عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-20-2014, 07:54 PM   #16

توحد ارواح

اداريه سابقه

 

 رقم العضوية : 82168
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : المنصوره
 المشاركات : 76,483
 الحكمة المفضلة : كن جميلا ترى الوجود جميلا
 النقاط : توحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 5270345
 قوة التقييم : 2636

توحد ارواح غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عبقرى المنتدى المركز الاول مسابقه  تنشيط الصحه وسام تميز القسم العام 2016 مسابقة شغل مخك وسام مسابقة انا بعرف اكتب وسام الشخصيات التاريخيه حملة تنشيط الصحة مسابقة السياحة والشخصيات التاريخية وسام حملة تنشيط قسم التنميه البشريه 2015 مركز اول وسام النشاط العام لشهر أكتوبر 2015 

افتراضي

- مَثلُ العالِم الذي آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة :
قال تعالى : ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(176) ﴾ [الأعراف:175 – 176] .
هذا المثلُ ضربه الله عزَّ وجلَّ في رجل آتاه الله العلم والحجج والآيات، فنبذ كلَّ هذا وراء ظهره وانسلخ منه، وخلعه كما يخلع اللباس، فخرج من الحصن الحصين، وتسلَّط عليه الشيطان فصيَّره لنفسه تابعاً له ينتهي إلى أمره في معصية الله، فكان من الهالكين . ولو علم الله فيه خيراً لوفَّقه ورفع قدره في الدنيا والآخرة، ولكنه فعل ما يقتضي الخذلان بخلوده وميله إلى الأرض، فآثر لذَّتها وشهواتها على الآخرة، واتَّبع هواه ورفض طاعة الله وخالف أمره . فمثله في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها كمثل الكلب الذي يلهث في كل حال . فكل شيء يلهث إنما يلهث من إعياء أو عطش، إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الرَّي وحال العطش، فحرارة الحرص في كبده توجب له دوام اللهث، فهكذا مُشبِهُهُ؛ شدَّة الحرص وحرارة الشهوة في قلبه توجب له دوام اللهف، فإن حَملتَ عليه الموعظة والنصيحة فهو يلهف، وإن تركته ولم تعظه فهو يلهف ([7]) . قال ابن القيِّم رحمه الله : " الكلب من أخبث الحيوانات وأوضعها قدراً وأخسِّها نفساً، وهمَّته لا تتعدى بطنه، وأشدَّها شرهاً وحرصاً، ومن حرصه أنه لا يمشي إلا وخَطمُه في الأرض يتشمَّمُ ويستروِحُ حرصاً وشَرَهاً، ولا يزال يشُمُّ دبُرَه دون سائر أجزائه، وإذا رميت له بحجر رجع إليه ليعضَّه من فرط نَهمتِه، وهو من أمهن الحيوانات، وأحملِها للهوان وأرضاها بالدنايا..، ومن عجيب أمره وحرصه أنه إذا رأى ذا هيئة رثَّة وثياب دنيَّة وحال زريَّة نبَحَهُ وحمَل عليه، كأنه يتصوَّر مشاركته له ومنازعته في قولته، وإذا رأى ذا هيئة حسنة وثياب جميلة ورياسة وضع له خَطمَهُ بالأرض، وخضع له، ولم يرفع إليه رأسه .
وفي تشبيه من آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه سرّ بديع، وهو أنَّ هذا الذي حاله ما ذكره الله من انسلاخه من آياته واتباعه هواه إنما كان لشدَّة لهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة، فهو شديد اللهف عليها، ولهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه، واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى([8]). وقد دلت الآية لمن تدبَّرها على ألا يغتر أحد بعمله ولا بعلمه، إذ لا يدري بما يُختم له . ودلت أيضاً على منع التقليد لعالم إلا بحُجَّة يُبيِّنُها، لأنَّ الله تعالى أخبر أنه أعطى هذا آياته فانسلخ منها فوجب أن يخاف مثل هذا على غيره وألا يقبل منه إلا بحُجَّة([9]).








  رد مع اقتباس