[ايمان طلعت]

وُلِدَ الصبي للأبوين يتيم
شب وأصبح الصادق الأمين

قوي البنيان فوجههِ نوراً
رقيق القلب حنوناً عطوفاً

لم يعبد يوما ودّا ولا سواعا
ولم يقترب لبغي ولم يذق الخمورا

فهو المصطفي من العالمين
سيد البشر والمرسلين


وُلِدَ الهُدى

فأصبح للكون نبراس الضياء
فما بعد بهاء ذلك الضياءُ ضياء

جاء بالوحي مُنزَّلاً بحِراء
فجرى من خوفه متدثراً بغطاء

آمنت بِِهِ خديجته فهو الصادق الأمين
و صدَّقَهُ أبا بكرٍ فهو الصديق المُعين

صارت دعوته بين البشر كالنار فالهشيم
فتأمروا لقتله وهدر دمه بين القبائل أجمعين

مكروا له والله خير الماكرين
و غُشيت أعينهم عنه وكانوا من الغافلين

صار و رفيقه تساعدهم ذات النطاقين
و دخلوا الغار بوحي من الله مطمئنين

نسج العنكبوت غزله و رقدت الحمامتين بعشهما
رجف أبو بكر فقيل ما ظنك باثنين الله معهما

ترك مكة قرة عينيه مجبرا
و ذهب للمدينة كالبدر مُستبشرا

قابلوه بالدفوف مُهلّلين
وعن حبهم له كانوا مُعلنين

ذاك ميلاد الحبيب وهجرته
قاسى الأمرّانِ حباً لنا

ذاك الأُمّيّ أصبح منارةَ
فالعلم والحكمة منه نتعلمُ

شفيعنا يوم لا يُشفّع لنا
فهو من قال أنا لها أنا لها

اسمك من بين الرسل فالكتب مختوم
رجائي أن اشرب معك من الرحيق المختوم

حبيبي يا رسول الله خير الأنام
و للمرسلين كنت ومازلت مسك الختام