عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-06-2014, 11:14 AM   #1

شاعرقلوب
 

 رقم العضوية : 83876
 تاريخ التسجيل : Apr 2012
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 19
 النقاط : شاعرقلوب will become famous soon enoughشاعرقلوب will become famous soon enough
 درجة التقييم : 104
 قوة التقييم : 0

شاعرقلوب غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
Thumbs up وشاح العز ياغزه وشاحي

"

ليست غزة في حاجةِ أن أكتب عنها ، بل أنا محتاج أن أكتب عن غزة ، هي تكتب بلغات شتى تفهمها كل قلوب العالم ، تَسْطُرُ قصتَها فوق الأرض بأقلامٍ من أوردة وشرايين وحبرِ نجيع ، فالحبرُ الداكنُ من أشلاءِ الأطفالِ وأعضاءِ الجرحى حين تَدَفَّق يكتبُ أسفاراً، هل بقي فؤادٌ في العالم لم يقرأ ما كتبت غزة؟
أو بقي فؤادٌ في العالم لم يسمع ما قالت غزة؟
ما كتبت غزَّةُ أوفى مِن كل تقارير الأخبار و أبلغُ من كل الأشعار ، وما قالت غزةُ تسمعه حتى الأشجار وحتى الإحجار ، لكنَّ قلوباً أقسى من كل الأحجار وأبْلَدُ من كلِّ الأشجار لم تسمعْ ما قالت غزة ، أو تقرأْ ما كتبت غزة .
قالت غزة : فليخرجْ كلُ غريب، فأنا لا أبتلع دماء الأغراب لأني لا أشْرَبُ نجَسَا ، وأنا لا أحوي أجداث الأغراب لأني لا أحمِلُ خَبَثَا ، وقريباً جِدُّ قريبٍ ستروني أُطْعِمُ كلَّ غُرَابٍ في العالم من لحم الأغراب ، وسألفظ ما أُودِعَ قَسْراً في جسدي من جِيَفِ الغُرَبَاء لتأكله الغربان ، لن يبقى أحدٌ منهم في سهلي أو في جَبَلِي حياً أو ميتاً.
قالت غزة: لا أحتاج إلى مدحٍ وثناء أو أشعار رثاء ، إنِّي لا أحتاجُ عزاء الجبناء ، إنِّي أحتاجُ وأحتاجُ وأحتاج إلى صبر الأبناء ، لا تنظر يا ولدي نحو الشرق ولا نحو الغرب ولا في شتى الأنحاء ، لا تتحدث يا ولدي مع أيٍ من رهط السُّفَرَاء ولا من سموا أنفسهم بالخبراء أو الحُكَماء ، حسبك أن تنظر في الأرض قليلاً ، وكثيراً صعِّد بصرك في الأجواء، يا ولدي فالنصر القادم نصر سماء .
قالت غزة : قالوا عنَّي بمقاييس العقل البارد جدُ ضعيفة ، حقاً قالوا ، فأنا وركاءٌ ونحيفة ، لكنِّي في الليل الحالك أبدو جدَّ مُخِيفة ، كم قابلني في الظلماء رِجَالٌ بل أشباه رجال ، زعموا يَرِدُون الأهوالَ فَوَلَّوا عني كالأطفال .
قد أبْدُوا شوكة عُلَّيق ، تُخطِؤها العينُ ولكن لا تُخْطِؤ وخز الباغين ، أو أبدو حَسَكَ دنيسٍ(1) تنغرس بأقصى الحلق على مائدة الدنسين.
أو أَبْدُوا دَبَُوْسَاً أو أبدُوا إبرة لكني لن أبدو خيطاً أو حبل رماد .
قالت غزة : فليعلم كلُ قويٍ ما غضبُ الضعفاء.
غضبُ الضعفاءِ إذا غضبوا يحتكر الأجواء ، غضبُ الضعفاءِ إذا غضبوا تهتز الأنحاء ،

أم نتكلم عن شلالات الدماء، ومجازر الأشلاء،لأطفال في عمر الزهور يمزقون، أو يئنون ويتوجعون؟
أم نصور مرارات الأمهات، وقد تعالت صيحاتهم، واصفرت وجوههم، وطالت همومهم حتى طار الرقاد من جفونهم؟
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
هذه هي يهود، هذه طبيعتهم، هذه نفسيتهم التي طالما خدرنا بسلام وتعايش سلمي معهم هذه حقيقتهم كما صورها القرآن الكريم.
ماذا ننتظر من قوم قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة؟
ماذا ننتظر من قوم ملطخة أياديهم بدماء الرسل والأنبياء، فكيف بالعزل الأبرياء؟
ألم يقل الله عنهم: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون * وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون} [البقرة: 87، 88]، ألم يقل الله عنهم: {قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين} [البقرة: 91]؟

ماذا ننتظر من قوم فقدوا الأدب مع الله، فقالوا لموسى عليه السلام: {أرنا الله جهرة} [النساء: 153]، وقالوا: {إن الله فقير ونحن أغنياء} [آل عمران: 181]، وقالوا: {يد الله مغلولة} [المائدة: 64]؟
هذه الأمة المرذولة الملعونة تتعطش للدماء والحروب {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين} [المائدة: 64].
هؤلاء تربي فيهم عقيدتهم الأنانية واحتقار البشر، فهم في نظرهم شعب الله المختار، وهم أبناؤ الله وأحباؤه.
ثم لا تسل عن أي نوع من البشر تصنعه تلك النفسية المتغطرسة والمجرمة، هل تظن بعد ذلك أن يكون عندهم احترام لمخلوق، أو تقدير لإنسان: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} [المائدة: 82].
إننا يجب أن نستيقن عباد الله أن يهود الأمس هم يهود اليوم، وهم يهود الغد، اختلفت قوالبهم، واتحدت قلوبهم، فجرائم يهود الآن التي نراها هي ذاتها الجرائم التى قامت بها عصابات يهود عند تأسيس دولة إسرائيل.
ومجازرهم البشعة اليوم هي امتداد لمجزرة دير ياسين والمجازر بعدها، وقادتهم المجرمين اليوم ليسوا إلا أبناء لآبائهم المحتلين المغتصبين،، إن هذا كله ليؤكد لنا أن ما تفعله دولة يهود وبحبل من النصارى إنما هو حلقة من سلسلة العداء التي كانت ولا زالت على دين محمد صلى الله وسلم وأتباعه في أرض الإسراء.
وسيبقى عداؤهم لنا متجددا وماثلا ما دام فيهم عرق ينبض، أو قلب يخفق.
عباد الله:
ويبقى السؤال الأهم: لما أمطرت يهود صواريخها، وأنزلت عناقيد غضبها على غزه الأبية؟
لماذا غزة قدرها الحصار والتجويع، والحرب والترويع؟
لأن غزة الآن هي التي تحتضن بين جنبيها أبطال فلسطين، الذين أعلنوا مبدأ المقاومة والجهاد أما الإملاءات اليهودية.
لأن أبطال غزة هم الذين قالوا مرحبا بالمنايا، في سبيل كرامة الأمة وعزتها، وحفظ مقدساتها.

لأن رجال غزة رفضوا منطق الاستسلام باسم السلام، أمام من لا يؤمن بعهد ولا ميثاق.
رفضوا حياة الذل والترقيع والهوان، ولسان حالهم:
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فأسقى بالعز كأس الحنظل
لأنهم الأبطال الذين قالوا للأمة بعز وشموخ:
لا تبكوا على الشهيد فعندنا مولود جديد
يذكر بني صهيون بسعد وابن الوليد
فتحية إجلال إلى أولئك الرجال الذين صدقوا ما عهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا.
والله سيشهد التاريخ أن الصابرين الصامدين هناك وقفوا أمام غطرسة يهود بسلاح الإيمان.
سيشهد التاريخ أن رجال غزة قدموا أطفالهم قربانا لقضية فلسطين.
سيشهد التاريخ أن أبناء ياسين وأحفاد عز الدين القسام ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين.
يا أبطال غزة:
علمونا بعض ما عندكم، فنحن نسينا!! علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا!! يا رجال غزة لا تبالوا بإعلامنا ولا تسمعونا، فلقد صغرنا أمامكم ألف قرن!! وكبرتم خلال شهر قرونا.
هذه هي غزة الأبية، وهذا خبرها، فما خبر أمتنا؟
ما خبر ألف مليون، وقد دعتهم الجراح، ونادتهم المأساة؟!
يا أهل غزة:
لا عذر فنعتذر، وما لنا عن سهام العار مستتر..
عذرا آل غزة؛ فقد أقعدنا الهوان، وأعجزتنا الحيلة عن نصرتكم وإغاثتكم.
عذرا غزة الشريفة؛ فقد طفئت غيرتنا، وبردت نخوتنا، فتخلينا عن قضيتك لتستفرد بك أيادي الإجرام والإرهاب.
عذرا غزة؛ فما في الأمة معتصم، ولا نور الدين، أو صلاح..
عذرا، عذرا؛ فغابة شجاعتنا ونجدتنا أن نطالب بفتح المعابر لنكون لكم هلالا أحمرا.
عذرا، عذرا؛ فقد لجمت أفواه رجالاتنا أن تطلقها صيحة للجهاد والوقوف معكم، وأضحى الحديث عن المقاومة في زمن التعايش السلمي الأعور جريمة لا تغتفر.
عذرا موطن غزة؛ ففينا من الحزن والغم لجرحكم ما لا نبثه ونشكوه إلا إلى الله.
فصبرا يا أهل الرباط، صبرا يا من قطعتم أطماع اليهود عن جسد أمتنا.
صبرا فإن موعدكم النصر أو الجنة، بشراكم يا شامة الأمة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك))، قيل: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ((ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس)) رواه الإمام أحمد وغيره.
إخوة الإيمان:
أن تعربد يهود على أرضنا وأشلاءنا؛ فهذا ليس بمستغرب، بل المتوقع والمنتظر منهم مثل هذا أو أكثر، ولكن العجب الذي لا ينقضي أن نسمع ونرى أصواتا وأقلاما ليست بخافته تصور أن ما جرى هو بسبب المقاومة التي لا تقدر مآلات موقفها.
وكأن يهود حمل وديع، كأنهم لم يكونوا محتلين لمقدساتنا!!
عار والله؛ أن نرى شعبا يعيش حياة القهر والظلم والضيم ستين سنة، ثم يخنق ويجوع ويحرم من كل شيء إلا من الهواء، ثم يأتي من يأتي ليلوم المظلوم،ويسكت عن الجلاد والظالم.
إننا والله لا نجد مثلا لهؤلاء الأعزة الشرفاء وهؤلاء اللائمين القاعدين إلا كما قال الله تعالى: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين * ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} [آل عمران/168، 169].
هل هؤلاء بحاجة أن يعلموا أن فلسطين محتلة ومغتصبة، وأن حق مقاومة الشعوب تقره كل قوانين الأرض؟
هل هؤلاء بحاجة أن يدرسوا بأن صراعنا مع يهود صراع عقائدي ديني لا يرجى سلمه؟
كل العداوة تجرى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين
هل هؤلاء بحاجة إلى أن يذكروا بأن سنة الله في أرضه أن يبتلي هذه الأمة ليتخذ منها شهداء، ويمحص أهل الإيمان منها، وليعلم الذين نافقوا فيها؟
هل نسي هؤلاء أو تناسوا أن يهود لم تحترم التهدئة التي تمت بشروط، والتي من بينها: وقف الاغتيالات، وفتح المعابر، فأي الفريقين أحق باللوم إن كنتم صادقين!!!.
ثم ما الفرق بين منطق هؤلاء اللائمين وتبرير يهود عن حربهم بأنها دفاع عن أنفسهم، وأنهم ما حركوا حملتهم المسعورة إلا لأنهم استفزوا.
ثم هل هذا وقت لوم وملاومة، والعدو قد كشر وأزبد، وأحرق وأرعد.
عباد الله:
إن العقل والمنطق ليؤكد على كل غيور على دينه وأمته أن يترك لغة اللوم والعتب، فقضيتنا أكبر من أن نتراشق بالألفاظ، ونصفي الحسابات.
فالكل في خندق واحد، وصراع يهود، صراع مع كل من يحمل هوية الإسلام، ولن يرضوا عنا حتى نتخلى عن مبادئنا وعقيدتنا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} [آل عمران: 186].











التعديل الأخير تم بواسطة توحد ارواح ; 08-06-2014 الساعة 04:14 PM
  رد مع اقتباس