منذ ثلاث من الأعوامِ طرقت بأبي وكسرت قضباني وتسللت بداخلي . كنتُ في غفلةِ من أمري حينما هاجمتني وكم حاولت أن ادفعك عني ، قاومتك ، صرخت، بكيت ، استنجدت حتى ضاع مني صوتي أحدق فيمن حولي الصمت لجم السنتهم والحزن احتل وجوههم والخوف تملك كل ما بهم لا ارى منهم غير دموعِ تتناثر وأصوات بهمس يارب سلم سلم حينها فقط ادركت مدى عظمة الامر حتى خارت قواي واستسلمت له .
كرهته كرهت حتى ذكر اسمه كان هجومه كوحش مفترس . لم يرحم جسدي النحيل وزاده نحلِ . رجوته أن يرحم ضعفي وشبابي سألته بإنكسار لماذا أنا؟ تبسم بخبث أغمضت عينيا وصوته بهمس في أُذني لأَنِّي (قدرك أنا )
حينها فقط أدركت أنه لا محاله من الهروب منه .
قال لي بثقة سوف تعتادين عليا . نظرتُ إليه بنظرة الحزن واليأس وقتها أقترب مني حتى أحسست بأنفاسه تبعثر
خصلات تدلت على وجهي وقف أمامي ووضع يده تحت ذقني الصغير ليرفع رأسي بصوت الخشونة قال : أنظري إليا . نظرت إليه بتثاقل وخوف ورعشة احتضني إليه مردفاً أعدك أن لا أسرق ابتسامتك ولا أخطف مرحك ولن أحرمك متعة الحياة أعدك أن لا أقتل الطفلة التي بداخلك أعدك أن لا اسلب منك الجمال أعدك أن يكون لك نصيب من اسمك أعدك أن لا يتغير شيء .
مضى من الوقت حتى انني تناسيته .
لن أنكر أنها مرت بي أيام طلبته وتوسلتُ لَهُ أن يأخذني معه وأن أرحل معه ، لن أنكر أني تعودت عليه فلم يعد يُخِيفُني ، لم أعد أفتش وبخوف عنه أقرأ فقد قال لي يَوْمِ أنا قدرك ، نعم جعلني اعتاده برغم خوفي منه أحياناً
لكنه كان على وعده معي لم يسرق ولم يسلب ولم يقتل مني شيء اعلم أني كنت معلقة بين السماء والأرض اعلم أني مازلت ارقص وتحت قدامي جمراً أعلم مازالت عنيا تُحدث عني ومازال وجهي مشربا بالحمرة ومازالت الغمزتان محفورة بخدي ومازال شعري الحريري الكستنائي مسدلاً على ظهري ومازالت الابتسامة لا تغادر ثغري
ومازلتُ اغني واعشق الرقص ومازلتُ العب بدميتي وكأني في الرابعة من عمري مازلتُ أضع الكحل بعيني واحمر الشفاة واسكب اثمن العطور الفرنسية على جسدي واضع دهن العود يخلصلات شعري مازلتُ اكتب الخواطر واقرأ لنزار وفاروق جويدة والمتنبي وأمرىء القيس والحمداني مازلتُ شامخة اصلي واسجد وأشكر ربي وادعوه برجاء أن لا يجعلني قانطة وله شاكرة حامده . فلا تخف ماعدتُ اكرهكً تعلم كم انتظرتك وناديتك بأن نرحل معاً.
وها أنت اليوم تزف البشارة لي فقد استرقت السمع تعال واعد مسامعه على مسمعي اريد سماعها منك قل بعد ثلاث أعوام جأت لك البشرى قل سأخذك معي . هل تعلم حين سماعها فرحت وبكيت لم اصاب بحالة هستيرية لا بل اختلطت الرهبة بالرغبة بكيت خوفاً واشتياقاً وضحكت فرحاً واشتياقاً أيضاً فلا تسألني الاشتياق هنا وهناك من إي شيء فلا إجابة لك عندي ستعرفها حين نرحل معاً فتعال ها أنا أمد لك يدي أسرع سأرتدي لك الأبيض سأزف لك نفسي تعال واحضني وراحل بي حيث سنكون .
إيلانا
التعديل الأخير تم بواسطة إيلاانا ; 06-04-2018 الساعة 02:17 AM |