الْبَابُ الخامس؛
الجزء الثاني :
قلتُ " هوحديث طويل ذكر فيه أمير المؤمنين كرم الله تعالى وجهه كلاماً شريفاً حول النورانية وكيف أن الله تعالى قد خلقه وخلق رسول الله ﷺ من نور واحد .
- روى المجلسي عن محمّد بن صدقة في حديث سلمان وأبي ذر أنهما سألا أمير المؤمنين عن النورانية فقال: "... يا سلمان ويا جندب"، قالا :" لبيك يا أمير المؤمنين" . قال :" كنت أنا ومحمد نوراً واحداً من نور الله عزّ وجل، فأمر الله تبارك وتعالى ذلك النور أن يشقّ، فقال للنصف الآخر: كن محمداً . وقال للنصف : كن علياً . والحديث له بقية. ــ
ــــــــــــــــــــــ
المصدر : البحار 26/5.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قلتُ : الشيعة لم يتفردوا في هذه المرويات بل روى ذلك جمع من علماء أهل السنة منهم:
1- الحافظ الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب ص 260) في حديث طويل عن جابر بن عبدالله قال : سألت رسول الله ﷺ عن ميلاد علي بن أبي طالب فقال : " لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليه السلام إن الله تبارك وتعالى خلق علياً من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد".
2- الخوارزمي الشافعي في (مناقب علي بن أبي طالب: ص 87 ).
3- العلامة سبط بن الجوزي في (تذكرة الخواص: ص 52 ).
4- ابن أبي الحديد في (شرح النهج: 2 /450) .
5- العلامة محي الدين الطبري في (الرياض النضرة: 2 /164) .
6- الذهبي في (ميزان الاعتدال: 2 /235) .
7- ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) .
8- القندوزي الشافعي في ينابيع المودة: ص 83 طبع اسلامبول -الطبعة القديمة- .
هذه بعض مصادر علماء السنة ".
**
إثناء المراجعة والتحضير وجدتُ أنه ذكر صاحب الشفا بتعريف حقوق المصطفى: القاضي عياض في الفصل السادس تحت عنوان :
شَرَفُ نَسَبِهِ ، وَكَرَمُ بَلَدِهِ وَمَنْشَئِهِ
:" وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ رُوحُهُ نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، يُسَبِّحُ ذَلِكَ النُّورُ ، وَتُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أَلْقَى ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ ،
... قلتُ (محمد فخرالدين):" لهذا الحديث بقية سنذكرها في موضعها عند الإستدلال .
**
معلومة ؛ ليس عندي ما يؤكدها أو ينفيها :
"وَقَالَ الشهرستاني فِي " الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ " : ظَهَرَ نُورُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَسَارِيرِ عبد المطلب بَعْضَ الظُّهُورِ ، وَبِبَرَكَةِ ذَلِكَ النُّورِ أُلْهِمَ النَّذْرَ فِي ذَبْحِ وَلَدِهِ ، وَبِبَرَكَتِهِ كَانَ يَأْمُرُ وَلَدَهُ بِتَرْكِ الظُّلْمِ وَالْبَغْيِ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ دَنِيَّاتِ الْأُمُورِ ، وَبِبَرَكَةِ ذَلِكَ النُّورِ كَانَ يَقُولُ فِي وَصَايَاهُ أَنَّهُ لَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا ظَلُومٌ حَتَّى يُنْتَقَمَ مِنْهُ وَتُصِيبَهُ عُقُوبَةٌ ، إِلَى أَنْ هَلَكَ رَجُلٌ ظَلُومٌ لَمْ تُصِبْهُ عُقُوبَةٌ ، فَقِيلَ لعبد المطلب فِي ذَلِكَ ، فَفَكَّرَ وَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ وَرَاءَ هَذِهِ الدَّارِ دَارًا يُجْزَى فِيهَا الْمُحْسِنُ بِإِحْسَانِهِ وَيُعَاقَبُ فِيهَا الْمُسِيءُ بِإِسَاءَتِهِ ، وَبِبَرَكَةِ ذَلِكَ النُّورِ قَالَ لِأَبْرَهَةَ : إِنَّ لِهَذَا الْبَيْتِ رَبًّا يَحْفَظُهُ ، "
**
سنكتفي بهذا القدر؛ والحمد لله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله.
محمد: الأحد 12 شوال 1437~17.07.2016