نعم أشتاقك حبيبتى
أما والله الساعة فى بعداك سنين
والدقيقة كأنها دهر حزين
حزين منى قلبى وباكية الشرايين
تصلبت أوردتى وجف فيها الأكسجين
صرخ المخيخ وقال عطبت لدىّ
الذاكرة ولم تعد صالحة ولم تكن من المفكرين
ومركز العمليات انقطعت عنه المغذيات الفاعلين
واحتياطى نبضاته لديه غدت من الفارغين
كل شيئ فيه يعلوه الغبار وبقايا الهالكين
كيف يكون حال قلبى وقد أعيته نداءات الحنين
وأحاطته مشتعلة نيران الأنين
والجسد عليل هزيل أصيب بداء حمى المفارقين
سهر وسهد وزهد ومنع الطعام جبرا وماء الساقين
جفن تأكله ذبابة السهر اللعين
حارقات جوانبه دمعاتٍ دائما نازلين
ومأتمٍ منصوب ليلا ونهارا
فيه رثاء وبكاء النادبين
بالوجدان جلسات أعضائى شاكين متعجبين
بعضهم لائم والآخر متحسرين
والكيان متفكك هالك لا يعرف له عناوين
أنا نادم
أنا شاكى حظى التعيس الحزين
ليتنى لم أكن يوما من العاشقين
وليت قلبى لم يهفو يوما للحب
ولم يتذوق كئوس الغارمين
كيف أقوى رباه على بعد الحبيب
يهجرنى متنعما بنومٍ وهو من اللاهين
وأنا فى دياره محلقا أغصانه أبحث
رحيق قربه ولبابه من الطارقين
طال بعاده وهجره جعلنى من المفقودين
أيا قومى هل منكم أحدا يواسينى
أو يخبرنى كيف السبيل
وكيف أصبح من الناجين؟؟
|