سلسله محمد رسول الله الجزء 5 .
.
.
.
صبره على الأذى :ولقي الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله من الأذى ما لم تطمع فيه في حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة قال : « لما مات أبو طالب تجهموا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك »وفي الصحيحين : أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزور( أمعاء شاه ) قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجدا، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ : « اللهم عليك بالملأ من قريش ». وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوما بمنكبه ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقا شديدا، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟
رحمته بقومه :فلما اشتد الأذى على رسول الله بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها، خرج رسول الله إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم : « انطلقت - يعني من الطائف - وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب - ميقات أهل نجد - فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين - جبلان بمكة - فقال رسول الله : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا » [متفق عليه]. وكان رسول الله يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول : « من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي! »ثم أن رسول الله لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سرا، فلما تمت أمر رسول الله من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالا
.
.
.
|