عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-16-2016, 02:13 AM   #2

الفيلسوف العآشق

عضو ذهبي

 

 رقم العضوية : 101857
 تاريخ التسجيل : Sep 2016
 الجنس : ~ ولد
 المكان : Turkey..! Egypt..! Saudi Arabia
 المشاركات : 997
 الحكمة المفضلة : ايد الحب تشفي وايد الحقد تجرح وتقتل
 النقاط : الفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond reputeالفيلسوف العآشق has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 10018
 قوة التقييم : 0

الفيلسوف العآشق غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS
أوسمة العضو
افتراضي

غاندي ....الثائر الذي مازال حياً في ذاكرة الهنود



" المهاتما غاندي" الثائر الذي كان سلاحه غصناً من الزيتون ،
لم يكن يؤمن بالعنف في نضاله وثورته على

الاحتلال البريطاني لبلاده الهند ، استطاع أن يكون قريباًَ

إلى جميع أبناء وطنه بالتعرف إلى احتياجاتهم ومشاكلهم ،
كما استطاع أن يقنع كل القوى الثورية والشعبية في بلاده

بالانضواء تحت لوائه وهو يحمل راية الاستقلال والحرية
ويسير وراءه الشعب الهندي بكل طوائفه يتقدمهم حاملاً

مشعل الثورة الذي أضاء شعلته بمفهومه الخاص
حيث لا عنف ولا دماء إلى أن انتزع الاستقلال لبلاده

وخلصهم من المستعمر البريطاني الذي سرق
خيرات البلاد سنوات طوال .


ومازال اسم غاندي يحتل في ذاكرة الهنود المساحة الأكثر ضوءاً
لأنه الزعيم الوطني المناضل الأكثر قرباً من المظلومين والمقهورين .


وقد منحه إياه الشعب الهندي وهو لقب خاص بالقومية الهندية
ويعني والد كل الشعب الهندي ومن ألقابه أيضاً " أبو الهند الحديثة ".


يقول المؤرخ البريطاني " تيرمي ماكنامي :" إن أكثر انتقاد مبرر
وجه إلى غاندي هو أنه لم يستوعب الشر أبداً على حقيقته
" لأنه لم يؤمن بالشر أبداً ويريد للجميع أن يعيشوا في سلاك دائم .


أما البحث عن الحقيقة فقد كانت الهاجس الذي يقلقه في
بحثه الدائب عنها .
وإلى جانب قدرته على كبح جماح نفسه فقد عرف غاندي

بالخجل الشديد الذي لازمه منذ صباه لكنه رغم ذلك
كان يحب الحياة ، وقد جمع حوله العديد من الأصدقاء
والأتباع وكان اهتمامه يشمل جميع الطوائف الهندية

حتى طائفة المنبوذين اجتماعياً ومرضياً مثل المصابين

بأمراض معدية ، أو مرض الجذام وكان يقترب منهم
ويحاول مساعدتهم وتطبيبهم وهذه الصفة ورثها عن أمه
التي كانت شديدة التأثير فيه .


إن غاندي رجل حوّل المعاناة إلى سلاح فعال ففي شخصيته

يكمن مفهوم " العذاب" الذي يتضمن المعاناة الحقيقية

والرغبة فيه لأنه كان يهدف إلى تجسيد ذاته في آلام الآخرين
لذا حول نفسه إلى شعلة منيرة أو مرجل للألم .


درس غاندي القانون في لندن وهناك أخذ يعقد المقارنة
بين وطنه الهند وبين أحوال الشعب الانكليزي المرفه ،
وكانت انكلترا بالنسبة له بلداً غارقاً في المطر والدخان يبتلع
ثروات العالم كلها وبدأ يسأل نفسه :
" ما هو سر تلك القوة والحرية اللتين يتمتع بها البريطانيون ؟

هل هو في القانون الذي يكفل لكل مواطن حقه في العيش بسلام ...
أم في قوة الوضع الاقتصادي الذي يعود فيه الفضل أصلاً لخيرات ،
وثروات بلاده ... وباقي البلاد التي تستعمرها تلك الدولة ،
وتنهبها بلا حساب .. ولاوازع من حق ، أو ضمير إنساني ،
وتسوم مواطني الشعوب الذل ، وتستنزف طاقاتهم بكرباج السخرية ".
وإزاء هذا السؤال كان يجيب نفسه على سؤاله:
" لقد فرضوا علينا أن نعمل لصالحهم .. دفعونا إلى
التخلي عن إيماننا وحشو رؤوسنا بأفكارهم ..

قضوا على فنوننا وصناعاتنا وأغرقونا بتوافههم ..
ودفعونا إلى السخط من عاداتنا وأزيائنا وتراثنا ..

وهم يتباهون بعظمة بلادنا ، وجاذبيتها وسحرها الذين
لا يستطيعون مقاومته .. ألا يطلقون على بلادنا التي يتباهون
باحتلالها أنها درة تاجهم الملكي .. أليس من العدل

أن تعود تلك الدرة لأصحابها الأصليين ؟!.


وأخذ يتعمق في دراسة القانون مبتعداً عن أي مظهر من مظاهر اللهو
الذي عاشه أقرانه في لندن وعندما حصل على شهادته حزم حقائبه

وعاد إلى وطنه ليبدأ مشوار النضال والكفاح ضد المستعمر البريطاني
الذي استمر ثلاثة قرون متوالية ما بين الاحتلال الرسمي
وغير الرسمي ونالت الهند استقلالها عام 1947

بعد مقاومة شعبية ونضال قاده غاندي بقوة مع غيره من الهنود


يتحدث غاندي عن اللاعنف وهو فلسفته الأساسية :


" إن عقيدتي بشأن اللاعنف لم تعتمد على سلطان شخص
بل نشأت من دراستي لكل أديان العالم .. فالديانات المختلفة قاطبة
هي زهور روضة واحدة ... وأفنان دوحة باسقة ".


" إن اللاعنف هو القوة العظمى لدى الإنسان ، وهو أعظم
مما أبدعه الإنسان من أكثر الأسلحة قدرة على التدمير ".


ويقول عن ضرورة التثاقف بين ما تبدعه عقول الأمم جميعها :
" أنا لا أريد أن يكون منزلي محاطاً بجدار من كافة النواحي

ولا أريد نوافذي أن تكون مسدودة، أريد أن تكون ثقافات كافة البلدان

منتشرة حول منزلي بحرية ولكني أرفض أن أنسف من قبل أي منها " .


توفي غاندي عام 1948 برصاص شاب هندوسي

يعمل محرراً في جريدة " هندوراشترا" المتطرفة

وبعد دقائق أسلم غاندي الروح تماماً وفي المساء وضع جثمانه
في شرفة القصر وأضيء إلى جانب رأسه خمس شمعات
ترمز للعناصر الخمسة "الهواء،والضوء،والماء،والأرض، والنار "

وأحرق الجثمان وسط الملايين من أبناء الشعب الهندي
الذين اصطفوا على طول الطريق لوداع زعيمهم التاريخي

في رحلته الأخيرة ونثر رماده في النقطة التي يلتقي فيها
نهر يامونا ونهر الكانج.
ومازال الشعب الهندي يحتفل سنوياً بذكرى وفاته يوم اغتياله .
/
تمت







  رد مع اقتباس