عاق لأمه
أيقظته مبكرا بصوت يكاد أن يسمع خافت يسبقه آهات التوجع والألم
وقد جلست بحافة سريره واضعة يدها الحنون على جبينه بنى
أستيققظ أكرمك الله أحضرلى دواء الضغط والسكرأشعر بدوخة
شديدة وضيق فى نفسى وقدنفذ الدواءمن امس نظرإليها بسخرية
وتهكم حرام عليك دعينى أكمل نومى تعبان ومرهق من العمل
وآتية مبكرة كى أحضرلك الدواء ماهذا التهريج وقلة الذوق
أغربى عن وجهى الآن عادت من حيث ماأتت بغرفة فى الطابق
الأسفل وعلى فراشها ألقت بجسدها المتهالك الضعيف النحيف
الذى أنهكه المرض والحزن من صنيع فلذة كبدها الوحيد وجفاءه
لها وقالت لك أسلمت أمرى يارباه وشكوت لك.. سمعت زوجته
صوته وهو ينهر أمه وأخذت ضحكاتهاتعلو المكان ثم قالت له
أحسنت صنعا ماتلك العجوز الخرفة ورائحتها النتنة من اليوم أستأجر
لى مسكن غيرهذا المكان الذى فيه أمك وأتركه لها حتى لا أرى
وجهها القبيح وعلى الفور لى نداء زوجته وصنع لهاماطلبته وأخذ
مسكنٍ بعيد وترك أمه على فراش المرض ولم يعد إليها وهاهى
تلفظ أنفاسها الأخيرة قائلة اللهم أذقه من كأسى وكانت ختام
كلماتها قبل نطق الشهادتين وتفارق الحياة وتظل جثتها ملقاة
على فراشها حتى أنتشرت رائحة نتانة الأموات ويشتمها الجيران
ليواروا جثمانها تحت الثرى وماكان الله لدعوة أم مكلومة مريضة
غيرمجيب وتمضى ايام قلائل وإذ به يمرض بمرض خبيث وتتركه
زوجته باحثة عن عشيق لهاغيره وتنعم معه فى الحرام وتقيم
مسكنه وذاك الأبن العاق يشتد مرضه ومعاناته ولم يستطع الخروج
من مسكنه ولم يدرِ به أحدا حتى فارق الحياة دون أن يراه أحد
وكما ماتت أمه وحيدة على فراشها وأنتشرت رائحتها وجاءوا الجيران
ليحملوها ويشيعوها إلى مسواها الأخير كان هو مثل ذلك وجاءه
الجيران وقد علم أحدهم بمافعله مع أمه وماكان من عق لها وهو
يحمله قال له لقد وصلنى قول أمك قبل موتها وهى تقول
اللهم اسقه من نفس كأسى وسبحان الذى يجيب دعوة ا
لمظلوم ويقتص من الظالم
|