[قلب وكلمات]

( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )

من وحي قلمٍ بليغ ، وقرآنٍ مجيد ، كتابُ الله العزيز الحكيم ، إلي

الرسول الملكي جبريل ، رسالة إلي الصادق الأمين ليبلغه للناس

كافة وسائر الخلق أجمعين ، أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل ولا

ينالهُ التحريف ، نزل فاصلاً بين العباد ، مبيناً الحقوق ، وأمراً

بالمعروف ، مخرج الناس من ظلمات الجهل إلي نور اليقين

تذكرة إلي القلوب الخاشعة والنفوس الذاكرة ، إلي من يتفكرون ،

ويتأملون ، ويتدبرون ، وإلي الغافلين المعرضين ليكون حجة

على الناس ، لكي لا يقول المبطلون لم يأتنا رسول أو ذكر

رب العالمين

إن القرآن الكريم سبب لسعادة القلوب وشفاء الصدور ، ودواء

لكل داء ، فيا صاحب الهم والشقاء ، ويا صاحب الذنب والبلاء

ويا طالب الرزق والستر والهناء ، هلم ، هلم إلي القرآن ، شمر

وأركب معنا سفينه النجاة ، وأقصد الخير وخلي القنوات الفاحشات

، فمن صفا مع الله صافاه ، ومن أوي إلي الله أواه

، ومن فوض أمره إلي الله كفاه ، ومن باع نفسه إلي الله أشتراه

وجعل ثمنه جنته ورضاه (( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ))

فكم من الهموم انفرجت بسبب ركعة ، وكم من الأمراض شفيت

بسبب دعوة ،وكم من أمور تيسرت بسبب دمعة ، وكم من القلوب

لانت وخشعت بسبب ذكر أو آية ، وكم ، وكم ، فكونوا مع الله

وتدبروا القرآن ،

إن من أهم أسباب الضيق والشقاء هو الإعراض عن ذكر الله

وقرآنه ( ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي

أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )

بعكس الذين يعيشون مع القرآن ، يتدبرون آياته

ويخشعون لكلماته فيسافرون معه ، يأخذون من قصصه العبر ،

ومن أمثاله الحكم ، إن هؤلاء تجد لهم سعادة بادية على محياهم

ظاهرة جلية للنظر ، تُزينهمُ السكينة ، مهما فزع الناس هم في

تطمئنينه لما علموا من موعود الله وفقهوا من كلام الله ،إن هؤلاء

ميزهم الله بخاصية وصفة رائعة ، فهم كلما استمالتهم الدنيا ،

جذبهم القرآن إليه بلطف فعادوا تأبين ،،

(( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))

إن هذا شهر القرآن فلا تبخلوا على أنفسكم وأحصدوا الحسنات في

موسم الخير والحصاد ، اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا ، و شفاء

صدورنا ، و نور أبصارنا ، و جلاء أحزاننا ، و ذهاب همومنا وغمومنا

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أمين ، أمين ، أمين ، أبلغها مليون أمين

كل سنه أنتم بخير ، خالص تحياتي