[توحد ارواح]

بسم الله الرحمن الرحيم


النفاق من الأمراض التي أُبتلي المجتمع المسلم به سواءً أفراد أو جهات. والنفاق هو إظهار خلاف الحقيقة كإظهار الإسلام وإبطان الكفر أو إظهار الإصلاح وإبطان الفساد ، وقد يتوصل به إلى أمور تعود بالضرر على غيره. والنفاق ضرره عظيم لذلك جعل الله المنافقين في أسفل النار كما قال سبحانه : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً ).
ولابد للمسلم أن يدرك حقيقة النفاق وخطر المنافقين وكون النفاق ناقضا ومنقصا للإيمان.

١) النفاق لغة : مأخوذ من الفعل نافق ، وقيل من النفق، وهو السرداب الذي يُستتر فيه.

وشرعاً : معناه إظهار الإسلام وإبطال الكفر والشر. سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب، ويخرج منه من باب آخر.

٢) النفاق على قسمين :

النوع الأول : النفاق الأكبر وهو النفاق الاعتقادي وهو الذي يظهر فيه صاحبه الإسلام على اللسان والجوارح ويبطن الكفر في القلب ، وهذا النوع مخرج من الدين ، وموجب للخلود في الدرك الأسفل من النار تحت سائر الكفار، كما قال تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا}.

٣) النفاق الأكبر ستة أنواع :

- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.

- تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.

٤)

- بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

- المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

- الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

٦) النوع الثاني:

النفاق الأصغر ويسمى النفاق العملي : هو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب، وهذا لا يخرج من الملة، لكنه وسيلة إلى ذلك، وصاحبه يكون فيه إيمان ونفاق، وإذا كثر صار بسببه منافقا خالصا.

٦) والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن؛ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) متفق عليه. وفي رواية: (وإذا وعد أخلف).

٧) من الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر:

- النفاق الأكبر يخرج من الملة، والنفاق الأصغر لا يخرج من الملة.

- النفاق الأكبر اختلاف السر و العلانية في الاعتقاد، والنفاق الأصغر اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد.

- النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن، وأما النفاق الأصغر قد يصدر من مؤمن.

- النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه، و لو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم، بخلاف النفاق الأصغر فإن صاحبه قد يتوب إلى الله فيتوب عليه.

- النفاق الأكبر يكون في القلب، والنفاق الأصغر يكون في العمل.