عزيزي القاريء : اذا كان القرآن الكريم قد كُتب باللغة العربية فأن دراسة و فهم هذه اللغة يعتبر من اولى متطلبات الشخص المتدبر و الدارس لايات الله كما و تعتبر المفتاح الايسر و الاسهل للوصول الى لطائف مراد الله لغوياً و علمياً :
اذن لنبدأ بتحليل البسملة لغوياً ثم نبدأ بأستخلاص النتائج بما يرضي الله و المنطق السليم :
لنبدأ بالتحليل :
1- اشتقاق معنى (الاسم) قد اختلف فيه العلماء فأما من السمه كما يقول اهل الكوفة او من السمو كما يقول اهل البصرة و لنعتبر ان كلاهم وجهين لحقيقة صحيحة فيصبح معنى الاية والله اعلم : ان اي فعل او قول يبتدأ بسمة الله الرحمن و الرحيم يؤدي الى السمو بذلك العمل او القول خصوصا اذا كان الشخص واعي بما يقول متأكد بمعونة الله الرحمن الرحيم معه في ذلك العمل او القول .
2- ان الحكمة من حذف الفعل في بداية الجملة هو تعميم البدء بأسم الله عند كل فعل يقوم به الانسان سواء كانت افعال كلام او افعال جوارح و قلوب .
* لماذا اختار الله صفتين من صفاته في البسملة من دون بقية الصفات ؟!
3- اسم ( الله) هو الاسم الاعظم لرب العالمين و هو الاسم الجامع الدال لكل صفات الله الحسنى فأن اشار عبداً لله فقد اشار الى العزيز الغفور الملك القدوس الى اخره من صفاته الحسنى .
4- ان كانت البسملة قد بدأت بثلاث اسماء و هي كلا من (الله و الرحمن و الرحيم) فقد نعلم انها بدأت بجميع الاسماء الحسنى لما يدل عليه اول اسم كما ذكرنا من الصفات الحسنى و لكنها اعادت صفتي الرحمن و الرحيم توكيدا على رحمة هذا الخالق بأي فعل يصدره الانسان المؤمن.
5- ان افعال الانسان لها مكانة عند رب العالمين كبيرة مهما كان نوعها سواء كانت كلامياً او فعل جوارح و لهذا السبب قابل الله تبارك و تعالى عمل المؤمن به بجميع صفاته الحسنى مثل القدير و العليم و الغفور و العفو لمساعدته على ذلك الفعل و اكدها برحمته الواسعة بجميع اشكالها.
ان العفو و العقاب اشكال متنوعة للرحمة الربانية فبها يستقيم العباد على الصراط المستقيم و مثل ذلك يتوضح في قضية المرض فالمصاب يشعر به من اجل اللجوء الى العلاج ( حكمة الخالق الاكرم ) من قبل ان يستولي المرض تمامً عليه و بالتالي يصيبه الموت فجأة و كذلك العقاب ففيه محاولة ربانية لايقاف خطايا العباد من قبل الرجووع اليه في يوم الدين و الحساب حيث لا ينفع مال و لا بنون