[فداااااااااااء]

كلمات حكيم سمعها هذا الرجل عندما عجز عن تقبل امر ما ولكنه قرر ان يعمل بها ويرى بنفسه ماذا سوف يؤول ،

ذهب الى الجبال واعتلى قمتها بشق الانفس وحمل منها حجرا ،وآتى به الى بيته ، اخذ يحدث الحجر ،ثم يقربه على أذنيه ، مرة تلو المرة تلو مرة ،ثم يعطره ،وتارة يكسوه ويزينه وتارة يحمله على كتفيه مثل الطفل ، ويأخذه معه فى خروجه ، ومن حوله من اسرته يتعجبون لما يفعله ، حتى ظنوا أنه اصبح فاقدا للعقل واصابه الجنون ، حتى قدم اليه احدهم قائلا له بتعجب ،" لماذا تقدم على تلك التصرفات البلهاء ، التى لا توصف إلا بالجنون او بغباء،؟!!! صمت قليلا ، ثم تحدث هذا الرجل قائلا "لقد أخبرنى الحكيم إنى إذا استطعت أن اجعل الحجر ينبض حينها سأجد ما اريد وتسكن السكينة وجدانى وسيطيب جرحى وآلمى ويزال قلقى ، اخبرنى أن أصعد إلى الجبل وأخذ منه حجرا افعل أى شيء حتى أسمعه ينبض،فإذا نبض فهذا دليل نجاحى وان سأحصل على ما أسعى له، وها انا أحاول ولكن دون جدوى ، فالحجر اقدم له كل شيء وأفعل ما بإستطاعتى لكى ينبض ،ولكنى لا اسمع له نبضا" ذهل من كان حوله لما يقوله ويسرده ،فكيف للحجر أن ينبض وكيف لرجل يدعى انه حكيما أن يطلب منه ان يفعل أى شيء للحجر حتى ينبض؟! كان مفهوم الحكيم واضحا عندما قدم إليه ذلك الرجل يشكوه من قساوة مشاعر من ظنهم أحبابه ومن تلك الظروف التى اصطدمت به فجعلته يتعثر حتى انكب على وجهه وهو لا يعلم لما تقسو قلوبهم عليه فهو كان يقدم لهم الكثير ويعطيهم بمحبة ولكنهم اصبحو كالوحوش عند سقوطه صاروا ينهشوا فيه دون رحمة و لا يعلم متى سينبض قلبهم بالرفق بحاله ، علم الحكيم حقيقة تلك النفوس واخبره ان قلوبهم ستنبض له عندما ينبض الحجر فتسمع نبضه ولكن هذا الرجل ملَّ من كثرة ما يفعله لاجل الحجر وما يقدمه له دون جدوى وقرر أن يذهب إلى الحكيم ويسرد له ما فعله وماذا حصد من فعله فقال للحكيم ، انه فعل كل ما امر به ولكن مازال الحجر لا ينبض وأنا قد مللت من هذا الامر ، فأخبره الحكيم أن تلك النفوس التى يتحدث عنها لاتحب إلا نفسها ولا تنبض إلا لنفسها ،فإذا مللت من الحجر فيوما ستمل منهم ولن تنتظر منهم رفقا فداء