[طبيب الهوى]

رسالة زوجة لزوجها الغائب


حبيبي


أكنتُ أحلم


كيفَ نسيتُ أنهُ لا يمكن للإنسان


أن يختار سعادته بيده


كانَ لابُد لي أن أضع


بَعضَ الترتيب الداخلي لروحي


جلستُ أستعيد ذاكرةَ أيامي معك


حُبي


عِشقي


هيامي بِك


صَوتُكَ الذي كان يَعبِرُ مَسمعي أنشودةَ الفرح


هَمسُ رَوحُكَ تَشرِقُ في عيوني نورَ الأمل


طَيفُكَ في أعماقي يُلازِمني كل ليلة


عِطرُكَ في حواسي


نظرتُكَ مَطبوعة في أحداقي


نَفَسُكَ يَزفِرُ في رئتي


لمسَتُكَ أتحَسِسُها فوقَ يدي


نبضاتُ قلبكَ التي يخفقُ بها قلبي


وِمَرَت ليالي لِذاتَ الصباح


أينَ أنتَ فيها؟


وحيدة أنا أبحثُ عنك


سَئِمتُ الوحدة ولعبةَ الأيام


كم أتألم لأنني كُلما خلوتُ إلى نَفسي


خلوتُ إليك


صَوتُكَ الذي أدمنتهُ


أم همسُكَ المَسروق مِنَ المُستحيل


أنا في مُنتَصَف الطريق


طريدة تركتها لألمِها الطويل


يا من أنتَ قطعةً مِني


هل سافرَ الليلُ من عيوني ليرحلَ إليك


هل أخذتَ معكَ ضياءَ النهار


وصوتَ البرقِ ولونَ البحرِ


وهل هاجرت الشمسُ مِن مَرفِئِها


إلى عالم الحُلمِ في دَربُكَ الطويل


أعطيتُكَ أنا كل هذه الأشياء


وفوقها صفاءَ روحي وأجملَ ذِكرياتي


التي غرستها في قلبي كي تتفيأ دِفئِها


أما أنتَ فلم تُبقي لي


سِوىَ قلبٍ شاردٍ يبحثُ عنك


وروحٍ تُناديكَ


وعقلٍ لا يَتَسِعُ إلا لك


فَعُد إليَ كما عشقتُك أو دَعني لرَوحي


لِعِشقي لَك


لِحُلمي


لعالمي فوقَ الغيوم


هذيان قلمي المجنون


أبو عصام