 نبينا موسى عليه السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه وقفات ثلاث مع نبينا موسى عليه السلام
الوقفه الاولى : مع السامري
هو من قوم موسى فعندما ذهب موسى لميقات ربه اضل السامري قوم موسى
( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون )
فصنع العجل من الذهب وخلطة بالرمل الذي معه وجعل له خوار( صوت ) فيكون له صوت عند مرور الهواء بداخله
وقال السامري ان موسى ذهب الى لقاء ربه ونسي ان ربه عندنا
قال تعالى ( فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِي )
. قال تعالى ( قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ)
فعندما سال موسى السامري ماحملك على هذا
قال السامري: رأيت ما لم يروه - وهو جبريل عليه السلام - على فرس، وقت
خروجهم من البحر وغرق فرعون وجنوده، فأخذتُ بكفي ترابا من أثر حافر فرس
جبريل، فألقيته على الحليِّ الذي صنعت منه العجل
قال تعالى ( قال فما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي)
فتركه موسى وقال له اذهب فلا احد يكلمك بالدنيا
قال تعالى (قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس)
الوقفه الثانيه : مع البقره
كان في قوم موسى رجل غني وليس له اقرباء الا ابن عمه فطمع ابن عمه ان يرثه
فقتله لكي يرثه
وقد قيل : من تعجل بشيئ قبل اوانه عوقب بحرمانه
فاخذوا يبحثون عن القاتل ولم يجدوه فقالوا لنذهب الى موسى ويسال ربه من القاتل .
فلما اتوا اليه واخبروه قال سأفعل فسأل موسى ربه ان يخبرهم عن القاتل فامره
الله ان يأمر قومه ان يذبحو بقره
فتعجبوا وقالو نحن نسألك عن القاتل وانت تأمرنا ان نذبح بقره ؟؟
قال هذا ما امركم به الله فافعلو ماتؤمرون
قال تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
فاخذوا يضيقون على موسى ما البقره وما لونها والله يضيق عليهم
فبدأو يسألون عن عمرها
( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ )
ثم عن لونها
( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ )
ثم عن اوصافها
( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ )
فلما ذبحوا البقره امرهم الله ان يأخذوا قطعة من لحم البقره ويضربون به جسم الرجل الميت
فأحياه الله فسأله موسى من الذي قتلك فقال فلان ثم مات
وتأتي هذه الايه بعد تلك الايات مباشره
( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )
وقد يتبادر للذهن لماذا امرهم الله ان يذبحو بقره بالتحديد ولم يكن طيراً او كبشاً او غيره
لانه لازال في قلوب بني اسرائيل حب للبقر عندما عبدوا العجل وهو ابن البقر في الوقفة الاولى
فأراد الله ان يهين البقر بأعينهم
واللون الاصفر لان العجل من الذهب عندما صنعوه مع السامري
فلو ذبحوا اي بقره لقالوا ما عدا اللون الاصفر فأنه عزيز في قلوبنا
فسبحان من تكون له العبادة وحده
الوقفة الثالثه : مع الخظر
كان موسى عليه السلام يخطب في قومه فلما فرغ تبعه رجل من قومه فسأله
هل يوجد من هو اعلم منك
فقال موسى لا ولم ينسب الفضل لله
فعاتبه الله وقال بل يوجد من هو اعلم منك
فقال موسى ياربي دلني عليه
فامره الله ان يأخذ مكتل ويضع به حوت
والمكتل مصنوع من سعف النخل والحوت سمكة ميتة طبعا
وقال الله له عندما تفقد الحوت فسوف تجد الرجل عنده
وقد يتبادر للذهن كيف يفقد الحوت وهو ميت ويحمله معه ؟؟
ولكن هذه قدرة الله سبحانه
فامتثل موسى لامر ربه وأخذ معه فتى وهو يوشع ابن نون
فساله يوشع الى اين نسير
(وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا )
اي لا ازال امشي حتى اصل الى مجمع البحرين او امضي حقبا والحقب هي المدة الطويله وقيل الحقب ثمانون عام
فلما ان بلغ مجمع البحرين نام موسى قليلا
فأحيى الله الحوت وخرج من المكتل ودخل بالبحر
( فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا )
ولم يكن فيه تعجب لان الله لا يتعجب من امره سبحانه
وكان يوشع يراقبه فقال سوف اخبر موسى اذا قام من نومه
فنسي يوشع ان يخبر موسى فبعد مسافه طلب موسى الاكل فتذكر يوشع وابلغه بامر الحوت
( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا )
وهذا على لسان يوشع تعجب من امر الحوت كيف حيا ودخل البحر
( قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا )
اي هذا الذي نريده ونبغاه
فرجعا يقصان جرتهما وهي اثارهما حتى لايفقدون الطريق
فوجدا الخظر قريب من مجمع البحرين
اسأل الله لي ولكم التوفيق
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وَ زِدْنا علماً
|