[العاشق الذى لم يتب]

بسم الله والحمد لله أحبتى أولاد المنتدى الطيبين مع الجزء الخامس عشر نلتقى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكما قلت لكم أتصل بى أبى من مصر وقال لى أمرا مهما وطلب منى لابد من العودة إلى أرض الكنانة مصر فى أسرع وقت ، حيث الأمر لايحتمل التأخير ، لأن فى عدم رجوعى إلى أرض الوطن سيترتب عليه إنفصالى من الجامعة حيث كنت لم أتم السنة الأخيرة من دراستى الجامعية وقال لى أبى لقد أرسلت لى الجامعة خطاب يقول : إما أن تحضر لأداء الإختبارات هذه السنة يا إما سيتم فصلك نهائيا حيث تعديت المدة الزمنية المسموح بها ، وقالت إدارة الجامعة فى خطابها لابد من حضورى إلى مقر الجامعة فى موعد أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ إصدار هذا الخطاب . قلت له ياأبى إذهب إلى الجامعة وحاول أن تلتقى بمن هو مسئول وأخبره وحاول معه أن يمد الفترة إلى العام القادم ، قال لى أننى فعلت ذلك بالفعل قبل أن أخبرك ولكنهم أصروا وقالوا أنك قد أستنفذت المدة القانونية وعليك أن تختار إما أن تحضر للإختبارات وإما سيتم فصلك نهائيا ، وأردف أبى قائلا : يابنى لابد أن تحضر فى أسرع وقت كفاية غربة أمك مريضة جدا وتقول إننى سوف أموت إلا لم تحضر وهى غاضبة عليك جدا من طول غيابك ، ياولدى تعالى كفاية عذاب فينا إحنا أشتقنا لك كثيرا وماحدش ضمن الحياة من الموت وكمان قبل ماأنسى لقد جاءك طلب من الشرطة يقول لازم من حضورك فى أسرع وقت حيث ميعاد الخدمة العسكرية وإلا تعد متخلف وسيطبق عليك العقوبة المعروفة لدى الجهات المختصة . تلك كانت مكالمة أبى ومافيها بإخصار. أنهيت مهاتفتى لأبى وطلبت منه الدعاء والتثبيت وأى حالة تلك التى أعيشها الآن وأى تفكير وأى قرار أتخذ ، أخذتنى دوامة وألقت بى فى غياه التفكير اللا متناهى آهٍ ماهذا الذى أعانيه بالأمس القريب جاءتنى البشرة وفكاكى من التهم وعودة علاقتى بخطيبتى بعدما كادت أن تنتهى بطريقة درامية وبجريرة ماأرتكبتها ، ومامرت إيام قلائل على فرحتى حتى وعادت من جديد إلى همومى وأحزانى وسوء حظى وآهٍ من الحظ حينما يعاند ،وآه من الدنيا : الدنيا إن أقبلت باض الحمام على الوتد وإن أدبرت بال الحمار على الأسد الدنيا إن أتتك وهبتك محاسن غيرك وإن عنك تخلت سلبتك محاسن نفسك والحظ لما يآتى يخلى الأعمى ساعاتى ولما يديلك ظهره يخليك تصرخ لالاتى وقد فكرت أن أرفع دعوى ضد إيلياأبو ماضى لأنه أخبرنى قائلا يارفعت حظك سيئ وفيك قلت: إن حظى كدقيق فوق شوكٍ بعثروه ثم جاءوا بحفاة يوم ريحٍ ليجمعوه صعب الأمر عليهم قال قوم أتركوه إن من أشقاه ربى كيف أنتم تسعدوه ولكن إرادة الله ومقاديره لابد أن تكون ولابد أن يرضى المؤمن بالقدر خيره وشره وكلام أبى لى كان بمثابة زلازال مدمر هدم أركانى وبركان حامٍ ألقى بمقذوفاته على وجدانى فأخرجت أثقالها وكان حتما علىّ أن أفعل ماأمر به أبى لا من أجل طاعته وحسب ، بل من أجل مصيرى ومستقبلى . وبناءا عليه قد حان موعد الرحيل ، موعد عودتى إلى ديار أمى التى ولدتنى وأمى مصر التى وهبتنى الحياة إنه رحيل جسد بلا روح وبلا قلب . نعم فقبلى وروحى هاهنا يستوطنون مكة بلد حبيبة قلبى ( مها) قرار أسرع من البرق الخاطف ، وأمر واجب التنفيذ ولا رجعة فيه . حان وقد أذن مؤذن ان يافتى كتب عليك التعذيب للأنيس القريب لست قريب والبعيد عنى بعيد وكم فى سجلاتى عدد حبيب ومع الغرباء أنا وحيد فهل لى فى الضنا نصيب أم أننى للشقاء فريد إنى وربى يوقد فى حشايا لهيب هائم وعذابى شديد سهدى فى جفونى أعيا الطبيب فأخبرنى لابد منه أزيد والنوى فى الفؤاد دائم التعذيب وأرى نزعه منه عنيد قررت السفر وماهو بقرارى وماحيلة المضطر إلا القبول والمضطر يركب الصعاب وتجرى الرياح بما لا تشتهى السفن . ولكن كيف لى أن أخبر حبيبتى وماهى وقع الخبر عليها وماذا تقول أمها ، وهل تصدقنى أم تظن بى الظنون هم يعلمون أمرى هذا مسبقا ويعرفون أنه باقى لى سنة دراسية ، كل تفاصيلى يعلمونها كاملة ماخبأت عهم شيئ فى حياتى حتى حتى كراريسى التى أهملتها وحتى أحلامى التى حلمتها وحتى ضحكاتى التى ضحكتها وحتى دمعاتى التى سكبتها ولا يخصنى صغيرة ولاكبيرة إلا لهم حكيتها . دخلت عليهم لأخبر هم ماالخطب ، وبعد التحيات والطيبات ، والسلامات والإستفسارات ، قالت لى حماتى وهى شديدة الذكاء وكاعادتها من ذى قبل بقولتها المشهورة : أنت عندى كتاب مقروء ومن كثر مااطلعت فى وجهك عرفت ايش فيك أنا يارفعت أم والأم تحس بقلبها قبل ماتشوف عيونها وأنت كيف مبارك ومها عندى ألين أنظر فى وجهك أعرف ماهمك ومافرحك . قالت : وايش علومك خيرك أشوفك متغير عسى مافى شر قبل شوى كنت أشوفك سعيد والحين ايش صار معاك . طأطأت رأسى منكبا فى التفكير لحظات ولكن قررت أن أخبر الأمر ولابد أن أفعل تلك هى الحقيقة ولاغيرها قلت : لازم أسافر حماتى قالت : على وين قلت : مصر وفى نفسٍ واحد وبلسانٍ واحد قالت مها وأمها : مصر !! قلت : نعم مصر ورحت أشدو قائلا : زهور وورود من كل شكل ولون عطورها فايح وإريجها مالى الكون جمال وروعة وبهجة وسعادة وفنون بلابل تغنى وكروان فى شجون ضحكات وسعادة تشوفها عيون والقمر نازل وشوية نجوم كنت طاير جنب الغيوم بعدت عن الأرض والناس وهموم أسترحت أخذتنى غفوة نوم جانى وقلى قدرى المحتوم أوعى تصدق ؟؟؟ عليك ألوم خليك فاكر حظك المشئوم وحتى ألتقيكم فى الجزء القادم إن شاء الله لأخبركم ماكان رد فعلهم وماذا سيكون أستودعكم من لا تضيع ودائعه مع تحيات أخوكم رفعت