[۹. ٤.] "استراتيجية أمريكا الأمْنية الجديدة للجنرال بيترايوس للتعاطي مع زخم الإسلام السياسي واستبدال طرق المواجهة. قامت الحكومة الأمريكية بعدة تغييرات علىٰ صعيد الوزارات الأمنية، وهذا يُستدل منه عزم الإدارة الأمريكية باعتماد استراتيجيات بيترايوس التي شكلها من واقع خبرته في مواجهة التيارات الإسلامية المختلفة، ووضعها كعنوان رئيسي للولايات المتحدة في التعامل مع التيارات الإسلامية فيما بعد ثورات الربيع العربي التي ستفرزُ بلا شك ظهور إسلام سياسي كبديلٍ للأنظمة السابقة . بدايةً: إن هذه التغييرات تتمحور حول الاستراتيجية الجديدة في مكافحة التمرد (Counter Insurgency) أو (COIN) اختصاراً، وهي الاستراتيجية التي وضعها الأمريكان لمقاومة المد الإسلامي في العالم بدلاً من المواجهات العسكرية المباشرة وضرورة الخروج من عَقلية القوة المفرطة والحرب التقليدية التي كانوا يحلّون بها جميع المشاكل التي يواجهونها إلىٰ عقلية جديدة تضع استراتيجية متعددة المحاور والجوانب، وتطبيقاتها هي ما يُسمى حرب العقول والقلوب. [۹. ٤. ١.] "تضمنت هذه الاستراتيجية اعتراف الأمريكان عدم قدرتهم علىٰ هزيمة التيار الإسلامي الحقيقي هزيمة نهائية وأن هذه الحرب تحتاج إلىٰ أجيالٍ وأنها قد تستمر خمسين سنة أخرىٰ. [۹. ٤. ٢.] " لضمان نجاح ما سَبق يجب أولاً انتزاع زِمام المُبادرة من أتباع المشروع الإسلامي وإشغالهم بأنفسهم، وتحويلهم من موضع الهجوم إلىٰ موضع الدفاع وهي ما اصطلحوا عليه بـ "تغيير اتجاه المد" (turning the tide). أي أن زمام المبادرة تنتزع من الإسلاميين وتدفعهم إلىٰ حالة الدفاع المستمر؛ لتحقيق نجاح هذه الاستراتيجية يجب العمل علىٰ مُختلف الجوانب والصعد الإعلامية والمعلوماتية.
|