الوصايا المَعْصيَّة ..
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
===============================
’’ محكمــــــــــــــــــة ’’ ..
ينطلق صداها داخل القاعة ، فيقف الكل احتراماً لقاضٍ عُلِّقَتْ به المصائر ، وتتوالى القضايا ليأخذ كل حكمه حسبما تُثبِت الأدلة ،
الجميع داخل القفص يرتقب مصيره ، قلق و فزع يحيط بالقاعة ، ماعدا هي ، تقف وسط كل هذا الارتقاب هادئة ، كأنها ليستْ
أحد أولئك الذين ينتظرون حُكماً !!..~
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
يأتي دورها لتُسْرَد قضيتها ، فينادي القاضي على الدفاع ، ليأتي صوتها هادئا: (لاأريد أحداً ليترافع عني ، أرغب اليوم بالكلام) ، يقف
محاميها حائراً ، ثم يتدارك الأمر ليبدأ مرافعته ، فتقاطعه: (أما سمعتُم ماقلت ؟! وجودكَ يُتِم متطلبات القانون ، لكني اليوم من سيتكلم) ،
تأخذ نفساً عميقاً كمن عاد لتوه من أرض بعيدة ، ثم تبدأ مرافعتها عن نفسها غير مبالية بأحد ..~
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
صبية تملؤها أحلام ، تستيقظ منها على صفعة بيت بارد ، لايحمل من كلمة "بيت" إلا جدران ، كل زاوية منه باردة ، وجدرانه تضيق
بساكنيها ، لاشيء فيه يحمل دفئاً ، بين زوجين لايحملان لبعضهما شيئاً إلا نظرة المجتمع ، وهي من تدفع ثمن كراهية مُتبادلة ،
فما إن يغضب أحدهما من الآخر حتى يصب غضبه على صغيرة تُذكره أنها تربطه بالآخر !! ..~
فتاة تعلمتْ من صغرها من كل القسوة كيف تصير أقوى ، وكيف تُبْقِي أحلامها تنبض ..~
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
كبرَت صغيرتنا وصارت جميلة يافعة ، جميلة كوردة لم تتفتح بعد ، تحمل أحلاماً كبيرات وتنتظر يوم تتفتح لترى عيني الشمس ،
جميلة مازال قلبها صغيراً ، ومازالتْ بنظر القانون قاصراً ، لكن بنظر جدران بيتها حان وقت تزويجها !! ..~
يرفض القانون تزويجها بهذا السن ، وترفض جدران بيتها بقاءها ، فيتوصل أبواها أن يزوجاها إشهارا غير مباليين بورقة تضمن أقلاً حقها ،
وتنتقل وردة قُطِفَتْ قبل أوانها لبيت آخر ، آملة أن تجد فيه شيئاً من كلمة "بيت" عدا برود الجدران ، لكن ذكراً يتزوج قاصراً
أسيهتم بكونه زوجاً جيداً ؟! ..~
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
جحيم جديد تسكنه ، ذكر يعاملها كأحد ممتلكاته ، ولاأهل يهتمون حقاً لمصيرها ، فقط يخبرونها أن تبقى معه حتى تُتِم السن القانونية
ويعقد عليها رسمياً ثم لعل تغييراً يُحدَث !! انتقلت من جدران تضيق بها ، لجدران أخرى تضيق بها ، برعاية رجل لا ولن يحترمها ،
وسيلته الوحيدة للكلام عضلاته والإهانة ، حتى أتَتْ تلكـ الليلة التي لاشيء بعدها سيعود لسابقه ..~
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
يُمارِس ذكوريته المريضة كما اعتاد ، ويبدأ بضربها ، فتقرر أنها ستدافع عن نفسها ، لكنها لاتعرف أي شيء تفعل فترادده بالكلام ،
ليُثار جنونه بشكل إضافي ويمسك سكينا ، خافَتْ على نفسها فدفَعته ، فانغرس سكينه قاتلاً إياه بِشَرّهـ ، واقتيدَت للمحكمة بتهمة قتل لامفَر منها ..~
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
أنهَتْ قصتها ثم ارتفعَتْ نبرتُها:
تُطالبون بالقصاص من الزوجة الشيطانة التي قتلتْ زوجها!! وتُدلون بما استطعتُم من افتراء ، غير عابئين ولاعالمين بشيء ،
أنا المجني عليها وأنا من تسمع إساءاتكم !! عجباً . تدّعون الفضيلة والدين ، وتأخذون من الدين مايوافق هواكم !! أوَليس من الدين الإحسان ؟!
أوليس من الدين في ذكورية مجتمعنا قوله عليه الصلاة والسلام في وصيته الخاتمة :"الصلاة وماملكَتْ أيمانكم" ؟!
أوصى من علَّمنا الدين قبل مماته بالنساء مع وصيته بالصلاة ، أما يعني ذاك لكم شيئاً ؟! ، جعل الله الولاية لتكون سنَداً لا لتكسر ،
فمن لم يكن أهلاً لها لاولاية له ، وأنا ماوجَدتُ من الولاية إلا كسْراً ، وجُعِل خروجي عليها منكم عقوقاً ، وماوجَدتُ من زواج جعله الله
مودة ورحمة إلا ظُلماً وكسراً ، وجُعِل دفاعي عن نفسي منكم جُرْماً !! حسبي الله هو يكفيني ، هو العدل المُطلع الجبَّار ، لاتعنيني أحكامكم
شيئاً ولستُ أخشاها ، فالله هو الأعلم والأعدل والقادر على جبري ، أما أنتم فلا تُلصقوا أنفسكم بالدين ، ولاتُطالبوا بقصاصي احتجاجاً
بالدين ، اعترفوا أن الدين عندكم هواكم ، واعترفوا أنكم ماجعلتم من وصايا الدين إلا وصايا معصية ..~
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
أنهَتْ مرافعتها ثم جلَسَتْ في هدوء ، تاركة لهم عبء التفكير فيمَ سيكون ..~
♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂♀♂
تمت بحمد الله ..~
دمتم بخير .. ~