من معجزات الرسول ( إنزال المطر بدعائه !) .
.
..
وفي ذلك يروي أنس بن مالكٍ أنَّ رجلاً دخل يوم الجمعة من بابٍ كان وجاه الْمِنْبَرِ ورسول اللَّه قائمٌ يَخْطُبُ، فاستقبل رسول اللَّه قائمًا فقال: يا رسول اللَّه، هَلَكَتِ الْمَوَاشِي وانقطعت السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا.
قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا". قَالَ أَنَسُ: وَلاَ -وَاللَّهِ- مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلاَ قَزَعَةً وَلاَ شَيْئًا، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَارٍ، قَالَ: فَطَلَعَتْ من ورائه سحابةٌ مثل التُّرْسِ، فلمَّا توسَّطت السَّماء انتشرت ثمَّ أمطرت. قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا.
ثمَّ دَخَلَ رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول اللَّه قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فقال: يا رسول اللَّه، هلكت الأموال، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا. قال: فرفع رسول اللَّه يديه ثمَّ قال: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ، وَالْجِبَالِ، وَالآجَامِ، وَالظِّرَابِ، وَالأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ". قَالَ: فَانْقَطَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ
يقول ابن حجر: "وفيه عَلَمٌ من أعلام النبوة في إجابة الله دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام عقبه أو معه، ابتداء في الاستسقاء وانتهاء في الاستصحاء، وامتثال السحاب أمره بمجرَّد الإشارة
هذا، وقد حفلت كتب السُّنَّة بأحاديث كثيرة عن استجابة الله تعالى لدعاء النبي في مواضع يصعب حصرها، وهي مثل دعائه يوم بدر بالنصر، ودعائه لابن عباس بالفقه في الدين، ودعائه لأنس بكثرة الولد وطول العمر، ودعائه على بعض من آذاه... إلخ.
.
.
.
|