[فتحى عيسى]

في تناول غير مسبوق ...
حدثني أمري وأستفاض في تفرعات ...
أحارت الفكر وأعيت الروح ...
ووقف عند إحداها ...
ينظرني وعيناه ترجوني ...
أن نصل وإياه إلي مبرر ...
يقنع العقل قبل فؤاده ...
يردع الظن قبل ميلاده ...
يخفف عنا وطأة أثقال كل إحتمال ...
لما تركونا هكذا بلا إنذار ...
بالأمس كانوا هنا ...
واليو م شدو الرحال ...
خلفهم لم ينظروا ...
لم يضعوا رقاقة ورق أو حفنة رمال ...
تنبت أثرا ... يستنبط وترا لمستة فينا الأقدار ...
ربما كنا وراء الجاري ولا ندري ...
ربما أزعجنا خاطر بممجوج فاتر لايرقى ...
أو أرهقنا ماطر بنظم فائر أنكى ...
ربما حدنا عن الطريق بعد أن ألقينا في ممراته بعض الضيق ...
أو تفوهنا بشفيف حضر قبل ميعاده ولم ينتظره الرفيق ...
رغم إننا كنا أكثر حضورا أكثر سعادة ...
لم نغلق بابا توارت خلفه النيات ...
لم نعطي مجالا لإستقبال جلاب الأهات ...
كنا أحرص عليهم منا ...
ولم نلحظ فيهم غير ما عهدنا ...
وإن كنا لم نشعر بهكذا تحول ...
ولم نبلغ مبلغ ظن في تصور ...
أو لو كان النبض خوان ...
أتطمس الشواهد جميعها وتتبخر ونحن في خبر كان ...
ربما فالعاشقون مغيبون لايرون موقع أقدام ...
هل أخطأنا حتي نجاز ...
وإن كنا ألم نترك فيهم بعض منا يشفع لنا ...
أما كان لهم أن يتلطفوا في منحنا قدر بقدرهم عندنا ...
ربما لم نصله يوما ولم نكن سوى ملهى ...
وربما كنا وقت ومضي ...
ويظل العذر ...
رهين قيد الخبر ...
ومازال أمري ...
يشجب صبري ...
وسعة صدر الآنا
وهو يلضم حبات الأمل ...
بعنقود الجْوَى ...
فتحي عيسي