أشتم عبير الأمس في بعض الأحايين ...
تظهر في الآفاق ... سحابات ماطرة بالحنين ...
تعربد في ثنايا النفس ...وتحيل دقات الساعات إلي حلقات ترتيل ...
تستفز المشاعر وتستجدي الدفين ... كي يطفو علي سطح المسامع ...
ويوقظ الغافلات ...
لا أدعني في تمام إنصات ...
بل أغادرني قبل الرواة ... وحديث الغائبون ...
فأمسهم كان ميلاد روح ووجدان قلب ... كانت النشوة تسري في شرايين النبض ...
والبهجة تغزو متون الحكايا وملامح النهار ... والألفة تغدو كسراج هداية تتنفسه الأسباب ...
كنت أغادرني ...
ولا زلت أسافر خلف السراب ... كي لا أشتم عبير الأمس في همس الأحباب ...
وأتوجع من وحشة تؤلم حاضري الماطر الغزير ...
لم يتركوا خلفهم مايعينني علي تدبر أمري في صحبة نبض الواقع الضرير ...
بل أثقلوني بأحمال الدهشة من كل آت ...
من غرابة المسكون وبراعة عين الذات ...
في ترقية العازفون علي أوتار الملهاة إلي مرتبة أرفع وهما من سقيا الشفاة ...
في ترجمة الصابح من نسل الحادثات بنظم ملتو جارح يلتقط السارح من أروقة الأهات ...
بلهاث الباحث لا العاشق المفتون ...
لم يتركوا خلفهم إلاهم ...
وإن إزدانت المسارح بنجوم كل حين ... فتحي عيسي
|