منذ /07-10-2016, 06:17 PM
|
#16 |
| ﴿«2»﴾ الْبَابُ الثَّانِي : في ذكر الطينة التي خلق منها محمد ﷺ نقرأ في بعض المصادر هذا العنوان : "ذكر الطينة التي خلق منها محمد ﷺ " ؛ فاردنا أن نتحقق من صحة ما جاء فيه. 1.] جاء عند ابن الجوزي في كتابه : "الوفا بتعريف فضائل المصطفى" ما نصه : "عن كعب الأحبار قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق محمداً ﷺأمر جبريل عليه السلام أن يأتيه فأتاه بالقبضة البيضاء التي هي موضع قبر رسول الله ﷺ، فعجنت بماء التَّسْنيم، ثم غمست في أنهار الجنة، وطيف بها في السموات والأرض، فـ عرفت الملائكة محمداً وفَضْله قبل أن تعرف آدم، ثم كان نور محمد ﷺ يُرى في غُرَّة جبهة آدم. وقيل له: يا آدم هذا سيد ولدك من الأنبياء والمرسلين. فلما حملت حواء بشيت انتقل عن آدم إلى حواء، وكانت تلد في كل بطن ولدين إلا شيتاً، فإنها ولدته وحده، كرامة لمحمد ﷺ. ثم لم يزل ينتقل من طاهر إلى طاهر إلى أن ولد ﷺ. قلتُ ؛ فـ خر الدين الرمادي : " الرد على هذه الرواية ؛ وإن ذكرها ابن الجوزي في :" الوفا بتعريف فضائل المصطفى ﷺ " و استشهد بها شيخ جليل وعالم هو :"علي بن سلطان محمد القاري" فيشرحه :" مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" دون أن يبين لها علة اقول ومن الله تعالى الهداية :".. هذه رواية تنسب إلى كعب الأحبار ولا تنسب إلى الحبيب محمد ﷺ ؛ ولا تروى عن أحد من صحابته هذا أولاً ؛ " هُوَ كَعْبُ بْنُ مَاتِعٍ الْحِمْيَرِيُّ الْيَمَانِيُّ الْعَلَّامَةُ الْحَبْرُ ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ ﷺ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنَ الْيَمَنِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَجَالِسَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ فَكَانَ يُحَدِّثُهُمْ عَنِ الْكُتُبِ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ ، وَيَحْفَظُ عَجَائِبَ وَيَأْخُذُ السُّنَنَ عَنِ الصَّحَابَةِ . وَكَانَ حَسَنَ الْإِسْلَامِ ، مَتِينَ الدِّيَانَةِ ، مِنْ نُبَلَاءِ الْعُلَمَاءِ . ويعتبر من كبارالتابعين . كعب الأحبار اسلم بعد وفاته عليه السلام أي لم يجالسه ولم يصاحبه ولم يسمع منه لذلك قال الإمام صاحب سير أعلام النبلاء أن كعبا من طبقة كبارالتابعين . وكان يحدث من الكتب الإسرائيلية ". أما ثالثا فمثل هذه الروايات لا يأخذ منها حكما شرعياً ؛ كما لا يأخذ منها فقهاً .. والمسألة هنا الإستئناس بها :" " هل يصلح الاستئناس بمثل هذه الروايات!؟ ". " أن نتوقف عن للإستشهاد بمثل هذه الروايات إذ أنها لا تفيد العلم الشرعي بشئ ؛ إذ ليست هي من متين العلم ولا مِن مِلح الأقوال ". فنتوقف عن الأخذ بها ... والله تعالى أعلم .
|
| |