[العاشق الذى لم يتب]

لم يجد أمامه من يلجأ إليه بعد أن أوصدت جميع الأبواب فى وجهه
حينما أكتشف أنه وقع فريسة بين مخالب امرأة لعوب أستغلت
حبه وثقته بها وتمكنت من التلاعب على نقاط ضعفه وتظاهرت
بحبها الشديد له ورغبتها فى مساعدته فى تحمل المسئولية الأسرية
ومتطلبات الحياة .. أقنعته بإتمام الطلاق بينهما لتحصل على معاش والدها
ثم يتزوجها عرفيا فنفذ لها طلبها دونما تردد
وماكان يخطر بباله ولو لحظات أن ما أقدم عليه فيه هلاكه وأحزانه
وماكان يظن أن هذه كلها خطة محبوكة وضعتها زوجته للتخلص منه
ليخلو لها الجو مع حبيب القلب الذى غدرت بزوجها من أجله
تقدم رجل فى الأربعين من العمر بخطوات مضطربة وهو يقدم خطوة
وؤخر الأخرى إلى أن وصل إلى مقعدا فى أحد أركان محكمة الأسرة
جلس ينتظر دوره مرت عليه الدقائق ثقيلة تذكر خلالها كل مافعله
من أجل زوجته التى أحبها وأنجب منها أبنه الوحيد
وتذكر كيف غدرت به وطعنته فى ظهره بحنجر مسموم من أجل
رجل آخر .. وأخذت معها أبنها واختفت دون أن تخبر زوجها عن مكانهما
بعد دقائق سمع الحاجب ينادى على أسمه فتقدم إلى أن وصل المنصة
وقف ينظر للقاضى متحدثا بصوتٍ خافت يملؤه الحزن والإنكسار
وقال سيدى القاضى:
أطالب بإسقاط حضانة أبنى من طليقتى التى غدرت بى
وطلبت الطلاق لتحصل على معاش والدها ووعدتنى أن نتزوج عرفيا بعد
طلاقى لها .. لأتفاجأ بعد قيامى بطلاقها بزواجها من رجل آخر
واختفت وأخذت ابنى دونما أن أعرف مكانهما
توقف برهة ثم نزلت دموعه جاريات وأخذ يمسح بمنديله
خديه المبللين ثم قال .. سيدى القاضى
تزوجتها منذ عشر سنوات قد تعرفت عليها فى إحدى حفلات
الزفاف أعجبت بها لجمالها ورقتها توجهت إليها وتحدثت معها
بعدما سالتها هل أنت متزوجة أم مرتبطة فأجابتنى بالرفض
فأنا لم أكن من الشباب الذين لديهم العديد من العلاقات مع الفتيات
فقررت أن أجمع عنها العديد من المعلومات
وجائتنى كل التفاصيل أنها فتاة طيبة من نبتٍ أصيل
أخبرت أهلى بالأمر والتفاصيل وذهبنا لخطبتها ومن ثم تم
زواجى بها فى حفلٍ بسيط اقتصر على الأهل وقليل من الصحبة
تم الزواج وعشت معها أجمل ايام العمر تغمرنى بحنانها وودها
حمدت ربى أن رزقنى الزوجة الصالحة
بعد مرورثلاث سنوات رزقنا الله بمولدنا الوحيد فرحنا بقدومه
وأكتملت سعادتنا به
لم أبخل عليهايوما ولم أرفض لها طلبا
بعد مرور سبع سنوات من زواجنا توفى والدها
كنت بجوارها أواسيها وأهلها وجعلت مصابهم هو مصابى
تعدت فترة الحزن التى سيطرت عليها وكنت أقوم بدور الزوج والأب
لكن مع مرور السنوات تغيرت سلوك زوجتى وأزداد بعدها عنى
وبعد فترة تظاهرت بالحب تجاهى والاهتمام بى
ذات يوم طلبت منى بتطليقها لذلك السبب السابق الذكر
رفضت فكرتها وأعلنت أنى فى غنى عن مساعدتها المادية
لكنى مع إصرارها وألحاحها والأيمان التى أقسمت أن
صنيعها من أجل محبتى والمساعدة وافقت على تطليقها
من أجل إرضائها والحفاظ على حبى لها
لم أكن أتخيل أنه ذلك فخ للإيقاع بى ولتتمكن زوجتى من الخلاص
منى وللحصول على حريتها لتتزوج من رجلٍ آخر
وقد طلبت منى بعد طلاقها البعد عنها وقد أستأجرت شقة
متحججة أن يشك الجيران فى أمرها والكشف عن سرها
أقنعتنى بتلك الحجج الواهية والأكذوبة الماكرة
وافقت وصنعت ماطلبت وهاهى تمر بضعة شهور وأناعلى هذا العذاب
أتذوقه ومر الهجر والحرمان من زوجتى االحبيبة وفلذة كبدى
نادانى الشوق فهممت مسرعا بالإتصال عليها فوجدت هاتفهامغلق
ذهبت للشقة فأخبرنى صاحب العمارة أنها غادرت المكان
منذ أكثرمن شهر عدت مسرعا لأهلها أستفسر الأمر
فأخبرونى أنها تزوجت برجل آخر
سيدى القاضى
تلك محنتى فهل رددت إلىّ ابنى
انتهى
تحياتى
رفعت