحش من القول إلي إصابتك بالصم.
أنعم عليك بنِعم تعرفها و نِعم لا تعرفها , نِعم تشعر بها و لا تحس بها , نِعم أورثك اعتياد رؤيتها نسيان شكرها , فلا تعرف ثمنها إلا بفقدها.
كم تساوي في ملك الله ؟!
قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) :
"ما السموات السبع في الكرسي إلا حلقة بارض فلاة " صحيح في السلسلة الصحيحة
لكن ما قدر السموات السبع ؟!
اسمع الحديث الثاني: قال ابن مسعود رضي الله عنه :
" بين السماء و التي تليها خمسمائة عام , و بين كل سماء و سماء خمسمائة عام , و بين الكرسي و الماء خمسمائة عام , و العرش فوق الماء , و الله فوق العرش , لا يخفى عليه شيء من أعمالكم "لكن ما نسبة العرش إلي الكرسي ؟!
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة " صحيح في السلسلة الصحيحة
و الأن هل علمت قدرك ايها الإنسان ؟! أنت جزء من دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة,
فلماذا التكبر ؟! و لماذا العصيان ؟!
ويحــك
قال ابو الفرج ابن الجوزي:
الله .. الله .. الله ..
دافع عنك قبل وجودك فقال مدافعا عن خلقك : (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ),
و استكثر قليل عملك فقال : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ),
و اعتذر لك عن زلة أبيك و امك فقال: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ),
و غطى قبيح فعلك برداء (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ),
و اربحك في معاملته فقال: (فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا),
و من دافع عنك و أنت مفقود لا يخذلك و أنت موجود , و كما قَدَّمَك على سائر المخلوقات فَقَدِّمه في قلبك على سائر المطلوبات.
الله أم الملك ؟!
راقب الله في كل حركات و سكناتك , وخطراتك و لفظاتك ,
أما ترضى ان تراقبه و تعامله كما تعامل ملكا من ملوك الأرض ؟
تخيل حالك لو كلفوك بحراسة الملك ؟ فكر ابن القيم بالنيابة عنك ثم قال:
هان سهر الحُرّاس لمّا علموا أن أصواتهم بمسمع الملك