(اهداء إلى الأخت بقاياصمت)
خلق الله فى أرضه أنواع شتى من البشرِ
بلاد فيها صفات وأخرى مميزات صنع المقتدرِ
وجعل سبحانه شيئ مشترك فى الشريان يسرى
وقال جعلتكم أمم وجعلت التعارف بينكم أمرى
فى اللوح المحفوظ صحيفة
أقتربت منها فاحصا متعجبا من ذاك الخبر
وياعجبا رأيت أسمى مجاورا لها كانجمة والقمر
والقمر حينما يكتمل ضوءه يجعل النجم يندثر
قلت لاضير فكلانا فى فلك واحدوطريق يجرى
وأنا لاأنكر أنى بك يشدنى وفاؤك وقلبك المنفطر
بحبيبٍ سكن فؤادك ويفعل بروحك كما السوس للخشب ينخر
وكثيرمن القوم يعلم ذلك ويراه وهو يدرى
وحينما أفتخرت بعذوبة سطورك ومنك لحقنى التعجب والكدر
وشكوت حالى لأحبتى ورجوت منهم شورى لأمرى
قالوا علمنا من ذى قبل قارئة الفنجان أخبرت الحذر
ليس لك عندها مكان هذا ماوجدناه فى الأثر
قلت إنى لذلك عالم ومدرك ورضيت بالأمر
ولكنى عشقت فيها خصال جميلة عالية القدر
فهى حكيمة عظيمة قلبها يفيض حنانا كموج البحر
ولسانها حينماينطق كأن أشجار خضراء كثيرة الثمر
ولكم منها سمعت جميل حديثٍ وذاك صنيع ديارها
وفى معيتهم طاب لى السمر
وفيها ومنها رأيت كرم وجود وجليل أفعال محفورة فى الصدر
وماكان منها إلا حسن معاملة وطيب كلام عندى كاالدرر
وإنى أشهد الله وأشهد كل من يمرهنا على كتابى المسطر
إنى لها أكن كل مودة وكل تقدير واحترام وأنادى المقتدر
أن يهبها كل رضاه وعليها ينعم بالخيرات كغيث منهمر
ومنها أرجو السماحة والمغفرة ومالحقها منى من ضرر
فتلك شيمة الكرام وعهدى بديارها أنهم أهل الصفح وقبول العذر
وهذا إهداء منى لك أتمنى قبوله وأعلم إنى فى حقك
مهما قولت من كلامات ومدح وثناء فأنت له أهل وأنا أعجز أن
أفيك حقك
فاأعذرينى
وتقبلى تحياتى وسلامى
|