الموضوع: الزائر الاخير
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-14-2009, 10:29 AM   #1

اميره القمر

|§| المراقبه العامه سابقا |§|

 

 رقم العضوية : 24
 تاريخ التسجيل : Feb 2008
 المكان : مصر
 المشاركات : 8,345
 النقاط : اميره القمر will become famous soon enough
 درجة التقييم : 66
 قوة التقييم : 1

اميره القمر غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي الزائر الاخير

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


لقد اعتاد الناس أن يزوروا بعضهم بعضاً في المناسبات الدينية والوطنية ، وفي الحالات العادية ، يتزاورون في البيوت والمنازل والمتاجر وأماكن العمل وفي المؤسسات والوزارات وفي غيرها . وفي الغالب يخبر بعضهم بعضاً بأمر الزيارة قبل حدوثها بوقت كافٍ ، حتى يستعد الإنسان المزور لاستقبال الزائر إلا .. هذا الزائر فإنه لا يخبر أحداً عن زيارته ولا يُعلمه متى تكون الزيارة ، فقد يأتي بالليل وقد يأتي بالنهار، وقد يأتي الناس في حال أفراحهم أو في حال أتراحهم ودون أن يشعرهم بموعد الزيارة ، متى وأين ؟

غير أن هذا الزائر الأخير تعتبر زيارته في غاية الخطورة .. بل الخطورة نفسها ، فإن رؤيته على الحال التي هو فيها تحدد مصير الإنسان .. كل إنسان على هذه المعمورة ، في الماضي والحاضر والمستقبل .ولم يستأذن ـ قط ـ إلا عدداً محدوداً من البشر، هم خير البشر على الإطلاق .

هذا الزائر الأخير هو ملك الموت عليه السلام الذي يزور الناس .. كل الناس بلا مواعيد محددة أو معروفة .غير أن زيارته تحدد مصير الإنسان .. كل إنسان . إما إلى الجنة وإما إلى النار. والعياذ بالله.

زار هذا الزائر الأخير، أمير المؤمنين (عمر بن عبد العزيز) في آخر أيام خلافته المباركة ، وهو على فراش الموت بعد أن دُسَّ له السم في شرابه .

تقول زوجته(فاطمة) يوم وفاته : كنت خلف الباب فجعلت أسمعه يقول :

ـ مرحباً بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا جان ، مرحباً برسل ربي ، ثم قرأ :{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ) [القصص : 83].

ثم لبث طويلاً لا يُسمع له حسّ ، ثم دخلت عليه فوجدته ميتاً قد أقبل بوجهه نحو القبلة ووضع إحدى يديه على فمه والأخرى على عينيه ، لقد زاره الزائر الأخير، وهو في هذه الحالة من التجلي والخشوع لله تبارك وتعالى .

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

وزار الزائر الأخير شيخ الإسلام (أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية) وهو مسجون في سجن القلعة بدمشق ، وقد ختم القرآن (81) مرة ومات وهو يتلو الآية الكريمة : (إن المتقين في جنات ونهر* في مقعد صدق عند مليك مقتدر )[القمر: 54 ، 55]

وهو القائل عندما سجنوه : (ماذا يصنع أعدائي بي ؟ إن سجني خلوة ، ونفيي سياحة ، وقتلي شهادة ، إن إيماني في قلبي ، وقلبي بيد ربي) .. مات شيخ الإسلام عام 728 هـ .

وقصص (الزائر الأخير ) مع الناس حين وفاتهم عجيبة وغريبة ، والله نسأل أن يزورنا (الزائر الأخير) ونحن في طاعة الله ورضوانه .. اللهم آمين .









  رد مع اقتباس