تموت العصافير ولكن ...تبوح !!
من مدونتى الخاصة " ضى القناديل
تعودت أن أستيقظ على صوت عصافير تقف كل صباح
على شباك غرفة نومى
ألحانها الصباحية تملأ شقتى بأحلى النغمات حتى
أصبحت جزءأ هاماَ من صباحى
يبدأ صباح جديد ..عندما يبدأ عصفور الشقة عزف ألحانه ..
أفتح عيناى واّذانى ومشاعرى على ألحانه
الصباحية كل يوم
أزور شقتى شهراَ كل عام فلا يغيب عصفورى عن ذاكرتى
عندما أقلب دفتر الذاكرة يكون عصفورى أول ذكرياتى
فتعود ألحانه إلى مسمعى ثانية
أكاد أستمع إليها وكأنها تأتينى من بعيد ...
هذا العام لم يأت عصفورى إلى شباك غرفتى .. إنتظرته ولم يجئ .
..تخيلت إنه لم ير الضوء المنبعث
من شباك غرفتى المعتمة طوال عام كامل
..فكرت أن أنثر حبات من القمح على شباكى
دون جدوى ...باءت محاولتى بالفشل ...
أين ذهب عصفورى الجميل ..أين ألحانه الجميلة التى
تملأ أجواء المكان
أستيقظ صباحاَ والسكون يلف غرفتى..هل مل
عصفورى وذاق مرارة الإنتظار ؟
هل قرر البوح بما يعتريه من الملل من إرسال ألحانه
إلى لا شئ فلا أحد يستمع
إليه ...لا أحد ينصت إلى ألحانه فى الشقة الخاوية ...
هل كره عصفورى الأوجه الغائبة ...
أه ..لو أستطيع أن أتحدث إليه وأخبره أننى قد أتيت ليعود
ويعزف لى سيمفونية العودة
أنتظر ...وأنتظر ما لا يجئ ...كل صباحاتى تأتى
بلا صوته ..بلا ألحانه ..السكون يلف
شقتى بدونه ..أشعر أن شيئاَ هاماَ فقدته هذا العام
..لو تعرف يا عصفورى أن صباحى
أصبح بلا طعم بدون ألحانك ..
أسئلة كثيرة فى رأسى وأنا أنتظره ..
هل قرر الرحيل بعيداَ عن البيوت الخالية ؟
هل مات عصفورى وأنا بعيداَ فى غربتى ؟ .
.وهل تبقى أصواته وألحانه فى الذاكرة بعد موته
أشعر أن صوته يلاحقنى فى شقتى كل صباح ..كثيرة هى الأسئلة
وكثيرة هى الاسرار التى تركها عصفور الشقة فى الذاكرة ...
تموت العصافير ...ولكن تبوح
- ليس للعصفور أى دلالة أخرى فهو عصفور حقيقى
ولا يعبر عن شئ أو معنى