الموضوع: الجبّار
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-03-2016, 11:19 AM   #1

ايمان طلعت

أداره عامه سابقا

 

 رقم العضوية : 95527
 تاريخ التسجيل : Dec 2013
 العمر : 43
 الجنس : ~ امرأة
 المكان : الاسماعيليه
 المشاركات : 42,886
 الحكمة المفضلة : رب استرني فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
 النقاط : ايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond reputeايمان طلعت has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3750904
 قوة التقييم : 1876

ايمان طلعت غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

مسابقة الغرام المستحيل 3 مسابقة ذاكرة الطفولة 3 وسام الوفاء 2017 وسام المصمم مسابقه  الفضفضه عبقرى المنتدى المركز الثانى وسام التفاعل والنشاط للادارين اكتوبر 2016 مسابقة تنشيط الاقسام وسام مسابقة قصة عشق مركز ثالث وسام المركز الثالث دويتو الخواطر لسه فاكر 

افتراضي الجبّار

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



من معاني اسم الجبّار : الذي يجبر أجساد وقلوب عباده ..
الذي يمدّهم بمراهم الصحة وضمادات السعادة ..
ومسكّنات الأوجاع .. ومضادّات الهموم ..

لأنّه سبحانه علم أن كسوراً ستعتري عباده في أبدانهم وقلوبهم وحياتهم ..
كسوراً تترك ندوبها على جباههم ، وآثارها على أرواحهم ..
لذلك تولّى جبرها برحمته .. وسمّى نفسه بالجبّار ..
ليعلم عباده أنّه هو القادر على جبرها فيلتجئون إليه ..


انكسارات الحياة عديدة !
حادث تتكسّر فيه العظام ، إهانة تتحطّم منها النفس ،
فقر تنحني معه الروح ، مرض تنهار عنده القوى ، عقدة تحاصر الطموح ،
رُهاب يخنق عفويّتك ، كُره تتمرّد معه أحاسيسك ، ظروف تجعلك تنكّس رأسك !
وبقدر هذه الانكسارات تتفتّح أبواب السماء بضمادات الرحمة ومجبّرات الودّ !


كم من يتيم تكسّر نفسه نظرة صاحبه المتغطرس ..
ولولا الجبّار لانشرخت نفسه للأبد ..
وكم من ضعيف صفعته الحياة بيد أحد الأقوياء ..
لولا الجبّار لظلّ منحني الرأس طول الحياة ..
وكم من فقير أذلّته كلمة قالها أحد الأثرياء ..
لولا الجبّار لبقيت تلك الكلمة وصمة يعيّر بها طيلة عمره ..
يجبر الكسير .. ويساعد الضعيف .. ويرفع من شأن الصغير ..
ويقدّم المتأخر .. تضمّد رحماته جراح النفوس ..


التحليليّون من علماء النفس يزعمون أنّ الكبت يولّد العقدة ،
والعقدة تترك آثاراً عميقة في النفس ، مما يجعل تلك الآثار
تظهر في تصرفات صاحبها وفي انفعالاته ..
ويزعمون أن من عانى قسوة الأب فإنّه يتحوّل إلى نسخة شبه مطابقة
وكأنّه ينتقم من أبيه في أبنائه ! يزعمون أنّها آثار خالدة في النفس ..
من المستحيل أو شبه المستحيل أن تفارق صاحبها ..


ومع هذا نعرف نحن أشخاصاً عانوا من قسوة آبائهم ومع ذلك خرجوا غاية في الرحمة ..
عانوا من سخرية أقرانهم .. ومع ذلك صاروا متميّزين ناجحين ..
عانوا من الأنيميا .. والسل .. وحساسية الصدر .. وكبروا فصاروا أصحاء أقوياء ..
أين تلك العقد .. وأين آثار تلك الأمراض ؟ لقد جُبرت ..
لقد أخفتها ضمادات الرحمة .. لقد قدّر الجبار أن تختفي ..
شُرع لنا أن نقول بين السجدتين :
" اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واجبرني .. "

( واجبرني ) وكأننا نتكسّر في اليوم كثيراً فنجتاح أن يجبرنا الله كثيرا .


إنّه الجبّار .. ما من أسى إلا وهو رافعه ،
وما من مرض إلا وهو شافيه ، وما من بلاء إلا وهو كاشفه ..
تتزاحم الآلام في قلب العبد حتى ما يظن أنّ لها كاشفة ،
فإذا بالجبّار يجبر ذلك القلب .. وبعد أشهر ينسى العبد كل آلامه
وأوجاعه لأن الله لم يذهبها فحسب ..بل جبر المكان الذي حطّمته ..
فعاد كأن لم يتهشّم بالأمس ..
يجبر القلوب والعظام والنفوس ويداوي الجراح يكفكف الدموع سبحانه ..

إذا رضّتك الهموم ، وغشيتك الكروب.. فلا تطل البكاء ..
سجّادة توجّهها إلى القبلة .. تقضي على تلك الهموم والكروب في لحظات ..

يحبّك سبحانه مبتسماً ، فيصنع من جميل أقداره ما يعين ثغرك على الافترار ..
ويجعل الابتسامة تطرد ملامح الكرب عن وجهك ..
إذا رأيت منكسراً فاجبر كسره .. كن أنت الذي يستخدمك الله لجبر الكسور ..
لا تنم وجارك جائع ، لا تضحك وأخوك يبكي ، لا تنعم بدفء بيتك
وهناك من هدهدت رياح الشتاء أبدانهم الضعيفة ..


يقول أحدهم : رأيت عجوزاً تدفع عربة بقرب الحرم مليئة بالحاجيّات ،
كانت السنوات قد شقّقت جلدها بما فيه الكفاية .. رأى فيها أمّه ..
فبكى كل شيء فيه .. وكان آخر ما بكى عيناه ..
أخرج كل ما فيه جيبه ودسّه في يدها ونفسه تكاد تسقط
من الحزن على تلك المسكينة ..
يقول : لم يدر بخلدي أني أتكرّم عليها .. أو أن الشكور الحميد سيشكرني
.. كنت فقط أرتق شرخاً جلبته صورتها المنكسرة في نفسي .. ولم أفلح !
لم يمض ذلك الشهر إلا وأضخم مبلغ يحصل عليه في حياته مودع في حسابه البنكيّ !
لن يدعك الله تجبر كسور الضعفاء ثم لا يشكرك .. فهو الشكور الحميد..


كن بلسماً إن كان دهرك أرقـمـا وحلاوة إن صــــــار غيرك علقما


كن النافذة التي يتسلل منها الهواء الشفيف على النفوس
التي خنقتها أدخنة الحياة الصعبة .. تخلّق بخلق الجبر .. كن اليد العليا ..

يزور النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي المريض ..
يكنس عمر بن الخطاب بيت العمياء ويطبخ لها طعامها ..

فتعلم منهم وكن مثلهم

تحياني







  رد مع اقتباس