ماذا تريد من الحياة السلام عليكم
( ماذا أريد من الحياة )
بالفعل , ماذا أريد من الحياة , هل سبق أن سألت نفسك ؟
…………………………
كنا أطفالا أقصى ما نتمناه أن نشتري مثل فلان وفلان , أن نلعب , أن نملأ ثيابنا بالطين ثم نعود لنوبّخ من أهلينا , ثم نأكل وننام , في المدرسة لا نفكّر إلا في المتعة والشغب , وبعضنا من المجتهدين يبقى صامتا لا يتحرّك حتى لا يعاقب , إما خوفا أو أدبا تعلّمه من أهله
, ثم نكبر قليلا وكأننا نسير على طريق فنجد بعد فترة من المسير استراحة أخرى نتعلّم فيها كيف نراهق , كيف نلاحق الفتيات والصبية وكيف نعصي من هم أكبر منا سنا ,
يقول أصحابنا لنا ( صرتم رجالا فلماذا يتحكّمون بنكم وكأنكم أطفال ) ثم نكمل المسير فنصبح أشد مراهقة وارهاقا للآخرين , نسبب الإزعاج والمشاكل , لكن بعضا منا أيضا لا زال لديهم بعض الاحترام لأهليهم , وذلك بالتربية السابقة , وتمتلئ الوجوه بالبثور والحبوب وتكثر السهرات ونصبح كالأجهزة عديمة النفع
نكبر قليلا لنصبح أصحاب أعمال وتجارات ونتزوج وكذلك بعضنا ينحرف عن جادة الصواب ويمشي في طريق مليئ بالظلم والظلام , فنسرق ونكذب ونخرّب ونعتمد على الآخرين , أما الذين تابعوا سيرهم في طريق العمل والجد فهم الذين سنتكلّم عنهم لأنهم اجتهدوا بأجسادهم وعواطفهم وبقيت عقولهم نائمة , يتزوّجون وينجبون أولادا مثلهم ,
وتتوالى الأجيال التي نسمّيها ( أسوء الأجيال ) الذين وجدوا الأموال وانفلتت عليهم الدنيا كما ينفلت الكلب المسعور ليفتك بأسنانه الضحية , فيسرع نحوها , فتموت أسوء ميتة , ودعوني أعرض لكم بعض القصص لتفهموا المقصود :
كنت أرى حديث الرجال في السابق عن الأنساب والقصص السابقة والتجارب يتخللها بعض المزاح , لقد قلت لكم هذا في السابق , بينما كنت أسير رأيت رجالا قد خرجوا من المسجد وقد وقفوا واجتمعوا ليتحدّثوا , كنت أنظر إليهم عن بعد واقول في نفسي : يا ترى عن ماذا يتحدثون , اقتربت منهم لقد تفاجأت حين سمعتهم يتحدّثون عن أحد المولات التي افتتحت حديثا أنها توزّع الآيسكريم على من يدخلها , وكانوا الرجال الأفاضل يتحدثون عن هذا فقرر بعضهم أن يزور المول , ليس هناك ما يدعوا إلى حرام أو غيره لكن ماذا نرجوا من جيل كانت أحاديثه في المجالس كهذه الأحاديث ؟
……………………………………
لنبدأ حديثنا الجاد , لنبدأه بمحادثة قصيرة حدثت بين صديقين عزيزين :
خالد : ماذا تريد في المستقبل ؟
سعد : أريد أن أجمع الكثير من المال
خالد : لماذا تريد المال ؟
سعد : أريد أن اشتري فيه وأتاجر وأصبح من الأثرياء
خالد : ثم بعد ذلك ؟
سعد : بعد ذلك سأبني قصرا
خالد : ثم بعد ذلك
سعد : أرتاح فيه
خالد : وهل ستكون سعيدا ؟
سعد : لا أعلم لكن ربما سأكون سعيدا
خالد : كم تستغرق من الوقت لتحقيق هذا ؟
سعد : لا أعلم لكن على أقل تقدير عشر سنوات
خالد : ولنفرض أنك بعد هذا الثراء أصابتك مشكلة وخسرت ما تملك هل ستكون سعيدا
سعد : أنت ترهقني بأسئلتك ولماذا التشاؤم ونحن لا نعلم ما في المستقبل ..
خالد : أنت قلتها , لأنك لا تعلم ما في المستقبل ولأنه من الغيبيات أدعوك لتكون سعيدا في هذه اللحظة . ولا تنتظر عشر سنوات لتكون سعيدا ..
سعد : كيف سأكون سعيدا في هذه اللحظة ؟
خالد : (السعادة أن تشعر بالبساطة وأن تدخل السرور إلى قلوب الجميع حتى تشعر أنهم يحبونك و يحتاجون إليك)
|