نكتب جملاً، نجتهد بين نسخ ولصق، ونرسلها للأحباب، مفادها التواصل الإلكتروني، وننتظر ردة الفعل .. ونزعل لو قوبلنا بالتجاهل.
سؤالي إلى نفسي قبلكم هل لوحة المفاتيح تستطيع نقل المشاعر والأحاسيس؟ وهل هواتفنا الذكية تحول ظنوننا إلى سلبية وترقب؟
لقد اخترعوا كل شيء إلا نقل الأحاسيس وقراءة القلوب تركوها لأنها مستحيلة، فهي صنع الرحمن، وتستطيع أن تشعر بالآخر حينما تراه ويراك، وتصافحه يداً بيد.
أتعجب من البعض قطع علاقات بسبب لغة التفاعل كالعتاب والسخرية الإلكترونية Emoji لغة الوجوه والإشارات، والأغلبية يجهل استخدامها أو يجهل تفسيرها .. هنا يجب علينا الانتباه، نحن شعوب أصلاً نعاني مشكلة التعبير عما بداخلنا من حب أو استياء، وكم من حالات طلاق بسبب احتقان في مسألة التواصل فبكل شفافية أصبح الرجل يعبر عما بداخله من حب عن طريق الجهاز، ويفقد الشعور على أرض الواقع.
انظروا إلى عيادات العقم، ازدادت نسبة العقم الموهوم بين الأزواج، ويعود جزء كبير منه إلى عائق نفسي لا أكثر، فسطحية العلاقة ورخاوة التعبير من الأسباب الأساسية التي تختبئ في الجسد لتكون وهماً في عقم أو مرض معين.
التعبير ولغة الجسد المباشرة والتصافح نحتاج لإنقاذها، فبدونها سنرى العجب .. فلنؤجل تعبيراتنا الحقيقية لنلتقي فتكون علاقتنا شفافة بلا وساطة