يعجبني فيكِ أن تدارين ..
وانكِ تخفين ..
وأنكِ في المحافل العامة كـ عرس أو حفل أُلزم أن أكون موجوداً - إذا تيسر الحال - أن تبتعدين .. كـ بعد الإبهام عن السبابة ... وكـ بعد الرمش من العين ...
وتدعين لصحيّباتك :" أنك لا تراني .."
وتتسألين .. وأنا أسمع :" عن مين بتتكلموا !؟ "
وتردفين بـ سؤال " فين !؟ " ؛
" مين !؟ " .
فـ تضحك أترابك بـ صوت مسموع ؛ وتبتسمين معهنَّ ..
ثم بعد طول غياب عن المشهد - وأنا بـ جوارك - تنظرين من تحت الحجاب صوبي ؛ تجاهي .. وكأنك بـ الكلمات لا تريدين الحديث يكفيكِ فقط النظرات ...
... كلماتكِ لا تخرج إلا من العيون ...
حروفُ الكلمة : نظرةٌ .. يشكل الحرف رمش ساهر أو رمش سارح أو رمش خجول ....
أبجديتكِ رموش .. ونظرات ... أبجديتنا عيون سارحة في ملكوت السماء ... تأتيني الكلمات من فوق .. من فوق السحاب ...
ما أعلاك
وما إرتفاع سماك ...
وما جنون الحرف الذي ينزل مرة على شعاع شمس ذهبية؛
وتارة آخرى على قيثارة قمرية ..
وثالثة على كوكب دري
ورابعة على نجم ساهر يحرسني .. بالأمر منك ...
حروفك ... شفرات لغة من حركة يد
أو أصابع أو وضع في جلوس أو خد على يد
أو ذراع يلتف حول كتف صبي من أبناء أخواتك أو عماتك
أو عصر صبية من الأقارب أو المعازيم بين الصدر والنحر ..
تضمين الفتاة المسكينة التي لا تدري لماذا فجاة كل هذا الحنان .....
وتلك الرسائل المشفرة من حركات ومن منعطفات
و
هكذا بلغني ... !!!
الإجهزة الحديثة التصنتية تخبرني بـ أنك ترسلين خلفي في كل زقاق وحارة وناصية وقمة - لهجة إسكندرانية تعني بداية الشارع حين يتقاطع مع آخر - وميادين العواصم ... ترسلين عين وعيون ليس للحديث معي بل للتحسس ... والتجسس ... هكذا دون سابق إنذار ودون القدرة على الإعتراض
تريدين أن تعملي : ماذا أفعل ..!!
و
ماذا أقول ..
مع من أسير
وبجوار من أجلس ..
وأي الموضوعات
وأي البحوث
أأتحدث في الأعمال المكلف بها
أم حديث خاص مع بنات "الفرنجة" ....
أعجبني أن تقولي أنت :" بنات الفرنجة " ...
أغيرةٌ أم كنترول ... !!
و
أنت صاحبة القول الشهير :" أطمئنُ إليك كثيراً ... ولكن الأفضل أن تكون عيني عليكَ أكثر " .
ليلة الجمعة الماضية كان عرس ... بكل فخامة .. وبكل ما يمكن أن يكون من ديكور ومطاعم ومشارب ...
ما أعجبني غطاء رأسكِ ....
ما أعجبني لون الفستان ..
ولون الجلباب..
والقَصْة والحياكة ...
وسألت بـ صوت مسموع :" تفصيل أم جاهز ... " .
فما كان من ابنة عمي - متزوجة - إلا أنها فهمت أن الحديث ليس عن فستانها بل فستان الجيران ....
وكـ العادة من نساء عائلتي عُملتُ معاملة صِغار الغُلمان ؛ ويافع الشبان وسذج الصبيان .... وتم إحاطة المكان بقوات من الأمن المركزي ورجال المتفرقعات ثم زج بقوات خاصة من القوات المسلحة وقوات الهجانة بالجمال والسلاح والمدرعات ... لا حركة إلا وسيتم الضرب في المليان .. أنبطح أرضاً .. أرينا اصابع اليدين وحركة الرجلين ....
ممنوع التجوال وممنوع التظاهر السلمي أو العنف في الميادين...
فقلت :" يا إخونا ... ده أحنا في حفلة زواج ".
رد الجميع :" إنت موش عارف حاجة .. ألتزم الصمت وإلا سيتم إيداعك في الحجز وعرضك على النيابة العامة ....
كل هذا لسؤال :" عن الفستان " ؛ فماذا لو حدث أن لامست صاحبة الفستان لأعلم نوع القماش "". كما تفعل عجائز الأفراح .
أصحيح أنها تعرفك من قبل !؟.
يعجبني فيك أن تخفين الغرام والهيام ولا تتحدثين ... والكون من حولك يخبرني . ورجال الأمن أيضاً .. أقصد بنات عمي .
الثلاثاء 15 جمادى الثانية 1435
|