أَلَا يَا هَذِهِ شُكْراً
***************
بِلا ذَنْبٍ جَعَلْتِينِي
أُمَارِسُ فِيكِ أَحْزَانِي
وَأَعْشَقُ وحْدَتِي لَمَّا
أُحَدِّثُ عَنْكِ أَشْجَانِي
فَصَارَتْ خُلْوَتِي وَطَنِي
وَصَارَ الْهَمُّ عُنْوَانِي
وَأَحْلامِي أُرَتِّلُهَا
فَتَلْفِظُنِي وَتَنْهَانِي
وَتُسْمِعُنِي تَرانِيماً
لِأَوْجَاعِي كَبُرْهَانِ
وَتُسْعِفُنِي بِآهَاتِي
فَأَغْشَاهَا وَتَغْشَانِي
وَنَبْضُ الْقَلْبِ أَنَّاتِي
وَمَا يُبْكِيهِ أَبْكَانِي
فَخَلِّيْنِي فَمَا عَادَتْ
أَيَادِي الصَّبْرِ تَرْعَانِي
وَكَادَ الْكَوْنُ أَنْ يَبْكِي
عَلَى حَالِي وَيَنْعَانِي
فَخَلِّيْنِي إِلَى نَفْسِي
فَإِنِّي كِدْتُ أَنْسَانِي
وَضَلَّ النَّوْمُ عَنْ عَيْنِي
وَشَقَّ السُّهْدُ أَجْفَانِي
وَأَنْتِ يَداكِ لَمْ تُحْسِنْ
سِوَى إِشْعَال نِيرَانِي
وَغَرْس الْقَهْرِ فِي كَبِدِي
فَتَجْأَرُ مِنْهُ أَرْكَانِي
أَلَا يَا هَذِهِ شُكْراً
فَإِنِّي رُحْتُ أَلْقَانِي
وَوَدَّعْتُ الْجَوَى حَتَّى
يَخِيطَ الدَّهْرُ أَكْفَانِي
وَرُوحِي وَاعَدَتْ نَفْسِي
عَلَى الُّلقْيَا لِتَحْيَانِي
وَدَاعاً فَارِقِي عُمْرِي
فَقَدْ مَزَّقْتِ وجْدَانِي
أَنَا لا شَئْ .
لَوْلاكِ ،
أَعُودُ كَمِثْلِ إِنْسَانِ
وَدَاعاً واهْجُرِي حُلْمِي
وَأَفْلاكِي وَأَزْمَانِي
وَمُمْتَنٌّ أَنَا جِدّاً
بِأَنْ كَفَّرْتِ شَيْطَانِي
***************