ربما لم يكن طموح المنتخب البرازيل مضيف النسخة الحالية من بطولة كاس العالم هو المنافسة على المركز الثالث خاصة بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها على يد نظيره الألماني بسبعة أهداف مقابل هدف في الدور نصف النهائي.. كذلك لم يكن أيضا طموح هولندا المنافسة على المركز الثالث بعد أن وصل الهولنديون لنهائي 2010 بجنوب أفريقيا، بأداء ربما يكون أقل فنيا مما يقدمونه الآن.
ولكن الأمر أصبح واقعا يجب أن يعيشه السيليساو، وكذلك المنتخب البرتقالي قبيل مواجهة الغد بينهما.. ولكن قبل المباراة تبرز عدة اسباب قد تجعل البرازيل الأقرب لحصد المركز الثالث الشرفي في البطولة.
- رد الاعتبار
لن يكون لدى لاعبي البرازيل والجيل الحالي أي فرصة أخرى من أجل الاعتذار ومحو الصورة السيئة التي ظهروا بها خلال مباراة المانيا والخسارة القاسية على ملعبهم ووسط جماهيرهم، وبالتالي فإن الفوز ربما يخفف نسبيا من آلام الصدمة لدى الجماهير، خاصة إذا جاء بنتيجة كبيرة أو بأداء مقنع، ليثبت أن السقوط الكبير أمام المانيا كان مجرد أمر عارض نادر الحدوث.
- اعتبارات أمنية
تؤخذ الاعتبارات الامنية بعين الاعتبار ، فالجماهير مازالت غاضبة منذ يوم مباراة ألمانيا وحتى الآن، واندلعت أعمال الشغب في البلاد، لذا فإن أي نتيجة أخرى بخلاف الفوز، والفوز المقنع أيضا، ستزيد الأمور احتقانا وقد تتسبب في كارثة جماهيرية في برازيليا.
ولا يخفي عن سكولاري المدير الفني ولاعبيه ذلك التصور حال الإخفاق الجديد في تحقيق الفوز.
- إجهاد هولندا
لعبت هولندا 3 مباريات قوية ومجهدة للغاية بالأدوار النهائية للبطولة، بدءً من الفوز الصعب على المكسيك في الدقائق الأخيرة للشوط الثاني في دور الـ 16، ثم التغلب على كوستاريكا في دور الثمانية بركلات الترجيح، بعد أن استنفذ الهولنديون طاقاتهم الهجومية بحثا عن هدف في الوقت الأصلي، وأخيرا الخسارة بركلات الترجيح بالدور نصف النهائي على يد الأرجنتين بعد ماراثون في الوقت الأصلي والإضافي لم يسفر عن شيء.. ولا يمكن التقليل من دور العامل البدني خاصة أن البرازيل في المقابل باتت الأمور بالنسبة لها محسومة في الشوط الاول من مباراة ألمانيا، وأصبح بذل الجهد دون طائل في ظل تفوق ألماني كاسح.
- راحة إضافية
لعبت البرازيل الثلاثاء أي قبل يوم من مباراة هولندا مع الأرجنتين الأمر الذي يعطي اللاعبين فترة راحة إضافية، قد يستفيد منها سكولاري في تجهيز لاعبيه، وإن كان التجهيز النفسي بالنسبة للمدرب البرازيلي في هذه الحالة أهم بكثير من التجهيز البدني، كما سيستعيد السيليساو جهود قلب دفاعه وقائده تياجو سيلفا الغائب عن المباراة الماضية للإيقاف.