حوار فى الفرق الفرق :
قال الفتى اخترت ليومنا هذا موضوع الفرق فماذا عندك من الحق فيه يا معلمى ؟
أجاب المعلم :لا يوجد فى دين الله شىء اسمه الفرق الإسلامية .
تساءل الفتى قائلا :وما الأدلة على ذلك ؟
قال المعلم :يوجد فريق واحد عند الله هو الذى يسمى عند الله الفريق المسلم أى الفريق الناجى وفيه قال تعالى بسورة الأنبياء "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فإعبدون " وفى سورة المؤمنون "فاتقون "فهذه الآيات تخبرنا بأن المسلمين أمة واحدة أى فريق واحد ولو كان هناك فرق إسلامية ما نهانا الله عن الفرقة فقال بسورة آل عمران "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "كما قال ناهيا أيضا بسورة الروم "ولا تكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ".
تساءل الفتى :وماذا عن القول القائل "افترقت اليهود على 71 فرقة وافترقت النصارى على 72 فرقة وتفترق أمتى على 73 فرقة "الترمذى وابن ماجة ومسلم.
قال المعلم :وقد جاء القول القائل "إن بنى إسرائيل افترقت على 71 فرقة وإن أمتى ستفترق على 72 فرقة كلها فى النار إلا واحدة وهى الجماعة "مسلم.
تساءل الفتى :ماذا تقصد بذكرك لهذا الخبر ؟
أجاب المعلم :أقصد أن أفهمك أنها روايات كلها موضوعة افتراها البعض على الرسول
قال الفتى :ما الأدلة على ذلك ؟
قال المعلم :أول دليل التناقض بين الروايات فاليهود فى الأولى 71 فرقة والنصارى 72 وقد جمعت الثانية الفريقين فى سلة واحدة فالعدد 71 فرقة وهذا تناقض بينما المسلمون فى الأولى 73 فرقة وفى الثانية 72 فرقة وهذا تناقض لاشك فيه .
قال الفتى :والدليل الثانى ؟
أجاب المعلم : هو قول القائل "تفترق أمتى "والأمة الواحدة لا تفترق لأنها على مر العصور واحدة مع اختلاف أفرادها ولذا قال تعالى بسورة الأنبياء "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون "وأما ثالث الأدلة فهو وجود فرق تفوق الأعداد المذكورة بكثير ولو أتينا لتعريف الفرقة فى الإسلام لوجدنا أنها كل جماعة فارق دينها الإسلام فى حكم أو أكثر ثم طبقناه على الفرق لوجدنا عدد الفرق يتعدى المائة أن لم يكن الألف ،هذا عن الأدلة خارج القرآن وأما النص القرآنى فكما قلنا يتعارض مع هذه الأخبار الكاذبة .
تسائل الفتى قائلا :ترى لماذا حدثت الفرقة ؟
أجاب المعلم :الفرقة أى الاختلاف فى الدين يحدث نتيجة سبب واحد يتكرر عبر العصور .
تساءل الفتى :وما هو هذا السبب ؟
قال المعلم :السبب هو إرادة الفريق أن يتميز على الأخرين بمعنى أنهم يريدون أن تكون السلطة والحكم بيدهم من أجل أن يتمتعوا بكل المتع على حساب الأخرين .
قال الفتى :هل هذه الإرادة تكون قبل العلم بالحق أم بعد العلم به ؟
قال المعلم مجيبا :هذه الإرادة تكون دائما بعد معرفة هذا الفريق للحق وفى هذا قال تعالى بسورة البينة "وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة "وقال بسورة آل عمران "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ".
قال الفتى :هل يعنى هذا أن كل الفرق التى تنسب إلى الإسلام فى النار لمخالفتها للإسلام فى بعضه ؟
أجاب المعلم قائلا :هذه الفرق لا يدخل كل أفرادها النار وإنما يدخل منهم من علم الحق وخالفه وهناك الكثير من أفراد الفرق خالفوا الحق لجهلهم به بمعنى أنهم لم يتعمدوا مخالفة الحق وقد غفر الله لنا كل خطأ لم نتعمده لذا لا يؤاخذنا عليه وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "ومما يجب قوله أن الفرق تنقسم لقسمين فى هذا الموضوع .
قال الفتى :وما هما ؟
أجاب المعلم :أما القسم الأول فيدخلون النار جميعا وهم من أباحوا المحرمات كلها أو بعضها ومن أعلنوا ألوهية أناس كالأئمة ومن آمن بهم والسبب هو مخالفتهم الحق بعد علمهم به والقسم الثانى يدخل الجنة لعدم تعمده مخالفة الحق .
قال الفتى :وماذا يرى المعلم فى الفرق أيضا ؟
قال المعلم :تنقسم الفرق من حيث ما فعلته بالإسلام لأنواع الأول زادت فى الإسلام ما ليس منه كألوهية الأئمة والإيمان المسمى تولى فلان وعلان من الخلفاء والثانى حرفت الإسلام عن معناه التزاما بقوانين لم ينزل الله بها سلطانا مثل قانون النحو وقانون معانى كلمات اللغة والثالث نقصت من الإسلام حيث كفرت بتفسير القرآن- المسمى الذكرالذى قال فيه تعالى بسورة النحل :
" ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ "
وهو ما يسمونه الحديث والحديث الحالى جزء صغير منه هو من الذكروالباقى لا علاقة له بوحى الله - وأمنت بالقرآن الموجود فى المصحف وحده
|