حينَ أريد أن أكتُب أمسِكَ القَلَم لأُدَوِنَ بِه ما أُريد
علىَ جِروفَ صَفْحَتي البَيضاء
لكِن قَبل أن أبدأ التدوين أسأل نفسي سؤال
هل صَفحَتي حَقاً بَيضاء أم أفعال القلم قامت بِتَلويثِها؟
وَقبل أنْ أبدأ الإجابة علىَ ذاكَ السؤال
تَتَنَزَه بعضَ الكَلِمات في عقلي كأنها تدور في دائِرةٍ مُفرَغة
كَلِماتٍ إن قُمْتَ بإعادِة تَرتيبُها تَحمِلُ أكثر مِنْ مَعنىَ مثل كَلِمَة
أرض
إن أعدتُ ترتيب حروفِها وبدأت بحرف الراء يَعْقِبَهُ الضاد
ثم حرفَ الألِف تتكون لدي كَلِمَة
رِضا
وإن أعدت ترتيب حروف الكَلِمَة مرةً أُخرى
وبدأت بحرف الضاد يَعْقِبَهُ الألِف ثمَ حرف الراء تتكون كَلِمَة
ضار
أكيد هذا الترتيب ليسَ صُدفة
لأن الله سُبحانه وتعالىَ خَلق كُل شيء له بِحساب وله قَدرْ
وأكيد له حِكْمَةٍ في هذا التَرتيب لا يَعْلَمُها إلا سُبحانَهُ وتعالىَ
لكن الله خَلَقْ لي عَقل مَيَزُني بِهِ عَنْ باقي المَخلوقات
كَي أُفَكِرَ وأتَدبَرَ أمري
وَهداني تفكيري أن الله سُبحانه وتعالىَ يقصد
أن الأرض أصل الإنسان إن غرس بِها النَبتَ الطَيب حَصَدَ طيباً
وعلينا أن نرضا بِما قسمه الله لنا
فالرضا سِرُ السعادة التي نبحث عنها طيلة حياتِنا
وَهُنا ارتباط الرضا بالأرض
وإن غرسَ بِها النَبتَ الخبيث حَصَدَ خُبثاً
وَحينها نَضرُ أنفُسِنا بأيدينا لأن الخيرَ مِنَ الله والشَرِ مِنْ أنفُسِنا
فإن لم نرضىَ بِما قسمه الله لنا نَضَرُ أنفُسِنا
وَهُنا أيضاً ارتباط الضار بالأرض
**********
وكذلك القياس علىَ كَلِمَة
قَدر
إن قُمتُ بإعادة ترتيب حروفِها
وبدأت بحرف الراء يَعْقِبَهُ القاف ثُمَ حرف الدال
تتكون لدي كَلِمَة
رَقَدَ
وَهُنا أعود مرة أخرىَ لِكَلِمَة الرضا
فإن رَضيتُ بقدر الله سُبحانَهُ وتعالىَ وبِما قَسَمَهُ لي
سأرقُد في سلام
وإن قُمتُ بترتيبُها مَرةً ثانية
وبدأتَ بحرف القاف يَعْقِبَهُ الراء ثُمَ حرف الدال
تتكون لدي كَلِمَة
قِردْ
والمعنىَ الذي وصلت إليه من كَلِمَة قِردْ
أنني إن لم أرضىَ بقدر الله سُبحانَهُ وَتعالىَ وبِما قَسَمَهُ لي
سأكون مثلَ القِردْ أتنقل من شَجَرَةٍ لأُخرىَ
ولن أحصِلُ في النهاية إلا علىَ ما قسَمَهُ الله لي
ولم أحصد في النهاية
إلا علىَ غضب الله علي وإرهاق التَنَقُل
وفي الخِتام أشكُرُ جِدَتي رحمها الله
لأنها علمتني أن دخول الجنة بالمجان ودخول النار بالمال
هذيان قلمي المجنون
أبو عصام