[الأميرة رودي]

(6 ) خيوط المؤامرة يقف محمد وقد تعلقت في ذراعه عروسته الجميلة وفي مشهد مُهيب يَسُر الخاطر والفرحة تعم الجميع دخلا العروسان الى قاعة الفرح وبدأ الحفل الساهر عانقت الأم محمد بشدة فهذا اليوم تنتظره من سنين وهي تردد الف مبروك يا ابني أخيراً ربنا حقق حلمي وشفتك عريس وعانقت العروس بشده والفرحة تغمرها وهي تردد الحمد لله فالعروس هي ابنه اخيها الأكبر فكانت الفرحة فرحتين بداية اخذ العريس عروسه في حضنه افتتح الحفل برقصة رومانسية وهي تقف بين زراعيه وتضع رأسها على كتفه وتتمايل بخفه وهمساتهم تبعث النشوة لكل من يراهم على نغمات " ضميني وانسي الدنيا " فمن نسي الدنيا هو محمد فأخذه هذا المشهد لعالم رومانسي حالم كان من نسج خياله يحيا فيه هو وعروسه فقط تتوالى الرقصات والضحكات والهمسات ويمر الحفل بسلام انتهى الحفل واخذ محمد عروسه الجميل الى الفندق فهناك حجز لهما وكـ بداية لحياة جديدة مميزة لابد ان يكون المكان ايضاً مميز جلس العروسان بعد تبديل ملابسهما في شرفة الفندق حيث المناظر الساحرة والهدوء الجميل والجو الشاعري الرومانسي وتحدثا عن احلامهما وطموحاتهما في الحياة وكيف سيكون مستقبلهم معاً تعانقا وتعاهدا على الحب والوفاء بعد مرور بضع ساعات يخرج محمد من غرفته سريعاً وعروسه تحاول منعه بلا جدوى تنهار طالبة الرحمه يصر محمد على موقفه ويغادر الغرفة سريعاً بعد ان تتوالى عدة صفعات مدوية على وجنتيها محمد يغادر الفندق ولا يدري الى اين يذهب واين ستكون وجهته فهو يحتاج خلوة فكرية بمكان هاديء يركب محمد تاكسي ويطلب من السائق ان يأخذه الى مكان بعيد على النيل ينطلق السائق الى المكان الذي يريده محمد يجلس محمد وحده ينظر الى النيل بهدوئه وينظر الى الليل بسواده الحالك ينظر الى كل ما حوله يستطلع كل شيء معتقداً انه بـ كابوس مزعج يريد ان يستيقظ منه ولكن هيهات فبركانه الثائر بداخله وغضبه العارم يخبره بأنه يحيا بالواقع يشعل محمد سيجارة ويحرقها بشدة كـ داخله الذي يحترق بشده يستعيد محمد فتات عقله ويحاول استعادة ما حدث بمقتطفات من الأحداث السابقة ولحظة رجوع للماضي القريب ويتخيل المشهد ويقوم بربط الأحداث ويبدأ في جذب اول خيوط المؤامرة عندما تردد خاله الوحيد على بيتهم فجأة بعد مقاطعة دامت سنين فقد أخذ ميراث اخته وحرمها من ميراثها الشرعي تذكر حال امه الذي تبدل نحو اخيها فـ بعد ما كانت لا تريد ان تسمع اسمه اصبح الآن هو جليسها وأنيسها تذكر عندما كانوا يجلسون بالساعات الطويلة يتهامسون وعندما كان يقترب يتبدل الكلام وتختلف نبرات اصواتهم ويشعرون بالأرتباك يتسأل محمد في ذاته أيعقل ان تكون امي على على بهذا الفخ يطرد هذة الافكار التي تلاحقه وتخبره ان ظنه في محله فقد تم الاتفاق فيما بينهم ومات ضمير الأم وباعت مصلحة ابنها الوحيد بـ المال بعد ان ارتضت ان يكون ابنها كبش الفداء لجريمة غيره وان يضع شرفه وكرامته واسمه بين يدي من لا تستحق فقد سبق ان اعطت ما يملكه هو كزوج الى غيره وارادوا منه ان يتستر على فعلها الشنيع فتآمر عليه الجميع وهم الاقربون وهنا ادرك محمد حقيقة الأمر واستطاع أن يجمع خيوط المؤامرة اخذ نفساً عميقاً متنهداً وتوقفت دموعه عن التساقط عندما قرر من اين يبدأ انتقامه و كيف يسترد كرامته تمت