منذ /03-16-2014, 09:23 PM
|
#4 |
| [هذه هي حبيبة رسول الله الجزء ( الرابع |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نستمر بأذن الله تعالي في التجوال في مراتع الصحابيات الجليلات وعلي رأسهُن الفاضلة الشريفة الطاهرة عائشة ( رضي الله عنها )...
ونعيش اليوم لنستكمل أحدي مشاركات الفاضلة ( رضي الله عنها ) في موقعة الجمل ، وما حصل فيها من أحداث ، كانت ولازالت مثار الجدل ، الذي استطنعوه المرقه من الشيعة ، ليكون سبباَ في الطعن فيها وسبّها .... عليه ابدأ بأسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ، ................................... موقعة الجمل ومشاركة الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) فيها
وقد ذكرت الحادثة هنا باختصار ، وتبيان خطوطها المهمة فقط ، ....
والتي تختص بمشاركة السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ، ولم أتطرق للحوادث التي حدثت في هذه الفتنة بتفاصيلها ، فالذي يهم هنا هو موقف الفاضلة ( رضي الله عنها ) منها ، وما حدث لها ....
وهذه الواقعة ذكرها الإمام أبو بكر بن العربي المالكي ( رحمه الله ) فقال :
روي أن البيعة لما تمت لعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، أستأذن الصحابيان ...
طلحة والزبير( رضي الله عنهما ) .... علياً في الخروج إلي مكة ...فقال لهما عليّ :
لعلكما تريدان البصرة والشام ....؟
فأقسما الاّ يفعلا ( أي الذهاب ) ، وفي هذا الوقت كانت السيدة عائشة ( رضي الله عنها )
في مكة ، فالتقيا هناك بأم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنه ) وكان الخبر قد وصل إليها أن عثمان
( رضي الله عنه ) قد قُتل وقد اجتمعوا هناك للأخذ بثأره ....وفي تلك الفترة ،....
جاء علي بن المنبه من البصرة وجاء عبد الله بن عامر من الكوفة ، واجتمعوا في مكة ....
واتفقوا علي الأخذ بثأر عثمان( رضي الله عنه ) ....
فخرجوا من مكة إلي البصرة ، فألتحق بهم من تابعهم في البصرة والذين يريدون قتلة عثمان
( رضي الله عنه ) ، وكانت أسبابهم هي تفريطهم وتقصيرهم في الدفاع وحماية
عثمان ( رضي الله عنه )..
وكان عليّ ( رضي الله عنه ) في المدينة ،.....
وكان عثمان بن حنيف والياً علي البصرة من قِبل علي( رضي الله عنه ) فلما وصلوا إلي البصرة أرسل إليهم الوالي عثمان أبن حنيف ، وقال لهم :ماذا تريدون؟ فقالوا:
نريد قتلة عثمان ( رضي الله عنه ) فقال لهم:
حتي يأتي علي ( رضي الله عنه)......
وقام بمنعهم من الدخول ، فحصلت مشادات ، فانتصروا عليه وقتلوا كثيراً ...
وقد خرج مع ممن كان قد خرج إليهم ( جَبْلة ) وهو احد الذين شاركوا في قتل عثمان ،
فقاتلهم في ( سبعمائة رجل ) ، ثُم أنظم كثير من أهل البصرة إلي جيش طلحة والزبير ..
وعائشة ( رضي الله عنهما جميعاً ) ، عند ذلك خرج علي ( رضي الله عنه ) من المدينة إلي الكوفة ، وذلك لما سمع أنه وقع هناك قتال بين عثمان بن حنيف (والي البصرة ) وطلحة والزبير وعائشة ...
.ومن معهم ،.....
ولما وصل علي ( رضي الله عنه ) للكوفة ، جهز جيشاً قوامه ( عشرة الآف ) وخرج لمقاتلة طلحة والزبير ...وهنا أخوتي الأفاضل ....
يظهر جلياً أن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) هو الذي تأثر بالذي سمعه من ...
( عثمان بن الأحنف ..والي البصرة ) ، فخرج إليهم بجيش ، ولم يخرجوا إليه ، ولم يقصدوا قتاله كما تدعي الشيعة ..وبعض الجهلة والمغرضين دعاة الفتنة.
وهنا أرسل علي ( رضي الله عنه ) المقداد بن الأسود ، والقعقاع بن عمرو ...
ليتكلما مع طلحة والزبير ، فأتفق المقداد والقعقاع من جهة ، وطلحة والزبير من جهة أخري ، واتفقوا علي عدم القتال ، وقد شرح كل فريق وجهة نظره للآخر ...
فطلحة والزبير يريان أنه لا يجوز ترك قتلة عثمان ( رضي الله عنه )..أما علي ( رضي الله عنه ) يري أنه ليس ألان وقت القصاص من قتلة عثمان ( رضي الله عنه ) ويؤجل الأمر حتي يستتب الأمر ...
فمن حيث المبدي الكل متفق علي القصاص ...إنما الاختلاف هو في الزمن ومتى يكون.التنفيذ..؟.
وبعد الاتفاق علي الأمر ، نام الجيشان بسلام وبأمان ....ولكن كان هناك من لم ينام وليس من مصلحته التصالح والاتفاق ...وهم السبئيون الذين اشتركوا في ( قتل عثمان )فقد تم الاتفاق علي قتلهم في دم عثمان ( رضي الله عنه ) ، فلم يرضوا بما تم الاتفاق عليه ، فأشعلوا الشرارة الأولي للفتنة ، حتي يتم لهم المراد ....
وقد ذكر ذلك كل المؤرخون الذين أرخوا لهذه المعركة أمثال:
الطبري وأبن كثير وأبن الأثير وأبن حزم ....وغيرهم .....وعندما استقر رأيهم علي أن لا يتم هذا الاتفاق ...فقرروا عدم إعطاء فرصة لتنفيذ ما اتفقوا عليه الفريقان ...فبادروا بالسر وفي جُنح الظلام والجيشان نائمان في سلام واطمئنان ...فانطلقوا مجموعة من السبئيون بمهاجمة بعض أفراد جيش طلحة والزبير وقتلوا بعض أفراده ...ثُم لاذوا بالفرار وعندما علم طلحة والزبير بما حدث ليلاً ، ظن جيشهما أن علياً غدر بهم ،فاستمرت المناوشات بين الفريقين حتي كانت الظهيرة ، فاشتعلت المعركة ، وقد حاول كبار الصحابة إقناع الجيشان في التوقف عن القتال ، ولكن لم يفلحوا ، فكان طلحة يصرخ فيهم ويقول :
يأيها الناس أتنصتون...؟ فأصبحوا لا يهتمون لما يقول ولا ينصتون فقال:
أُف أُف أٌف ..فراش نارٍ وذبان طمع .....
ومن الطرف الآخر يصرخ علي ( رضي الله عنه ) في قومه وفي الجيش كله ...
ولكنهم لا يردون عليه .....ومن هنا تدخلت عائشة ( رضي الله عنها ) للصلح والتوقف عن القتال ،... فأرسلت ( كعب بن سوار ) بالمصحف ، لوقف المعركة ، فرشقه السبئيون بالنبل حتي أردوه قتيلاً ...
ففي هذه مواقف ، عندما تشتعل فتيل الحرب ...تشتعل لأتفه الأسباب وبسهولة تامة ...
وحين إطفائها أو توقيفها ...تكمن الصعوبة الشديدة في توقيفها ....
وقد ذكر البخاري أبياتاً من الشعر لإمريء ألقيس حيث قال: الحرب أول ما تكون فتيّة ===== تسعي بزينتها لكل جهول
حتي إذا اشتعلت وشب ضرامها ===== ولت عجوزاً غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت ===== مكروهة للشم والتقبيل
وقد وقعت موقعة الجمل في ( السنة السادسة والثلاثون من الهجرة ) أي في بداية ...
خلافة علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ...
حيث بدأت بعد الظهر وانتهت قبيل مغيب الشمس من نفس اليوم....
فقد كان مع عليّ ( رضي الله عنه ) جيشاً قوامه ( عشرة الآف ) وكان مع أهل الجمل مابين
( الستة والخمسة الآف ) ..وقد كانت الرايات لهذه الجيوش ، عند القادة من الطرفين ، فراية علي كانت مع ( محمد بن علي بن أبي طالب ) ، وراية الزبير وطلحة ، مع ( الزبير بن العوام ) ....
وقد أستمر القتال والتقاتل في هذا اليوم بين المسلمين ، والتي يعتبر ذلك اليوم من أسوا عواصف الفتن التي عصفت بالمسلمين ........
وقد قُتل في هذا اليوم طلحة ، ومحمد بن طلحة ، أمّا الزبير ، فلم يشارك في هذه المعركة ...
ويروي عنه انه لما جاء إلي المعركة ،....لقي علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ...
فقال له علي: أتذكر يا زبير أن رسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال:
( تقاتلني وأنت لي ظالم ) ...فمن هنا رجع الزبير في ذلك اليوم ، ولم يقاتل ...
وهذا صحيح أنه لم يقاتل ، امّا ما حدث بينهما من تحاور ...اختلفت فيه الروايات ..
.والله اعلم بذلك ..
.لان الروايات التي قالت بأنه حدث حوار مع علي ، ليس لها سند قوي ، ....
امّا مسألة عدم اشتراك الزبير في القتال ، فهذا صحيح ....
وقد قُتل الزبير ( رضي الله عنه ) غدراً علي يد رجل يُقال له ( أبن جرموز ) .....
وقٌتل طلحة ، بسهم غريب غير مقصود ، أصابه في قدمه ، مكان إصابة قديمة ، فمات منها
( رضي الله عنه ) وهو يحاول منع الناس من التقاتل ، ولما إنتهت المعركة وقُتل الكثير ، وخاصة في الدفاع عن الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) ...لأنها كانت تمثل رمزاً لهم فكانوا يستبسلون في الدفاع عنها ، ولذلك بمجرد أن سقط الجمل ، وأصبح كالقنفذ من النبال ، هدأت المعركة وانتهت وأنتصر علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وأن كان الصحيح أنه لم ينتصر أحد ، فالكل مسلمون......
، ولكن الخاسر هو الإسلام والمسلمون في تلك الفترة ، فلما انتهت المعركة ، ذهب علي
( رضي الله عنه ) ...يتفقد القتلى ويمر عليهم ...فوجد طلحة بن عبد الله ، فقال بعد أن أجلسه ومسح التراب عن وجهه :عزيزُ عليّ أن أراك مجندلاً تحت نجوم السماء يا أبا محمد ، وقد بكي ، وقال:
وددت أني مِت قبل هذا بعشرين سنة ، وقد ندموا كل الصحابة الذين اشتركوا في هذه المعركة بدون استثناء ، ورأي ايضاً محمد بن طلحة ، فبكي ، .....
وكان محمد بن طلحة يُلقب بالسّجاد من كثرة عبادته ( رضي الله عنه )..وحدث أن دخل ( أبن جرموز ) علي علياً ومعه سيف الزبير ويقول مزهواً ...قتلت الزبير ...قتلت الزبير فلما سمعه علي ( رضي الله عنه ) قال: هذا السيف طالما فرّج الكُرب عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.ولم يؤذن له بالدخول عليه...
أما لماذا لم يقتل عليّ من قتل عثمان ( رضي الله عنه ) ويقيم عليهم القصاص..؟
.فا علي حسب المؤرخون والمفسرين لما حدث ، قالوا : كان علي ينظر نظر مصلحة ومفسدة ، أي كان يري أن المصلحة تقتضي بتأخير القصاص ، لا تركه ، فتأخير القصاص من أجل هذا ، كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم ...في حادثة الإفك ....
عندما تكلم عبد الله بن أٌبي بن سلول ، في عائشة ( رضي الله عنها ) ، بالإضافة لحمنة بنت جحش ، ومِسطح بن أثاثه ، وحسّان بن ثابت ، وكان الذي تولّي كبره ونشره وإذاعاته والعمل علي تضخيمه هو ابن سلول .....فصعد النبي الكريم صلي الله عليه وسلم للمنبر وقال:
من يعذرني في رجل وصل أذاه إلي أهلي ( وكان يعني عبد الله بن أبي بن سلول ) ،...
فقام سعد بن معاذ وقال:
أنا أعذرك منه يا رسول الله ، فأن كان منّا معشر الأوس ، قتلناه ، وإن كان من إخواننا معشر الخزرج أمرتنا بقتله ، فقام سعد بن عبادة ، فرد علي سعد بن معاذ ، وقام أسيد بن حضير ، فرد علي سعد بن عبادة ، فجعل النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ، يهدئهم وخفضهم ، فقد علم أن الأمر عظيم ،ذلك أنه قبل مجيئه للمدينة ، كان الأوس والخزرج ،قد اتفقوا علي أن يجعلوا عبد الله بن أبي بن سلول ، ملكاً عليهم ، فهو له عندهم منزلة عظيمة ، وهو الذي رجع بثلث الجيش في معركة أُحد ....
لذلك ترك النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ( جلد ) عبد الله بن أبي بن سلول
.....فلماذا فعل ذلك ....وأقام الحد علي الآخرين .....؟
فقد فعل للمصلحة والمفسدة ، فقد رأي إن جلده أعظم مفسدة من تركه فإن قام بجلده تكون هناك مصلحة قليلة ومفسدة كبيرة .... لذلك تركه ....
كذلك فعل علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) أنه رأي في تأخير قتل من قتل عثمان
( رضي الله عنه ) اقل مفسدة من تعجيله بالقصاص ، لان علياَ ( رضي الله عنه ) لا يستطيع أن يقتل قتلة عثمان أصلاً ، لأنهم ( السبئيون ) لهم قبائل تدافع عنهم ، والأمن غير مستتب في هذا الوقت ، ومازالت الفتنه في أوجها ....
ومن يقول أنهم لن يقتلوا علياَ ( رضي الله عنه ) .....فقد قتلوه بعد ذلك ، ولذلك لمّا وصلت الخلافة إلي معاوية ( رضي الله عنه ) لم يقتل قتلة عثمان ايضاً ...لماذا ...؟
لأنه صار يري ما كان رآه علي ( رضي الله عنه ) واقعاً ، رآه معاوية نظرياً ، ....
فتما آلت إليه الخلافة رآه واقعاً ، .....
فقام معاوية فأرسل من قتل بعضهم .ولكن بقي آخرون إلي زمن الحجاج ..
.أي إلي زمن عبد الملك ابن مروان ، حتي قُتل آخرهم ....
.وبذلك تم القصاص من قتله عثمان ( رضي الله عنه ) في زمن عبد الملك بن مروان ....
فالمهم هنا هو أن علي ( رضي الله عنه ) ، ما كان يستطيع أن يقتلهم ، ولكن خوفاً علي الأمة ، ولما انتهت المعركة ، أخذ علي أم المؤمنين الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) ، بعد أن تم عقر جملها الذي كانت تركبه .....وبعد أن انتهت المعركة جاء علي بن أبي طالب للسيدة عائشة وقال لها:
( غفر الله لك ) قالت :
( ولك ...وما أردت إلا الإصلاح )....
ثُم أنزلها دار عبد الله بن خلف ، وهي أعظم دار في البصرة ، علي سنية بنت الحارث
( أُم طلحة ) ، وقد قام بزيارتها ، فرحبت به ،وبايعته... وجلس عندها ....
فقال رجل : يا اميرالمؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة ، ....
فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل منهما مئة جلدة ، وأن يجردهما من ثيابهما ، ففعل القعقاع ذلك .....بأريحية لأنه دافع عن أمه وأم المؤمنين .....
وهنا أخوتي الكرام ...نقف وقفه لنوضح الأتي : وهو لماذا أمر الصحابي الجليل علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ،بإقامة الحد علي الرجل الذي نال من عائشة في حضوره ، وأمر بجلدهما مئة جلدة ، وجردهما من ثيابهما ..؟
اقول وببساطة شديدة أن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) كان يعرف ويعلم مدي شرف ونزاهة وبراءة الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) ....ولم يكن لديه أدني شك في براءتها ومدي حُب النبي الكريم صلي الله عليه وسلم لها ... فأنتصر لها وأمر بأقامة الحد علي من قذفها ......لأنه كان حريصاً علي عدم المساس بشرف النبي صلي الله عليه وسلم ، عن طريق المساس بشرف زوجته الفاضلة ....
وهنا أسأل المتنطعين والمنافقين وفصائل الشيعة الرافضة وكل من يمت لهم بصلة ...
وهو كيف يكون موقفهم حين يُسألون يوم القيامة عن أعمال لم يوصي بها علي بن أبي طالب
( رضي الله عنه ) .....؟
وكيف يدّعون الحُب له ، وهو يرفض رفضاً قاطعا المساس بشرف آل بيت النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ، وإهانة زوجاته وبالتحديد الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها )...؟
فلوا كانوا بالفعل يحبونه ويبجلونه لأتبعوا سننه في التعامل مع الفاضلة عائشة ،( رضي الله عنها )
وتعامله مع أخوته الصحابة الكرام .......
فكيف يطعنون في الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها وأرضاها ) ، ....
ولو رجعوا للسيدة الفاضلة فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) ، والتي يضعونها في مقام التقديس ، والتأليه ، لعلموا ماقالته وعلمته وعرفته وما سمعته من ابيها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، عندما راجعته ، وهي مبعوثه من قِبل زوجات المصطفي صلي الله عليه وسلم ، عندما طلبنا العدل في الهداية التي كانت تأتي له عندما يكون في بيت عائشة .....
فقال لها ابيها المصطفي صلي الله عليه وسلم : يافاطمة اتحبين ما أحب ....؟
قالت نعم : فقال لها : فأحبي هذه ( أي عائشة ) .......
فكيف يناقضون انفسهم بكرههم لعائشة ، ورموزهم التي يقدسونها ، ويضعونهم في مصاف التنزيه والتأليه ، بدون علمهم ولا رضاهم ، يحبون ما يحب الرسول ويبغضون ما يبغضه .؟
ولكن الملاحظ أن إتباعهم وحبهم لأهوائهم ولشياطينهم أكبر من إتباعهم للصحابي الجليل
( رضي الله عنه )......
وقال ابن العربي المالكي :
أما خروج عائشة ( رضي الله عنها ) ، فهو اجتهاد منها لتحقيق غاية طلحة والزبير ، والتعاون مع علي من اجل إطفاء الفتنة ،.....
والقضاء علي المنافقين من قتلة عثمان ( رضي الله عنهما جميعا ) ...
أما ما حدث لأم المؤمنين السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ....
أن علي بن أبي طالب( رضي الله عنها ) أرسلها معززة مكرمة إلي المدينة ، ...... كما أمره النبي صلي الله عليه وسلم ، فعن علي انه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
سيكون بينك وبين عائشة أمر ......فقال علي : فأنا أشقاهم يا رسول الله ....؟
فقال: لا ولكن إذا كان ذلك فأردها إلي مأمنها .....
ففعل ( رضي الله عنه ) وأكرمها وأكرم نزلها وجهز لها قافلة تحملها مع حراسة حتي وصلت إلي المدينة ......
لذلك أقول ...فأين هذه التهمة التي ألصقوها مما زعموا من بعض الجهلة والمتعصبين المفترين ، من أن اشتراك الفاضلة أمنا عائشة ( رضي الله عنها ) ، و خروجها
يوم موقعة الجمل ، كان إنتقاماً من علي ( رضي الله عنه ) ، ....؟
علي خلفية من أنه حضّ وحرّض النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ، علي طلاقها ، واستبدالها بامرأة أخري ، في حادثة ( الإفك ) ، عندما رأي حزن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ، عن ما حدث من كلام بعض الناس في حق عائشة التي أحب ،......
. وقد نسوا هؤلاء المردة الذين تمردوا علي أسيادهم وسيداتهم الفاضلات بالسب والشتم ، قد غاب عن ذهنهم ، بأن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، هو الكمال البشري علي هذا الأرض ، ولا ينتظر من أحد مهما كان مقامه أن يوجهه في أموره الخاصة ...وكأنهم بذلك يضنون به تقصير في الفهم وفي التقرير ..( وحاشا للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ) أن يكون كذلك ، فحتي عندما أستشار النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ، أصحابه عند سماعه ما يقول المنافقون بحق زوجته ، فقد كان يستمع لرأيهم فقط فيما قيل في حق أم المؤمنين ......
وليس لتقرير مصير السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ..في أن يبقيها أو يطلقها...
أمّا ما حدث في موقعة الجمل ،من اشتراكها ....
فقد قال الكثيرين من الرواة والعلماء ، أن عائشة ( رضي الله عنها ) ، اجتهدت فقط ، ولكنها أخطأت في الاجتهاد ، ولا إثم علي المجتهد المخطئ ، بل الأجر علي اجتهاده ،....
وعلي اعتبار أنها ( رضي الله عنها ) من أهل الاجتهاد مما لا ريب فيه ......
وقد اكد شيخ الإسلام أبن تيمية ( رحمه الله ) أن عائشة ( رضي الله عنها ) لم تقاتل ، ولم تخرج لقتال ، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين ، وظنت في خروجها مصلحة للمسلمين ، ثُم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولي ، فكانت رضي الله عنها ، كلما تذكرت ذلك ، تبكي حتي تبل خمارها ، وهكذا عامة المسلمين الذين شاركوا وما دخلوا فيه من قتال ، فندم طلحة والزبير ( رضي الله عنهما ) فلم يكن لهؤلاء قصد في القتال ، فقد أرادوا القصاص من قتلة عثمان بن عفّان ( رضي الله عنه ) فقط ....
ولكن وقع القتال وحدث وبغير اختيارهما ....
...وسيتم توضيح هذه المسألة بالتفصيل لاحقاً بأذن الله ..وبذلك يتم نفي التهمة الموجهة للفاضلة أمنا السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ، بأنها سعت للفتنة والتقاتل مع علي
( رضي الله عنه )....علي خلفية ما حدث بينهما في حادثة الإفك ....ولكن الحمد الله ان الفتنة انتهت ، حتي وإن لازالت بقاياها ماثلة في عقول متكلسة مريضة ، لا تمت للإيمان ولا الإسلام ولا حب النبي صلي الله عليه وسلم ولا حب آل بيته بصلة أبدا ، فحب الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، يحتم حب من يحب ، وكُره منه يكره .....
فحبه وتقديره لزوجته الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) وحبه لأبيها الصديق ، صاحبه في الغار، وحُب أصحابه الأبرار يحتم بل يفرض عليهم أن يحبوا كل من كان يمت بصلة له .....
لا أن يتشدقون بحب النبي وآل بيته من ناحية ، وفي الوقت نفسه يطعنون في شرفه وفي آله بيته من ناحية أخري ....!!!!!!! وفاتها(رضي الله عنها وأرضاها)
توفيت ( رضي الله عنها ) سنة سبع وخمسين. وقيل:
سنة ثمان وخمسين للهجرة
ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان،
عن عمر يناهز ( خمسة وستون سنة )....
حيث توفي عنها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة ، ....
وكان عمرها ثمانية عشرة سنة ،
وفي وفاتها في السنة السابعة والخمسون للهجرة ، ...
بذلك تكون قد وتوفيت وعمرها...
خمسة وستون سنة .....
رحمها الله ورضي عنها وأرضاها ....
وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً، فدفنت وصلى عليها أبو هريرة ونزل قبرها خمسة: ( 1 ) عبد الله بن الزبير بن العوام ( أبن أختها أسماء )
( 2 ) وعروة بن الزبير بن العوام ( أبن أختها أسماء )
( 3 ) والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ( أبن أخيها محمد )
( 4 ) وعبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق ( ابن أخيها محمد )
( 5 ) وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.( ابن أخيها عبد الرحمن ) أمّا ما كانت تختص به مناقب ومزايا وأمور ....
كانت لها وحدها خلافاً لغيرها من النساء
( زوجات النبي صلي الله عليه وسلم ) وهي مكانتها .... من الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم...
فقد تم ذكرها في بداية سيرتها في هذا البحث ...أما عن صومها وعبادتها ..
فعن عروة أن عائشة ( رضي الله عنها ) قال: أن عائشة كانت تسرد الصوم ..
( أي تتابع أيام الصيام ) ، وعن القاسم :
أنها كانت تصوما لدهر ولا تفطر الا يوم عيد الاضحي ويوم الفطر.أما عن عبادتها ..
فعن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر ( رضي الله عنه )أنه قال :
أنها كانت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة( رضي الله عنها ) ، فأُسلم عليها ، وغدوت يوما فإذا هي قائمة تسبح ، ....
وتقرأ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } الطور 27 ...
وتدعو وتبكي وترددها ، فقمت حتي مللت القيام ، فذهبت إلي السوق لحاجتي ، ثُم رجعت
فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي ..... الي هنا إخوتي الأفاضل .... نأتي لنهاية الجزء الرابع
وسوف نكمل بأذن الله تعالي إن كان في العمر بقية .....
تكملة لافضال الفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) في الجزء القادم
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة توحد ارواح ; 03-19-2014 الساعة 01:21 AM |
| |