[العاشق الذى لم يتب]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لاشك أن افشاء الأسرار هو جريمة كبرى وكل فاعله مجرم وآثم بل وقاتل نعم قاتل هناك من الأسرار إذا أعلنت تسببت فى القتل أليس كذلك؟ هناك بعض العلاقات الانسانية والتى لابد منها فى الحياة الدنيا ولأن الله خلق العباد أمة واحدة وجعل المنافع وحاتجيات الحياة مشتركة بين الجميع قال نبينامحمد عليه الصلاة والسلام الناس للناس والكل لله إذن كل منّا له علاقته مع الآخرين والعلاقات تختلف وتتنوع وبين تنوعها واختلافها تكون درجة العلاقة وترابطها وقوتها وأشد العلاقات بين الناس هى العلاقة الزوجية جعلها الله مقدسة ولهاحرمتها ومكانتها العالية ولابد من تلك العلاقة الزوجية من أحداث وأحداث وبين الزوجين أسراروأسرار فمن أشد الجرم أن يقوم أحد الطرفين فى افشاء سرالآخر قد تكون هذه الأسرار سيئة أو حسنة فلايجوز البتة أحد الزوجين أن يفشى سر زوجه وإن افترقا وعند الفراق أمرنا الله أن نفارق بالمعروف حيث يقول جلاوعلا (وعاشرهن بالمعروف وفارقهن بالمعروف) فليتذكركل منهماماكان بينهما من معروف وطيب صحبة وليعلم أنه إذا ماأفشى سرمن كان بالأمس شريكه أن الله سيخرله من يفشى سره ولوبعد حين فماأجمل أن يكون الكل مؤتمن فإن مفشى السر كان من المنافقين وهم سكان الدرك الأسفل من الناروالعياذ بالله حيث يقول نبينا عليه السلام فى حديثه الشريف آية المنافق ثلاث وذكرمنها إذا أؤتمن خان أى الذى أذاع له سره فقد أتمنه وهو لم يفى بالأمانة ويقول حبيبنامحمد أيضا عليه الصلاة والسلام (( إن من أشر الناس يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم قال الصنعاني : أي تفشي سره.) ومن أسباب افشاءالأسرار عدم قدرة أحدهما على الصبر لما يعانيه من مشكلات وأزمات في أسرته مما يدفعه إلى إفشائها إما بحثاً عن علاج وإما تخفيفاً من ألم الكتمان ومنها قلة العقل والدين فالعقل السليم يمنع الإنسان من التحدث بأي حديث قد يجلب له ضرراً أو يدفع عنه خيراً والدين يردعهما عن كل قول وفعل لا يرضاه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم ولايجوز للزوجين افشاء أسرارهم البتة فإن كانت إجابية علم الناس بها فحسدوه وحدوا عليه ولحقه الضررجراء ذلك وإن كانت سيئة فأيضا لحقه الأذى من ذلك حيث علمت الناس مابه من عورات وسيئات وعيوب ولربمافيه خلصة غير حميدة والناس لاتعرفها وربه خالقه ساتر عليه إذ بشريكه وهو أقرب الناس إليه يفضحه وينشر سره فكم هى عظيمة جريمة افشاءالاسرار بين الناس بصفة عامة وبين الزوجين بصفة خاصة ومن الأفضل أن لايفشى أحدا سره وقد وصف الحكماء من يفشى أسراره بأنه ضيق الصدر قال الشاعر: إذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق كما وصفوه بالغافل عن حذر العقلاء ويقظة الأذكياء قال حكيم: انفرد بسرك ولا تودعه حازماً فيزل ولا جاهلاً فيخون. ولأن الرجال يفضلون المرأة الكتوم التى لاتفشى سرا أو تنقل كلاما قال جرير يرثى زوجته فى عفافها ومحافظتها على أسرار بيتها: كانت إذا هجر الحليل فراشها خزن الحديث وعفت الأسرار وأخيرا : إن على الزوجين التواصي دائما بما فيه صال حياتهما الزوجية ومن ذلك التواصي بحفظ أسرارهما العائلية وعدم نقلها خارج عش الزوجية لأن حفظ أسرار البيت من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية واستمرارها. فأفشاء الأسرار في العلاقة الزوجية يهدد كيان الأسرة ويفتك بها, وحفظ الأسرار يساهم في استقرارالأسرة وسعادتها, فهذه رسالة موجهة الى كل زوجين مخلصين وإن قدرلهما الانفصال وجب عليهما أن يظلا حافظين العهد كاتمين أسرارهما حتى يكو ربهما عنهما راضٍ وكذا وجب على كل مسلم كان بينه وبين أحد سر فعليه أن يحفظه ولاينشره ويذيعه فبذلك الصنيع يكون فيه خلصة من النفاق ويبغضه الله والخلق أجمعين دنيا وآخرة وأول من يفشى سره هو ذاك الذى أخبره سر الغائب لأنه كان حتما ولابد أن يكون الجزاء من جنس العمل تعالوا أحبتى فى الله نكن حافظين لأسرارنا ومحافظين على علاقتنا وماكان فيها من ود ومحبة وعشرة ولنفارق بالحسنى حتى يكتب الله لناالحسنى تعالوا نترافع ونسمو بأخلاقنا وديننا ونكن مطيعين لأوامررب العالمين وفقنى الله وإياكم لمايحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله أخوكم رفعت