الموضوع: السكر المر
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-23-2017, 11:10 AM   #1

bobaOo

مشرفه قسم النقاش

 

 رقم العضوية : 97162
 تاريخ التسجيل : May 2014
 العمر : 27
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : Alex
 المشاركات : 10,607
 النقاط : bobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond reputebobaOo has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 733534
 قوة التقييم : 0

bobaOo غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

وسام النشاط و التفاعل 2017 مسابقه  سلوك طفل وسام مميزي عالم حواء 2016 وسام تميز شرطة المنتدى وسام النشاط العام لشهر ديسمبر 2015 وسام حملة تنشيط القسم العام مركز أول وسام نجم التحدى من دكتور نوشه في يوميات الاعضاء وسام مسابقة افضل تصميم مركز ثالث ديكورى فى رمضان احلى مميز فى قسم فضفضة 

افتراضي السكر المر

السُكَر المُرّ ..!

.
.

( تَذكُر الأشَياء الجَمَيلة ,
أشَبهُ بِمُحَاولتَنا إبقـاء الحَلوى دَاخِل فَمِنا أطَول مُدَة ! )

مُنذُ أن ولَج إلى هَذ المكَان, وفُؤادَهُ يَعتصِر كُلمَا لاحَت في سَماءهِ طَيف ذِكرى جَميلة !
يُجَاهَد نَفسَهُ بأن يَنسَى ... لكِن هَيهَات لهُ أنَ يَنسَى ..
ومَازالَ في قَلبهِ وجَسدهِ بَقايَا الذِكرى المُثَيرة !!

- المَكان مُلفت بِشكَله وهَندسَتهِ؛ لكِن الأرواحَ التَي به بَائِسة ؛ شَاحِبة وحَزيَنة ... طُوال الوَقتْ ..
في مَلامِح الآخَرين يَتجَدد حُزُنهُ؛ وتُعَاود الذِكرى المُرور على جَرُوحَه , فَلا يَملِِك إلا الإبتِسّام بِحُزنٍ رهَيبْ !
حَين وَطئتَ قَدمَاه هَذهِ الدَار؛ حَاول التَظاهُر بِالشَجاعَة وأن الأمر مُجَرد قَدرُ حَتَمي حَل بهِ .
لكِنهُ مَا أن يَحُل الليَل حَتى يَغرق فيَ بُكاءٍ صَامِت... ووَجعٍ مُستَرسِل مَهَيبْ !
يُشَارِكه الغُرفَة رَجُل ذُو مَلامِح حَادة صَامِتة؛ لمَ يتحَدث إليهِ أبداً مُنذُ أن أتَى – عَفواً – أُوتَي بِه إلى هُنا
إلا مَرة حَين قَال لهُ وَ بِصَوتِ يَتهَجدُ كَمداً :-
"أفرِغ مَابِك مِن حُزنٍ الآن, وأبكَي ولا تُكابِر أبداً
ومَع الأيَام سَتعَتاد الأمر وسَيكُون هَيناً عليكْ ! "
حَاول أن يُحَافِظ عَلى تَجلُدهِ وصَبرهِ, لكِن مَلامِح مَن حَوله تُعَيد لهُ صَياغة الحِكَاية بألفِ تَجاعيَد حُزنٍ
وشيئاً مِن بيَاضَ واهِن .. فَلا يَستَطيع إلا أنَ يَبكَي حُرقَة وتَحسُراً لِعُمرٍ مَضى دُون أيَ أثَرٍ يُذكَر ..!
وتَطبيَقاً لِنَصحَية ذلِك مَن يُشَارِكهُ الغُرفَة والليَل !

- مَرت الأيَام كَئيَبة؛ رتَيبة وَ مُمِلة أيضاً ..
احَتَرف مِن خِلالِها قِراءة الحُزُن المَريَر والبُكاء الصَامتْ .. وحَتى الضَحِكَات المُزيَفة !
وأجَاد إبتِكَار طُرقَ مُتعَدِدة للتسَليَة وَجعَل الوَقت يَمضي بشَكلٍ سَريَع ..!
أصَبح يَتفَننُ في طَريقةِ عَرضَ ذِكَريَاته وعُمرهِ الذي مَضَى ..
وفي كُل يَوم يَجعَل الذِكرى الجَميَلة تَمُر بِشكَل مُغَريْ .. ومُثَير للإبتِسَام .
وقَد تَفتحُ شَهَيتهُ للطَعَام ؛ الذَي أصَبحَ بِلا طَعمْ !!
بَل وحَتى كَونُ لهُ أصَدِقاء جُدُد, يُدرِكُون حَاجتَهُم لِمن يؤنِس وَحَدتِهم ؛
ويُبدِد عَنهُم ظَلام القسَوةٍ والعُقُوقْ !!
اصَبحوا جَميعاً يَقرؤوَن ؛ يَضحَكون وقُلوبهَم تَنزِفُ كَمداً ..
يأكُلون والشَوق يَعتصِرهُم للإلتِفافِ والإحتِواءْ ..
ويبَكُون .. وهُم يَتَمنَون يَداً حَانيَة دافئِة تَمسَحُ بَقايا أدَمُعَهُمْ ..!
ويَتَلذّذون, بِتَذكُر الأيَام الجَميلة التَي مَضَتْ ؛ وهُو بَينهُم يُحَاوِل الإبَقاء على ذِكراه اللذيّذة
أطَول وَقتَ مُمكِن ,
حَتى يَستَطعِم أخَر قِطَعة سُكر بِها, تِلك التَي تَزيد نِسَبة السُكر بِدَمهِ لِيتعَب أكثَر ..!
وهُو يُدرِك بأنَهُ لنَ يُطَبِبهُ سِوى إبَرة تُعَيد إلى الدَم نِسَبة السُكر الطَبيَعيَة,
لِتَذهب تِلك اللذة وَ يُصَارِع الوحِدة ومَرارةْ الرحَيلْ !

- اليَوم مَضَى سَنة وشَهريَن مِن وُجُودهِ في هَذا المَكَانْ
أصَبح أكثَر إنسِجاماً وهَدُوءاً .. وأقَل بُكاءاً وحَنيناً !
اسَتشَعر أن مَن حَولهُ مَوجُوعَون, رمَاهُم أبنَائَهُم كَما رمَوهُ تَماماً ..
واصَبح مَعَهُم يَتسَلى بالأحَاديَث والذِكَريَات الجَميلة التَي مَرت بِهِم دُون أنَ يَبكَي رُغم أنهُ
مِن الأعمَاق يَتألم مِن وخَز الذِكرىْ !
كَما هُم تَماماً !
بَل أخَذوا يَجعَلون مِن ذِكريَاتهَم وَجَبة سَاخِرة لِوقَع الأحَداثِ عَليهُم, وكَيف تَبدلتَ أحَوالهُم..
فَلا البُكاء والحَنينَ سَيُعَيدَان لهُم أبنَائَهُم أو حَتى سَيرجِع لهُم كُل شَيء مضَى !
هُو بَينهُم كأنهُ الأقَل ألماً وفقَداً, رُغم أنهُ مِن الدَاخِل عَكسَ ذلِك .
لكِنهُ أراد أنَ يَكُون قَوي القَلب كَثير الإبتِسَام , حَتى يُسَاعِد النُزلاء الجُدد الإعتيَاد عَلى هَذا الأمَرْ ؛
ونَسَيان وَلو بِشَكل لحَظَي مَا حَدث لهُم !
- فَي صَبيحَة أحَد الأيَام تأخَر بِالنُهُوضَ على غَيرِ عَادتهِ, رأهَ صَاحِب المَلامِح الحَادة مُرخياً يَدهُ,
ومُستَلقيَ بِراحَةِ عَجَيبة ..
ابتَسَم بِغِبَطةٍ وَوَجل.. هامِساً : " هه, فَاضَت رُوحَك لِخَالِقهَا لِتَجد الرَاحَة المَسَلوبةَ
مَرحَى لكَ يَا صَاحِبَي, والعُقَبى لنَا قَريباً ! "

* وَجَدو هَذهِ العِبارة مَنقُوشَة بِإتَقان عَلى الجِدار فَوق رأسهِ :-

( إذا رَموكَ أبنَائكَ هُنا ذَات يَوم, فَاعَلم أنكَ لنَ تعُود إليهَم مِن جَديد ورُبما لنَ تَراهُم ,
لِذلِك استَمتعَ بِأصحَابِك الجُدد ومَلامِحَهُم التَي تُشَابِهك كَثيراً
واغَلِق عَلى حُزنِك وذِكَريَاتهم قَلبكْ ..! )







  رد مع اقتباس